قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    رواية حوثية مريبة حول ''مجزرة البئر'' في تعز (أسماء الضحايا)    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    جامعي تعزّي: استقلال الجنوب مشروع صغير وثروة الجنوب لكل اليمنيين    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدراس البريقة.. جسد التربية المسموم ((1))
نقص في الأثاث، والمعلمين، وتجاهل مكتب التربية، وازدحام في الطلاب ولا حلول..
نشر في أخبار اليوم يوم 07 - 01 - 2015

سألت المدير ما حال التعليم اليوم؟ تبسم ضاحكا ثم قال: معلم يكتب بطبشور مكسور, وطالب يقرأ بشبه كتاب, تعليم معلول وصروح علم تتهاوى على يد الإهمال.. مدير مشغول بجباية الرسوم, ومعلم لا يتذكر متى أحضر معه كراسة إعداد الدروس, وآخر منقطع ينوب عنه بديل وذاك مخصص له يوم أو يومان في الأسبوع ومثله متفرغ للأنشطة والبقية منهم معذور لانشغاله بالدورات, وفي المسح التربوي يحسب الكل معلماً لكي لا يحرموا العلاوات.. ثم يأتي الموجه التربوي ليسطر في كراسته" العملية التعليمية تسير على أكمل وجه" وبين هذا وذاك مدارس تفتقر لأدنى المقومات.. مواد شاغرة ليس لها معلم وطلاب يتيهون بين الجهل والغش والرسوب ومن ثم تكون المحصلة في نهاية العام الكل يستحق النجاح بجدارة.
لم يكن إقرار المدير بحال التعليم ليعفيه والمعلم والأسرة والتربية والدولة من خيانة الأمانة فالكل مسؤول عن ضياع الأجيال في دهاليز التجهيل.
وفي مدارس مديرية البريقة التي طفنا معظمها ما بين تعليم أساسي وثانوي لم تكن ثمة صورة واحدة تحمل ملامح التعليم بوجهه الصحيح.. وفي هذا التقرير الذي خصصناه لثلاث مدارس للبنات في البريقة محافظة عدن ( مدرسة 26 سبتمبر ثانوية الدرة ثانوية الوحدة ) نوجز فيه بعضا من هموم تلك المدارس على أن نتناول لاحقا مدارس البنين.
ثانوية الوحدة للبنات
بقايا سور متهدم, ودورات مياه ملوثة, تبعث الاشمئزاز, مغطاة بالأوساخ والقاذورات, ومختبر معطل أشبه بغرفة مومياء مهجورة تتكدس فوق هياكلها ومجسماتها الأتربة, وبقايا أجهزة حاسوب مدمرة أكل منها الدهر وشرب, وكتب ممزقة متناثرة عن يمين وشمال الممرات والبعض منها محشورة في قفص حديدي أسفل سلم الصعود, وسلك كهربائي يتدلى أعلاه ينذر بحدوث كارثة, إدارة مبعثرة وفصول حشرت فيها الطالبات كقطيع أغنام وتفتقر لأدنى المقومات, ومواد دراسية شاغرة لا معلم لها, وبيئة غير صحية حاضنة للأمراض.
وشهد شاهد من أهلها
أ جميلة محمد صالح مدير ثانوية الوحدة للبنات صلاح الدين- تحدثت عن جملة من الهموم والإشكاليات المصاحبة للعملية التعليمية في ثانوية البنات, منها ضيق الفصول الدراسية وكثافة الطالبات, مشيرة إلى أن عدد الطالبات في الفصول تكاد تكون متقاربة وفي كل شعبة من شعب الصف الأول ثانوي 95 طالبة ومثل ذلك في الصف التاسع أما في الفترة المسائية توجد 70 طالبة في كل شعبة من الفصول الدراسية..
وقالت مدير ثانوية الوحدة للبنات: زاد الضغط علينا بعد أن تم نقل طالبات منطقة فقم التاسع وأولى ثانوي عقب فصل الأولاد عن البنات حسب رغبة أولياء الأمور وهذا زاد الطين بلة. مضيفة: تحدثنا مع مكتب التربية والتعليم في المديرية وتلقينا رداً منهم بأنه لا يوجد بديل بينما مدرسة فقم تم إضافة فصول إضافية فيها ونصاب المعلمين من الحصص قليل في الوقت الذي لا يوجد استيعاب لدينا, فهذه مدرسة وليست تاكسي فنسبة الرسوب تزيد وهناك نسبة في تسرب الفتاة وعزوفها عن التعليم وهو ما انعكس سلبا, حيث أن 30 طالبة من أصل 93 رسبن في مادة اللغة العربية هذا غير المواد الأخرى كالرياضيات والعلوم, إضافة إلى ما يحدثه كثافة العدد من إرباك أثناء الاختبارات نظرا لتقسيم الفصل إلى مجموعتين.
