نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    ما معنى الانفصال:    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    دموع ''صنعاء القديمة''    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



11 فبراير.. ست سنوات من تفكيك منظومات التوريث والانتصار للدولة
سياسيون ونشطاء وثوار، في أحاديثهم ل"أخبار اليوم"، يعتبرون القبول بجماعة الحوثي في ساحات التغيير والحرية بخطأ الثورة الفادح..
نشر في أخبار اليوم يوم 11 - 02 - 2017

في أكثر من 20 ساحة تغيير وميدان حرية ساق اليمنيون مسوغات خروجهم الهادر لإسقاط نظام الثلاثة والثلاثين عاماً، وبثورة شبابية شعبية سلمية خالصة أبهرت العالم، وواجهت ترسانة علي عبد الله صالح العسكرية بالورود وأربعة أحرف " إرحل"، لخصت السبب، وعبر من خلالها ثوار الحادي عشر من فبراير عن مطلبهم المشروع في" الشعب يريد إسقاط النظام"..
كان ذلك في العام 2011م، حين احتشدت الملايين في ساحات الثورة على امتداد ربوع اليمن وقدمت التضحيات قوافل من الشهداء والجرحى، وهي تخط بالدم خارطة دولة مدنية رسمت ملامحها المصغرة خيمة وساحة واعتصام عند أول كيلو متر كرامة..
ستة أعوام مرت من عمر الثورة الشبابية الشعبية السلمية، التي جاءت انتصاراً للإرادة الشعبية في إسقاط نظام حول اليمن إلى مزرعة خاصة به وعائلته، ليمثل فبراير بذلك نقطة فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر، مدشناً عهداً جديداً لليمنيين.
في الذكرى السادسة لثورة الحادي عشر من فبراير 2011م، يحتفي الثوار ومعهم اليمنيون الأحرار بهذه المناسبة، والبلد يمر بوضع استثنائي خلفه انقلاب ثنائي التوريث" الحوثي- صالح"، بسببه تحولت الثورة من النضال السلمي إلى الكفاح المسلح. ورغم ذلك يواصل اليمنيون ثورتهم في جبهات القتال وميادين الشرف في طريق استعادة الدولة. ول"أخبار اليوم" احتفاء خاص بهذه المناسبة المجيدة.
مسيرة نضال مستمرة ضد الطغاة
يؤكد مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة تعز/ أيمن المخلافي أن ثورة فبراير حققت نجاحا كبيرا من خلال إنهاء حكم الفرد والعائلة. فضلاً عن أنها كسرت حاجز الخوف وانتشلت الوطن من مستنقع التخلف والاستبداد وكسرت القيود التي حاولت إبقاء الشعب منكفئا على نفسه مبتعداً عن العالم بعقود الزمن.
ويقول: "حققت ثوره فبراير أن مكنت الشعب من انتزاع حريته وإرادته.. لا نستطيع القول أن ثوره فبراير أخفقت، لأن روح الثورة ماتزال باقية لاستكمال أهدافها". ويضيف:" ستة أعوام مرت من زمن الثورة الشبابية الشعبية، ولا زالت روحها باقيةً ثائرة لا تعرف الأفول، تقود بشبابها الأحرار مسيرة النضال ضد الطغاة في كل زمان ومكان، فهي رسالة باقية ولم تكن يوماً نشوة شعب أو غضبة عابرة".
ثورة ضد ثورتين مضادتين
يقول المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع السياسي- الدكتور/ عبد الباقي شمسان أنه لم يكن يدرك شباب ثورة فبراير (حتى النخب) الذين ثاروا ضد الحكم العائلي للمخلوع صالح، الذي أفرغ الجمهورية من مضامينها ولم يعد من النظام الجمهوري غير المسمى، أن هناك خصما أخر متموضع معهم في الساحات مؤقتا وتكتيكا كمرحلة نحو استعادة الحكم السلالي الأمامي، الذي قطع معه الشعب اليمني عام 1962، وان ذلك الخصم يعد لثورة مضادة منذ السبعينات، لقد اكتشفنا أننا أمام ثورتين مضادتين بعد انقلاب سبتمبر 2014.احدهما عائلية وأخرى سلالية.
