شهدت معظم شوارع وأحياء مدينة الحديدة- منذ أول أيام عيد الفطر المبارك- انتشارا وتكدسا للقمائم والنفايات, حيث أضحى منظر المدينة- جراء تكدس النفايات في شوارعها وأمام منازل المواطنين- مقززاً ومقرفاً, متسبباً في ذلك بمشاكل صحية وبيئية للأهالي، ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة في الشوارع جراء بقائها لأيام نتيجة إضراب عمال النظافة احتجاجا على عدم صرف إكرامية رمضان في ظل غياب دور المجالس المحلية بالمحافظة ودور صندوق النظافة والتحسين في القيام بواجبهما لإيجاد الحلول المجدية بشأن تكدس القمائم في الشوارع خلال أيام عيد الفطر المبارك, الأمر الذي جعلها عاجزة تماماً على الظهور بمظهرها الجمالي والطبيعي لاستقبال زوار العيد الذين تعودوا على زيارتها كل عام. وامتلأت عدد من الشوارع الرئيسية الهامة والطرق والأحياء السكنية في محافظة الحديدة بالمخلفات والقمائم والأكياس البلاستيكية وتحولت شوارعها الجميلة إلى مستنقعات وأماكن لتكاثر البعوض والأمراض في الوقت الذي يتدفق إليها الزائرون من مختلف محافظات الجمهورية لقضاء إجازة العيد فيها والاستمتاع بشواطئها الجميلة ومناظرها السياحية الخلابة التي تتمتع بها عروسة البحر الأحمر.. ويقول المواطن/ سالم عبدة كداف- من أهالي محافظة الحديدة- بأن مسئولي محافظة الحديدة قرروا أن يمنحوا المواطن عيدية خاصة والمتمثلة في منحهم الأوساخ والقمائم بجوار منازلهم وتركها في الشوارع في أول يوم من عيد الفطر المبارك وحتى كتابة التقرير.. واستغرب كداف من استمرار تراكم القمامة بجوار منزله وفي الشوارع العامة والتي تسببت- حد قوله- في انتشار الأمراض الموبوءة بين الأطفال منها حمى الضنك والكوليرا والتي انتشرت في أوساط الأطفال دون أن يقوم صندوق النظافة والتحسين بدوره في تنظيف الشوارع خصوصاً ونحن نعيش لحظات من عيد الفطر المبارك. من جانبه أكد المواطن/ عبده سالم مهيم بأن شوارع الحديدة أصبحت منكوبة بالقمائم وأن هناك تراجعاً مخيفاً على مستوى خدمات النظافة في المدينة, لاسيما الأحياء السكنية والأسواق دون أن تقوم الجهات المختصة بدورها.. وأشار مهيم إلى أن تكدس القمائم والقاذورات في سوق باب مشرف والمطراق وانتشار الأوساخ لم يدع له فرصة للخروج من منزلة لشراء حاجيات ومستلزمات العيد والذهاب للحدائق والمتنزهات مؤكداً بأن المحافظة أصبحت اليوم ترزح تحت وطأة القمائم والقاذورات متسائلاً عن أسباب عدم تنظيف الشوارع خصوصاً ونحن في أيام عيد الفطر المبارك. ويرى أطباء صحيون بمحافظة الحديدة أن انتشار وتراكم القمامة في الشوارع وطفح المجاري بشكل مستمر قد تؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية مثل الملاريا، الكوليرا، الإسهال، التيفود، الرمد التي تنتقل عبر الحشرات الذباب والبعوض والتي تتكاثر في القمامات والأوساخ المتعفنة بالإضافة إلى حمى الضنك الذي ينقله البعوض الذي ينشط هذه الأيام ويسبب نقصاً في الصفائح الدموية في الجسم يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم تدارك الأمر. وحذروا من وقوع كارثة صحية وبيئية في محافظة الحديدة جراء تراكم القمامة وتردي أوضاع النظافة وطفح المجاري في المحافظة جراء إضرابات متواصلة لعمال النظافة وعدم شفط مياه المجاري من الشوارع، معبرين عن استيائهم الشديد من منظر تراكم وتكدس القمامة في الأحياء والشوارع الرئيسية خلال عيد الفطر المبارك دون أن تقوم الجهات المختصة بدورها، متسائلين عن سبب عدم تحرك قيادة المحافظة بالاهتمام بالنظافة، وصمتها إزاء تكدس القمامة وطفح المجاري بالمدينة بشكل لم يسبق له مثيل في عهد المحافظين المتعاقبين.. وحمّل المواطنون بمحافظة الحديدة, السلطة المحلية وصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة المسئولية الكاملة ما تتعرض له المحافظة من تراكم وتكدس للقمامة وما قد يتعرضون له من الأمراض والأوبئة التي بدأت في الانتشار بشكل مخيف مع دخول أيام عيد الفطر المبارك. نحن بدورنا في صحيفة " أخبار اليوم " نضع كل تلك الشكاوى العيدية بين يدي محافظ محافظة الحديدة صخر الوجية للنظر إلى ما آلت إليه محافظة الحديدة خلال أيام عيد الفطر المبارك ومحاسبة المقصرين والمهملين في أداء واجبهم.