معلم مفقود ومنهج مبتور
أوضحت مدير ثانوية الوحدة للبنات بأن لديهم 37 معلماً ومعلمة 12منهم ذكور ويأتي من خارج المديرية 8 منهم يباشروا العمل ثلاثة أيام في الأسبوع, منوهة إلى أن ذلك يعد إشكالية حيث وأن الطالبات في أغلب الأيام خارج الفصول, لافتة إلى أن مادة التاريخ لا تدرس وتم إحضار بديل عن معلم المادة الذي اضطرت الإدارة الاستغناء عنه لإصابته باضطراب عقلي وبقيت المادة شاغرة على مدى عامين بينما يوجد معلم واحد لمادة التاريخ يقوم بتغطية ثاني وثالث ثانوي, إضافة إلى أنه أمين مستودع, أما مادة الجغرافيا لثالث ثانوي فشاغر منذ بداية العام نظرا لتعيين أحد معلمي المادة في ثانوية الأولاد مديرا لمدرسة فقم, الأمر الذي زاد عبء المعلم الذي كان يأتي من ثانوية الأولاد إلى ثانوية البنات ولم يستطع تغطية المادة.
وأضافت أ جميلة: مادة الانجليزي شاغرة معلمة موجودة, لكنها متفرغة للدراسة, هناك معلمة تم تعيينها في 2011م لم تباشر العمل منذ تعينت وكانت الإدارات السابقة تأتي ببديل عنها بعشرة آلاف.. تخاطبنا مع التربية فأتوا لنا بمتطوعة.. أيضا العلوم والأحياء, المعلمة طالبت بالتحويل ولم تحضر فطالبنا بتوقيف مرتبها, لكننا لا نعلم إذا كانت تستلم مرتبها من التربية ونغطي المادة بمتطوعة..
للأسف التربية تضع حلولا مؤقتة لا تجدي نفعا كذلك مادة الإنجليزي للصف الأول والثاني ثانوي لدينا معلمة متعاقدة, أما الصف التاسع لا يتم تدريس مادتي الإنجليزي والعلوم ولا أدري كيف سيدخلن الامتحانات الوزارية وخذ أيضا مادة القرآن الكريم, لدينا معلم للصفوف الأول والثاني والثالث ثانوي أما الفترة المسائية فعندنا معلمة متخصصة حاسوب تدرس قرآن وإسلامية.
هدم سور الثانوية
بين ثانوية الأولاد وثانوية البنات كان هناك سور يفصل بينهما ومؤخرا تم هدم السور الفاصل لبناء روضة للأطفال ما تسبب في كشف حرم ثانوية البنات حسب تعبير مدير الثانوية التي أردفت: هدم السور هو معضلة وبسبب الكشف ألغينا الطابور الصباحي, ناهيك عن أن البنات لا يستخدمن الساحة وقد تم هدم السور الفاصل بين ثانوية الأولاد والبنات لبناء روضة في وسط المساحة ولم يتم عمل حاجز وأصبح حرم الثانوية مكشوفا للعمال الذين يمتصوا الطاقة الكهربائية التي حصلنا عليها بشق الأنفس يستخدمونها لمعدات العمل, ولم يكتفوا بذلك بل يستخدمون الماء الخاص بالثانوية الموجود في الخزان بدون استئذان حيث أن المقاول لم يوفر الماء للعمل وخاطبنا التربية ولم تضع حدا لتلك الممارسات.
الكهرباء
وأشارت مدير ثانوية الوحدة للبنات إلى أنه منذ بداية الفصل الثاني العام الماضي وإدارة الثانوية تطالب مكتب التربية بإصلاح الخلل المتعلق بالكهرباء وبسببه تأخر بدء الدوام الدراسي لأكثر من شهر, حيث وعدت التربية بإنزال مهندس ولم تف بوعدها وظلت المشكلة قائمة بسبب خلل في الكيبل الرئيسي أتلفته الرطوبة ويمتد من المقصف إلى الممر الرئيسي..