ويضيف:" لقد تركزت الأنظار نحو من ثاروا عليه وأفضى كل ذلك إلى من نحن عليه الآن". وبناء على ما تقدم يعتقد شمسان أن الاحتفاء بثورة فبراير السادسة يستوجب التمييز بوضوح بين الاحتفالي الذي يحفز استمرار الذات الجماهيرية المتموضعة والمتطلعة نحو التغيير في مسار دائم الاتقاد والمراقبة، والثاني استراتيجي يتم صياغته في بيوت التفكير التي ترسم الأفعال والبرامج والإجراءات التي تدير الصراع، بما يحافظ على الاتساق المستمر في صيرورة الانتقال الديمقراطي الذي يعد الهدف الرئيس للثورة الشبابية والمجتمعية.
ويشدد أستاذ علم الاجتماع السياسي على وجوب الانتقال من الاحتجاج ومن الاحتفاء المنفرد إلى الفعل العقلاني الذي يدير عمليات الصراع وفقا للمعطى الوطني ثورة ضد ثورتين مضادتين وفي سياقها الإقليمي والدولي (مصالح واستراتيجيات). مؤكداً أن تحقيق الأهداف المنشودة يتطلب التوقف لوضع استراتيجية إدارة الصراع واعتماد إجراء العقلانية التواصلية الدورية. ويختتم تصريحه بالقول:" أشعر بخيبة أمل في حال الاستمرار في الفعل العاطفي دون اعتماد الفعل العقلاني الاستباقي".
إرادة تترجمها انتصارات الجيش والمقاومة على مليشيا الانقلاب
يشير البروفيسور لدى كلية الإعلام بجامعة صنعاء- الدكتور/ وديع العزعزي إلى أنه ما كان يتصوّر الكثير من الناس وهم يتابعون تجمعات وتظاهرات شبابية محدودة أن تتسع، وتزيد، وتصنع خلال عدة أيام انطلاقة ثورة التغيير، وبداية انتصار بحجم خارطة الوطن الجريح، ولا أن تصدّر جماليات شعاراتها إلی شرايين أبناء الشعب التي أطلّت من ساحة الحرية في تعز وساحة التغيير في صنعاء، وعاشت لحظات مباركة تنشد مشروعاً وطنياً أركانه الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون، وروحه الوجدان الوطني العامر بالمحبة والسلام والتسامح والمواطنة المتساوية ، والمؤمن بأن التنوع قوة وثراء.
ويقول العزعزي أن ثورة 11 فبراير ليست فعلاً ماضياً وحسب، ولا إرثاً يستعين به المحتفلون بأعيادها كلّ عام إذا ما خلا سجلها المعاصر من ومضات البريق، وليست ذلك العشق العتيق الذي سكن قلوباً لا تبدّل ولا تحوّل، وإنما هي حاضر دافق بالحياة، حافل بالألق الممتد، مزنر بصهيل لا يتعب، وهي فعل مضارع بدلالة المستقبل، وإرادة ما فتئت تترجم نفحات روحها في انتصارات قواتنا المسلحة والمقاومة على مليشيا الانقلاب.
إسقاط مشروع التوريث وشبح الإمامة
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي/ محمد الغابري أن ثورة فبراير نجحت في إسقاط مشروع التوريث، على الرغم أنه كان قد خطط له بإحكام. وأنها كانت ثورة استرداد الكرامة اليمنية على المستوى الداخلي بعد أن صارت البلد مزرعة خاصة لصالح وأولاده ويعيش الغالبية تحت وطأة الحاجة والخوف، حيث لا كرامة للمواطنين في بلادهم ولا أجهزة تقدم لهم خدمات بل تراجع مستمر في الخدمات وعلى المستوى الخارجي صار ت اليمن معروفة بأفقر بلد عربي والإرهاب.
ويقول:" يكفي ثورة فبراير إسقاط مشروع التوريث التي جند صالح البلاد ومواردها وصنع قوى وهدم قوى من أجله ومزق اتفاق لجنة الأربعة في 28 /10 /2010 بعد تأكده من وصول مشروع التوريث إلى النهايات لم يبق إلا تأبيد رئاسته لتنتقل السلطة لولي العهد الجمهوري لاحقا، لذلك الشعب الحي مهما قيل عنه لم يقبل بهذه الإهانة العظمى فعاقبه صالح بالسيد الإمام".
وعن خطأ الثورة الفادح في قبول جماعة الحوثي كمكون في ساحات الحرية والتغيير وشريك في الثورة يرى الغابري أنه ونتيجة للأمية السياسية لدى قيادة الثورة المفترضة لم تطرح معايير لقبول انضمام مجموعات للثورة. ويضيف:" كان المفترض أن لا يقبل انضمام جماعة مسلحة منطلقاتها وفكرها وسلوكها مناقض للثورة والدولة معا. كانت تلك خطيئة لاريب، لقد كان حضور الحوثيين ليس مشاركة في الثورة بل ليحضروا مع صالح ثورة مضادة".
ويشدد الغابري أنه لا مفر من العزل السياسي لجماعة الحوثي صالح لعقدين من الزمن، وبناء الدولة بطرق واضحة، وإنهاء شبح الإمامة والتوريث، كمطلب هام من شباب الثورة والشرعية في طريق استكمال تحقيق الأهداف وانجاز الهدف العام لثورة الحادي عشر من فبراير والمتمثل بالدولة المدنية. ويضيف:" بدون ذالك لن تتحقق الأهداف والتطلعات لليمن المنشودة من الرخاء والازدهار المرتكز على امن واستقرار يعتمد على إرساء المساواة والعدالة".
الطريق الحقيقي إلى الدولة
يرى الإعلامي والناشط/ حسين الصوفي أنه عند الحديث عن فبراير يجب أن نعيد توصيف الحدث من حيث الأثر الذي ترتب عليه. واصفاً فبراير بأنها أكبر من ثورة وأعمق من انتفاضة وأبعد من تحول وأقوى من تيار وأعظم من ثقافة وأوسع من هوية.
ويقول:" فبراير هو الميلاد الفعلي للذات اليمنية وللهوية وبالتالي هو الطريق الحقيقي إلى الدولة التي لم يعرفها اليمنيون منذ قرون. وما نحن فيه اليوم امتداد طبيعي لثورة فبراير التي تقودنا إلى الدولة. نحن نتحدث عن ثورة شعب وفبراير كما أشرت لك لم يكن ثورة بمعناها المتداول لقد كانت هوية للدولة، والدول لا تميز في تعاملها مع أبنائها على أسس فرز سياسي أو إيديولوجي أو حتى ديني عقائدي ناهيك عن اللون المذهبي أو الجغرافي".
ويضيف:" لكن عند الحديث عن الحوثيين وفبراير يجب أن نتوقف عند سؤال جوهري: هل كان الحوثيون ضمن كيانات فبراير؟!. والجواب لا يحتمل الجدل، ولا الافتراض لأننا أمام حقيقة تاريخية وفعلية تؤكد أن الحوثيون والمخلوع كانوا شركاء في منظومة الحكم التي كانت تدير الدولة منذ عقود وكانت هذه العصابة تعمل ضد الشعب اليمني الذي ثار ضدها في فبراير. نحن نتحدث عن الدوافع للقيادة بناءً على النتائج ولا نتحدث عن الخيام فالخيمة لا اعتبار لها بدون الإرادة والهدف".