ولفتت مدير الثانوية إلى أن التربية لم تكن متجاوبة ولم تحل الإشكالية.. متوجهة بالشكر إلى الأخ محمد حرباج- رئيس اللجان الشعبية- الذي تولى متابعة الموضوع والتنسيق مع إدارة الكهرباء تم وضع كيبل هوائي مؤقت وهو خطر على الطالبات اللاتي قضين فترة شهر لم يتعلمن ولم يبدأ الدوام المدرسي إلا في منتصف شهر أكتوبر.
المستودع والكتب والأثاث
وأكدت مدير ثانوية الوحدة للبنات وجود نقص كبير في الأثاث المدرسي والكتب التي لا يوجد حتى مستودع للمتوفر منها كما أنه لا يوجد مكتب للمدير بعد أن تنازلت المدير عن مكتبها للعيادة الصحية على حد قولها, منوهة إلى أن أجهزة الحاسوب في الثانوية منذ عام 2003م غدت تالفة ولا تصلح حتى كندم ولا توجد لها قطع غيار وأن حاسوب واحد الذي يعمل فقط حسب تعبير مدير الثانوية التي لفتت إلى أن مختبر الثانوية شبه معطل وأن أمين المختبر غير متخصص, مشيرة إلى أن ذلك أحد عيوب مكتب التربية التي قالت إنها عندما تريد إعفاء أي معلم من مهنة التعليم توكل إليه مهمة إضافية ليرتاح. منوهة إلى أنه لا يوجد حارس للثانوية ولا عاملة نظافة وأن مشكلة دورات المياه قائمة وتحاول إدارة الثانوية التغطية من ميزانية المدرسة التي هي مستنزفة حسب تعبيرها.
الأسرة والمدرسة
وعن صلة الأسرة بالمدرسة, نوهت مدير ثانوية الوحدة إلى أنه يوجد مجلس آباء لكنه غير فعال ولا رئيس له وأن ولي الأمر يأتي إلى الثانوية أثناء موعد النتيجة النهائية ليعاتب الإدارة على رسوب ابنته ويبرر رسوبها بينما لم يكلف نفسه متابعة الطالبة منذ بداية العام.
أولياء الأمور
أولياء الأمور من جانبهم أعزوا تردي أحوال التعليم إلى إهمال التربية وتقصير المعلم والإدارات المدرسية, حيث شكا عدد من أولياء الأمور في منطقة صلاح الدين, شكوا مما أسموه تساهل المعلم والإدارات المدرسية في ضبط العملية التعليمية والتربوية وعدم القيام بمسؤولياتهم تجاه الأمانة الملقاة على أعناقهم..
وأشار أولياء الأمور إلى أن المدرسة هي المتسببة في ضياع مستقبل أبنائهم, منوهين إلى أن الطلاب يظلون فترة الدوام المدرسي بلا معلمين حسب تعبير أولياء الأمور الذين لفتوا إلى أن مدير ثانوية الوحدة أ جميلة محمد صالح هي المتسبب الأول في تردي أحوال التعليم والمدرسة متهمين إياها بفرض رسوم شهرية على كل طالبة بذريعة الإصلاحات في الوقت الذي تتردى فيه الأحوال, بما في ذلك دورات المياه التي قال الآباء إن منظمة دولية منحت المدرسة مبلغا ماليا لإتمام إصلاحات دورات المياه إلا أن الإدارة لم تقم بترميم دورات المياه حتى اللحظة.. حسب تعبيرهم.
ظاهرة متفشية
أ عارف علي عبدالرب معلم منذ العام 95م- قال: نعاني من ظاهرة تفشت في السنوات الأخيرة في أروقة التربية والتعليم وأنا هنا أمثل المعلم القديم الذي أفنى عمره في خدمة التربية والأجيال ووجد نفسه اليوم لا قيمة له ولا حقوق ولا مطالب, إما بتجاهل مقصود أو غير مقصود.
اليوم تفشت ظاهرة المعلم الجديد الذي وصل بسرعة إلى مدير أو وكيل ولم تتجاوز خدمته 3 سنوات وأنا أستطيع أن أحصيهم عددا في كل مدارس البريقة التي اليوم مديروها أحداث بينما المعيار لشغل منصب مدير أو وكيل مدرسة أو موجه ما فوق 10 سنوات خدمة وحسب الأقدمية كما هو في كل المؤسسات المدنية.