تفكيك منظومة الهيمنة والتوريث
يشير الصحفي والناشط في ثورة فبراير/ طارق سعد الحميدي إلى أن من أهم ما حققته الثورة بشقيها السلمي والمسلح حتى الآن هو تفكيك منظومة الهيمنة والمصالح، وإحداث حالة من الفرز الثوري واللا ثوري وتعرية القوى المتلبسة للثورية، وكذا إحداث حالة متنامية جديدة في توازن القوة. وزيادة على ذلك، حد سعد، أنها وضعت حدا فاصلا بين الأمس واليوم بين ماض من الهيمنة يستحيل أن يعود وقادم مفتوح على احتمالات كثيرة.
أما فيما يخص مشروع التوريث يقول الحميدي:" في نظري هناك مشروعين للتوريث، الأول يتمثل بحلم المخلوع توريث المقلوع ابنه وهذا سقط وإلى الأبد، والثاني نقل الميراث من صالح وحاشيته إلى جنرالات ومشائخ وجماعاتهم ممن كانوا أصلاً شركاء في نظامه وهو ما يجري التعامل معه وسيسقط لأن زمانهم جميعا ذهب إلى غير رجعة. ويضيف:" وهناك متربص ثالث بالتركة وهو الحوثي وهو الآخر سيسقط بمشروعة الكهنوتي الذي عفا عليه الزمن".
حسابات خاطئة استغلها الحوثيون لخلخلة الثورة
يعتقد الناشط في الثورة الشبابية الشعبية السلمية/ عبد الكريم عمران أن الثورة حققت أهم منجز، وهو أنها أعادت تشكيل الوعي لدى الإنسان اليمني وأسقطت صالح وحلم التوريث وجمعت كل القوى في مائدة الحوار لتخرج بمسودة تاريخيه لو طبقت لكنا اليوم في يمن جديد كما أراده الشعب..
غير أن الثورة أخفقت، في نظر عمران، في تسويق فكرتها لدى عامة الشعب، وفي إزالة مخاوف دول الجوار منها أوعلى الأقل لم تستطع كسب دعمهم ولا حتى حيادهم.. معتبراً ما حدث من ثورة ارتدادية بأنه لم يكن ذنب الثورة، إنما ذنب المتشبثين بالحكم والطامعين في السيطرة والهيمنة، وهو ما يحدث في كثير من الثورات..
ويرى عمران أن مشاركة الحوثيين في الثورة لم يكن إلا بدافع تسويق أنفسهم ومحاولة خلخلتها من الداخل. ويقول:" لقد كان الحوثة يعملون بكل قوتهم ويبذلون جهودهم في سبيل حرف الثورة عن مسارها وتوظيفها لما يخدم النظام ويتيح له فرصة البقاء، ولكنهم فشلوا ونجحت الثورة".
ويستدرك:" إلا أن أخطاء أخرى في الحسابات وترتيبات نقل السلطة وقعت فيها الثورة بعضها يرجع لقواها وبعضها فرضته المبادرة والأخرى جاء نتيجة ضعف نظام المرحلة الانتقالية ووثوق قوى الثورة بمبعوث الأمم المتحدة". ويؤكد أن الثورة اليوم تستكمل تحقيق أهدافها في كل الجبهات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدولية وهي في طريقها لبناء يمن جديد كما كان أحرارها يطمحون..
نواة التغيير ضد الهيمنة والاستعلاء
يصف الناشط والإعلامي/ فهمي محمد الصوفي ثورة 11فبراير بأنها ثور شعب، ضد الهيمنة والاستعلاء الذي مورس على شعبنا اليمني ردحا من الزمن، من قبل أسرة استبدادية، أرادت أن تحكم اليمن واليمنيين بالحديد والنار، واستغلت السلطة واستثمرت موارد البلاد لصالحها، ونهبت وشردت وقتلت أبنائها الأوفياء والوطنيين الذين أرادوا للأمة الارتقاء والتحرر، وجيرت ثورتي سبتمبر وأكتوبر لشلة فاسدة تحكمت بمصير شعب وأمة ووطن.