وأضاف عبد الرب: حزبية ومعرفة، محسوبية ووساطة بينما يبقى المعلم المخلص مدفونا لم يشفع له عمله وإخلاصه, والطامة الكبرى في التربية والتعليم هي أن أي مدير لا يقوم بأداء مهامه باقتدار تتم تنحيته ويبقى في البيت يتسلم مرتبه وبهذا تكون خدمته لا تتجاوز بضع سنوات ومنها تأتي أزمة الشاغر وأنا معلم على مدى عشرين عاما وأقوم بتغطية أول وثاني وثالث ثانوي بنات حرصا مني على أن يكملن تعليمهن بالإضافة إلى أني أمين مستودع فالأعباء كبيرة أتحملها سيما وأن الكتب بلا مستودع ومرمية في الممرات وفي مكاتب المعلمين كما تشاهدون.
شماعة الأعذار
أ سعيد منصر.. معلم اللغة العربية.. ثانوية الوحدة بنات من ناحيته أكد أن التعليم اليوم عقيم, محذرا من خطورة الأمر باعتبار أن الإنسان طاقة وإذا لم تسخر الطاقة لدى الطلاب في النفع فإنها ستسخر في غيره, منوها إلى أن المعلم اليوم أصبح أشبه بشماعة تعلق عليها كل أوجه القصور وأن كل المقصرين في العملية التعليمية يلقون باللائمة على المعلم بينما السؤال الذي يجب أن يسأله الجمي : من الذي وظف هذا المعلم المقصر؟ ومن أين جاء؟ معلقا على سؤاله: هو خريج الأمس ومعلم اليوم لكنه بالأمس كان طالبا يغش ونجح بالغش, حسب تعبيره.
وخلاصة القول إن الجميع مساهم في تردي أحوال التعليم ولا يتحمل ذلك فرد بعينه.
هموم الطلاب
أثناء مرورنا بطالبات الصف التاسع والثالث ثانوي بثانوية الوحدة تبين اكتظاظ الفصول بالطالبات, حيث يجلسن على الطاولة الواحدة 8 طالبات من إجمالي 95 طالبة في حجرة الفصل التي لا تتجاوز مساحتها 8 في 8..
الطالبة مريم هشام قادري الصف التاسع ثانوية الوحدة تحدثت عن معاناتها وزميلاتها قائلة: ثمان بنات على الطاولة وهذا يعني عدم قدرة على الاستيعاب وضيق الحركة وعدم قدرة على الكتابة وانتشار الأمراض والضغط على الكلى وفوق هذا نقص الكتب و في المعلمين إلى الآن بعض المواد لا تدرس والمختبر مغلق ولا يوجد مكتبة ولا معرض للرسم ولا وسائل تعليمية ونحن سنخضع لامتحان وزاري, إضافة إلى أننا تحت خطر الأسلاك الكهربائية, ناهيك عن حرماننا من دورات المياه ومن ساحة المدرسة وعدم مزاولة الأنشطة كما أن البيئة غير صحية ونفتقر إلى براميل القمامة في الوقت الذي لا يوجد عيادة صحية.
ثانوية الدرة
ثانوية الدرة بنات شكت إدارتها هي الأخرى عددا من القضايا الشائكة التي تقف عائقا أمام سير العملية التعليمية على مدى سنوات كان أبرز تلك القضايا وجود إدارتين في مدرسة واحدة وهو ما سبب إرباكا كبيرا, إضافة إلى نقص في المعلمين وفي الحراسة وعمال النظافة والافتقار إلى الأثاث المكتبي .حسب تعبير مدير ثانوية الدرة أ هدى عوض ماطر التي قالت: أكبر معضلة تواجهنا أننا وعلى مدى ست سنوات ونحن إدارتان لمدرستين أساسي وثانوي في مبنى واحد الذي هو مبنى ثانوية الدرة وقد تم نقل مدرسة 26 سبتمبر للتعليم الأساسي بنات إلى ثانوية الدرة وذلك بعد خضوع مدرستهم للترميم وهذا أحدث لنا إرباكا كبيرا وأعاق العملية التعليمية سواء من حيث ضيق سعة المبنى واختلاف التوقيت الزمني للدوام الدراسي وإقامة الطابور الصباحي واستخدام الساحة المدرسية فنحن لدينا 573 طالبة ثانوية و 44 معلمة وأصبحنا بلا مكاتب ولا مقاعد ولا طاولات ناهيك عن مشكلة البوابة الرئيسية حيث تحدث إشكالية سيما وأن دوام المدرسة الأساسية ينتهي في العاشرة ويبدأ بعده دخول تلاميذ الفترة المسائية ونحن لم نكمل بعد الحصة السابعة وهو ما يتسبب في إحداث إزعاج وتشويش هذا غير دخول التلاميذ من المدرسة المجاورة وصعودهم المتكرر إلى سلالم الثانوية وقد حاولنا إغلاق البوابة إلا أن إدارة مدرسة 26 اعترضت.