ويقول الصوفي، وهو مدير تحرير صحيفة العربية وموقع العربية أون لاين، :" هذه الثورة هي نواة التغير نحو الأفضل، الذي لطالما حلم به كل أبناء الوطن من أقصاه إلى أقصاه، يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية إتحادية، تتوزع فيها السلطة الثروة لكل أبناء الوطن الغالي، دولة تنهي كل مظاهر الهيمنة العسقبلية على القرار السياسي والتنموي". ويضيف:" ثورة فبراير هي ثورة الشباب المثقف الواعي لكل متطلبات الدولة، المدنية السياسية الاقتصادية، تعيد ترتيب البيت اليمني، ترمم الهوية الوطنية والنسيج الاجتماعي الممزق، الذي مزقته الحرب، التي فجرها المخلوع صالح ومليشيات الحوثي الانتقامية على هذا الشعب، الذي أراد التغير نحو الأفضل".
قالوا:
نجحت ثورة فبراير السلمية في قلب المعادلات التي بدا أنها كانت قد استقرت لصالح نظام سياسي واجتماعي هجين، مغلق المصالح لنخب اجتماعية وسياسية وعسكرية اختارها رأس النظام بعناية لتشكل حاملاً اجتماعياً وسياسياً لنظامه.
كان واضح أن فبراير يدشن عهداً جديداً لليمنيين ويفتح باباً نحو يمن يستقر بأبنائه ويستقرون به.. غير أن جحافل الانتقام وحراس الميراث الدموي حوثيين وصالحيين خرجت من جحورها لتطوي سريعاً خارطة مشروع التغيير التي توزعت في وجدان اليمنيين وفي وعيهم، محاولة إعادة تركيب مشروعها الدموي الإقصائي في وجدان سبق أن لفظ هذا المشروع حتى بصيغته التي قدمها هؤلاء في تجربة علي صالح.
الدكتور/ ياسين سعيد نعمان
مستشار رئيس الجمهورية- سفير اليمن في لندن
ثورة 11 فبراير أسقطت مشروع التوريث الذي كان سيضرب النظام الجمهوري في العمق ويقضي على أهداف وروح ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.. الثورة الشبابية الشعبية السلمية منعت انهيار النظام الجمهوري وكسرت معادلة احتكار الثروة والسلطة والنفوذ إلى الأبد.. ستواصل ثورتنا المجيدة كسر معادلة الاستحواذ الظالمة على السلطة والثروة حتى يكون هناك توزيع عادل للسلطة والثروة يشمل كل أقاليم البلاد.
توكل كرمان
الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام
11 فبراير يوم التحمت فيه روح الشعب اليمني بأرواح الشعوب العربية التواقة للتغيير، متجاوزة حواجز الأنظمة القمعية وأسوار الحدود الوهمية، لتصنع ربيعا استثنائيا في تاريخ الأمة المعاصر.. إن امتزاج روح فبراير اليمن بروح التغيير العربية سيظل هو سر القوة الكامنة التي تمد الأجيال اليمنية بالأمل في عودة أزهار الربيع من جديد. فمهما طال ليل العواصف والرعود المضادة فإن فبراير سيتجدد، لأنه جزء من روح أمة، وجزء من إرادة أمة.
الشيخ/ عبد الرب صالح السلامي
وزير الدولة عضو مجلس الوزراء- رئيس حركة النهضة للتغيير السلمي
11 فبراير، حتمية يمنية ناجزة. كان ميلادا ضروريا لجيل ومرحلة يريدان الخلاص من أكثر الأنظمة فسادا على وجه الأرض. مازالت موجاته تصارع للوصول. ذكرى الذين أوقدوا الثورة في أرواحنا تحتاج إلى تكريم، لكن لا قيمة لأي مباهج شكلية ب11 فبراير بلا تغيير فعلي.
إن لم تتحول أهدافه في الحرية والمساواة وبناء دولة المؤسسات والقانون ومكافحة الفساد، إلى برنامج عمل يومي للسلطة والنخب وعامة الشعب، فليست أكثر من خدعة للشهداء في قبورهم.. نحتاج إلى روح فبراير التي سكنت أفئدة أفضل أبناء اليمن وأكثرهم كرما، في هذه الأوقات العصيبة بالذات، ليتابع البلد شق طريقه إلى المستقبل كي لا يجد نفسه مجددا داخل ذات الدوامة المزمنة في الماضي.
عبد العزيز المجيدي
صحفي
يحاول البعض اليوم أن يصور فبراير على أنه مفتتح لكل ما حدث من كوارث، مع أن هذه الكوارث كانت نتيجة لظهور الثورة المضادة، التي بدأت كخيمة مكر حوثية صغيرة داخل ساحة التغيير، ثم انتهت كخيمة مسلحة كبيرة على عموم اليمن. وهذه الخيمة المسلحة التي فتح صالح لها حرسه المسلح، ورعتها قوى إقليمية وغضت الطرف عن تحركاتها قوى إقليمية، هي الخيمة التي شنت الحرب على اليمن بكله، واستدعت تدخلا إقليميا، وتحول اليمن بسببها إلى صالة عزاء كبيرة.
مرّة أخرى تتدخل فبراير لإنقاذ اليمن، فكما أنقذته من جمهورية صالح المزيفة، تدخلت لإنقاذه من سلطة الانقلاب السلالية المتحالفة مع مكر صالح وحقده، لقد كادت مليشيا الحوثي أن تعيد اليمن إلى ما قبل التاريخ، لولا انبثاق المقاومة الشعبية التي ناضلت؛ ومازالت، لاستعادة مؤسسات الدولة وسيادتها، كانت روح فبراير وقيمها هي المحفز الأساسي لتلك المقاومة، وهي التي حمّت المقاومة من التخندق خلف شعارات لا وطنية، واستطاعت فبراير أن تحمي الصراع في اليمن من الطائفية والمناطقية.
محمد اللطيفي
صحفي وناشط سياسي
أنهت ثورة فبراير حلم المخلوع صالح في التوريث فضلا عن سلطة صالح نفسها لكنها أيضا في جوهرها أرادت إعادة الاعتبار للجمهورية والمشروع الوطني الجامع.. ثورة 11 فبراير 2011 م في اليمن كانت وستظل في هدفها ونبلها ونقاء شبابها واحدة من أزهى الثورات في العالم.
حمدي البكاري
صحفي ومراسل سابق لقناة الجزيرة في اليمن
في ذكرى ثورة 11 فبراير، سينبري البعض للخطابة، مستخدماً تعبير "شعبي العظيم"!!، أو " يا شعب اليمن العظيم"!!!.. شخصياً- وبصرف النظر عن خيبة الأمل بهادي - سأنتظر منه، باعتباره الرئيس الشرعي لليمن، إيقاد شعلة الثورة في مدينة السلام عدن، احتفاءً بذكرى ثورة باهظة الثمن، أوصلته للرئاسة..
كما سأنتظر منه خطاباً واضحاً صريحاً شجاعاً، ولو لمرة واحدة، متضمناً قرارات تصحيحية جريئة، تصحح كل هذه الاختلالات التي تواصل تدمير بقايا اليمن بكامل أرضها وإنسانها، قيمها وأحلامها.. فهل يفعلها هادي؟؟.
محمد صادق العديني
الرئيس التنفيذي‏ لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية
أهداف ثورة 11 فبراير 2011م
1 - إسقاط النظام الفردي الاستبدادي.
2 - بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تكفل الحقوق والحريات العامة وتقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات واللامركزية الفاعلة.
3 - تحقيق نهضة تعليمية شاملة تلبي تطلعات الشعب اليمني وتستعيد مكانته الحضارية بين الأمم.