النقص
وعن نقص المعلمات أشارت أ هدى ماطر إلى أنه لا يوجد نقص في المعلمات ما عدا مادة التربية الإسلامية للصف الأول ثانوي بسبب تقاعد المعلمة دون توفير بديل.. يوجد نقص في حراسة الثانوية وفي عمال النظافة لدينا مكتبة ألغينا دورها وهي الآن مكتب للمدير وللوكيل الفني ووكيل الأنشطة والمشرفة الاجتماعية والمعلمات فنحن منحنا مكاتبنا لإدارة مدرسة 26 سبتمبر.. كان لدينا مختبرين واحد منح لهم مع إننا بحاجة إليه للفيزياء..
وحول الأنشطة المدرسية أكدت ماطر أنها حاليا متوقفة بسبب ضيق المبنى وانعدام الأدوات.
المجلس المحلي يمتنع
في ثانوية الدرة تتكدس أكوام القمامة وتحتل مياه المجاري الطافحة جزءا من الساحة وهو ما يخلق بيئة غير صحية تؤثر سلبا على الطلاب في الوقت الذي تقدمت فيه إدارة ثانوية الوحدة بعدة مناشدات إلى مكتب التربية والمجلس المحلي الذي امتنع عن توفير عمال وسيارة النظافة على حد قول ماطر التي أوضحت قائلة: نحن نعاني من تكدس أكوام القمامة وطفح مياه المجاري ومع ذلك بذلنا جهدنا وكلفنا الطالبات لتجميع القمامة ووضعها في إحدى زوايا الثانوية وتبقى عملية نقلها عن طريق عمال وسيارة النظافة وهذا الذي امتنع المجلس المحلي توفيره لنا بعد أن رفعنا عدة مطالبات, لكن قيادة المجلس امتنعت بذريعة أن عدد سيارات البلدية محدودة وأن العمال يطالبون بمخصصات إضافية.
ستة أعوام من الشتات
أ فائزة محمد ثابت وكيل مدرسة 26 سبتمبر للتعليم الأساسي بنات- بدورها تحدثت عما تعانيه إدارة مدرسة 26 سبتمبر بمعلميها وتلاميذها وأضافت: نحن ضيوف على ثانوية الدرة لان مدرستنا تخضع للترميم منذ 6 سنوات تم تجهيزها ولم نتسلمها نحن إدارتان في مدرسة واحدة وهذا لا يصلح فنحن لدينا 1800 تلميذة ونعاني من هموم ومشاكل يومية فمثلا في مكتب واحد يوجد المدير والمعلمات والوكلاء وهذا تتحمل مسؤوليته التربية لا أثاث مدرسي لا مكاتب لا وسائل تعليمية لا مختبر محصورين في 9 فصول ومرت ستة أعوام ونحن في شتات ناهيك عن نقص المعلمات عندنا 30 معلمة سبع منهن تقاعدن ما تسبب في نقص المعلمات للفترة المسائية.
وطالبت وكيل مدرسة 26 سبتمبر مكتب التربية والتعليم بسرعة تسليم المبنى الذي قالت إنه قد اكتمل الترميم فيه إلا أن إدارة التربية لم تسلمه لإدارة المدرسة بعد مشددة على ضرورة سرعة التسليم لما تقتضيه الحاجة الملحة بعد أن تسببت مدة الترميم الطويلة في كثير من الإشكاليات أعاقت التعليم من بينها نقص في عاملات النظافة والحراسة والأثاث والكتب في الوقت الذي حاولت إدارة المدرسة تغطية النقص من رسوم الطلاب التي قالت إن مكتب التربية يأخذ منها 16% حتى إيجار المقصف الذي كنا نسخره لسد النقص فإن المستأجر امتنع عن تسديد الإيجار, مضيفة لست راضية ومن وجهة نظري فإن 5% فقط هي نسبة المعلم الممتاز اليوم وما عداه تحصيل حاصل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.