4 - بناء اقتصاد وطني قوي يكفل حياة كريمة للمواطنين .
5 - إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس وطنية حديثة وبما يضمن حياديتها.
6 - استقلالية السلطة القضائية بما يضمن تطبيق العدل والمساواة.
من ذاكرة فبراير
*عدد المسيرات: 1000 مسيرة.
*عدد الوقفات: 300 وقفة.
*عدد الجمع: 120 جمعة.
*عدد الشهداء: 1444 شهيد.
*عدد الجرحى: 28000 جريح ومصاب.
مجازر الثورة
مجازر عدة ارتكبتها قوات المخلوع صالح وبلاطجته في حق شباب ثورة فبراير، أبرزها:
- 3 فبراير: أحداث المعلا عدن.
- 16 فبراير: أحداث المنصورة عدن.
- 18 مارس: جمعة الكرامة صنعاء.
- 17 أبريل: مجزرة جولة عصر صنعاء.
- 19 أبريل: مجزرة شارع الجزائر صنعاء.
- 27 أبريل: مجزرة شارع التلفزيون صنعاء.
- 29 مايو: إحراق ساحة الحرية تعز.
- مايو- يونيو: قصف حي الحصبة صنعاء.
- يوليو- أغسطس: قصف أرحب ونهم وبني جرموز صنعاء.
- 18/19 أغسطس: مجزرة كنتاكي الأولى صنعاء.
- 15/16 أكتوبر: مجازر القاع وشارع الزراعة صنعاء.
- 11 نوفمبر: قصف مصلى النساء ساحة الحرية تعز.
- 24 ديسمبر: مجزرة مسيرة الحياة الراجلة.
عداد الدم
خلال الثورة شهدت ساحات الاعتصام أحداث دامية، راح ضحيتها المئات من الشهداء وآلاف الجرحى على يد قوات المخلوع صالح، نذكر هنا أبرزها:
* عدن:
المعلا والشيخ والمنصورة، فبراير (4 شهداء وعشرات الجرحى).
* صنعاء:
مجزرة الكرامة، (42 شهيد و1200 جريح).
شارع الجزائر، (200 جريح).
جولة عصر، (7 شهداء و400 جريح).
ملعب الثورة (12 شهيد و280 جريح).
بنك الدم، رئاسة الوزراء (15 شهيد و350 جريح).
شارع الزراعة (15 شهيد و180 جريح).
القاع وكنتاكي والزبيري (105 شهداء و1000 جريح).
مسيرة الحياة (12 شهيد و200 جريح).
* تعز:
محرقة ساحة الحرية (11 شهيد و300 جريح).
قصف مصلى النساء (10 شهداء و44 جريح).
قصف حي الروضة (7 شهداء و24 جريح).
* الحديدة:
ساحة الشهداء (7 شهداء و48 جريح).
* إب:
خليج الحرية (53 جريح).
معتقلون
بعد مضي حوالي خمس سنوات على انتخاب رئيس جديد لليمن لا يزال معتقلو الثورة الشبابية خلف القضبان، بعضهم في السجن المركزي بصنعاء، والسجن المركزي بحجة، وبعضهم مخفيين قسرياً في سجون جهازي الأمن القومي والأمن السياسي.
وبحسب إحصاءات حقوقية بلغ عدد المعتقلين 500 معتقل، بينهم 19 شخص من شباب الثورة، لفقت لهم تهم ذات صلة بتفجير جامع الرئاسة.
وأصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي توجيهات بإطلاق سراح الذين تم اعتقالهم بطريقة مخالفة للقانون ودون أن توجه لهم أية تهم أو يقدموا للمحاكمات، لكن تلك التوجيهات لم تنفذ. وأدانت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني اليمني عدم تنفيذ تلك التوجيهات مع أن هذه الهيئة يرأسها رئيس البلاد الرئيس هادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.