بعد نجاحه في إقناع زعيم جماعة التمرد الحوثية/ عبدالملك الحوثي، بإيقاف التصعيد ضد صالح والمؤتمر الشعبي العام، يظهر الساعد الأيمن لإيران/ حسن نصر الله اللبناني، وسيطا بين المؤتمر برئاسة صالح وبين جماعة الحوثي في محاولة لنزع فتيل المواجهة بين الطرفين والتي تستعر حالياً وإن أظهرت تصريحات الجانبين عكس ذلك، ليظهر نصر الله بوساطته التدخل الإيراني السافر في اليمن بشكل أكثر وضوحاً ويكشف حجم التعامل الواسع بين إيران وطرفي الانقلاب المتمثل بصالح والحوثي. وحول هذا الموضوع كشفت مصادر قيادية في الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام ل"أخبار اليوم" أن زعيم مليشيات حزب الله اللبناني/ حسن نصر الله، يقود حالياً وساطة ويجري تحركات واسعة بين صالح والمؤتمر وقيادات جماعة الحوثي، وأن حزب المؤتمر أبدى ترحيبه بالوساطة، لكنه وضع أمام حسن نصر الله عدة شروط للقبول بالاستمرار في الشراكة مع جماعة الحوثي". وأكدت المصادر أن حزب المؤتمر الشعبي العام- جناح صالح- أبلغ حسن نصر الله بعدة شروط لإبقاء شراكته مع جماعة الحوثي وإيقاف التصعيد ضد جماعة الحوثي ونزع فتيل المواجهة بين الطرفين وأبرز هذه الشروط هي حل ما يسمّى اللجنة الثورة، وكذلك حل ما يسمّى المكتب التنفيذي بأمانة العاصمة الذي أنشأته جماعة الحوثي برئاسة عبدالكريم الحوثي- شقيق زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي-, وكذلك إعطاء حكومة الإنقلابيين بصنعاء التي يرأسها القيادي المؤتمري/ بن حبتور، كافة الصلاحيات دون أي تدخل من جماعة الحوثي وما يسمّى لجانها الشعبية ومشرفيها, واشترط المؤتمر -أيضاً- وقف تعديلات المنهج التعليمي التي أعلنت جماعة الحوثي الشروع فيها بشكل طائفي". ومن الشروط التي طرحها المؤتمر على حسن نصر الله لعرضها على جماعة الحوثي، التزام الجميع بالدستور والقانون.. وأكدت المصادر المؤتمرية أن حسن نصر الله تسلّم تلك الشروط وطلب مهلة لمناقشتها مع جماعة الحوثي ومن ثم الرد على قيادة المؤتمر بموقف الجماعة منها, مشيرة إلى أن حزب المؤتمر ينتظر حالياً رد جماعة الحوثي على شروطه. وكشفت المصادر للصحيفة "أنه- في حالة رفض جماعة الحوثي لشروطه وفشل وساطة حسن نصر الله- فإنه سعلن انسحابه من الحكومة التي تم تشكيلها بالشراكة بين المؤتمر وجماعة الحوثي وأنه سيلجأ للتصعيد مع الشارع", مؤكدة أن قيادة المؤتمر أبلغت حسن نصر الله بتلك المواقف والإجراءات التي سيتخذها في حال فشلت وساطته. وجاء تدخل حسن نصر الله المكثف والمساند للمتمردين في اليمن، ليؤكد- بما لا يدع مكاناً للشك- الدور الإيراني والتدخل الواسع لطهران في اليمن ولم يقتصر دعمها على تزويد المتمردين بالأسلحة فقط بل الدعم السياسي واللوجستي والتحكم بقرارات المليشيات السيادية والسياسية وهذا ليس بخافٍ على أحد، لكن الجديد في تدخل وساطة حسن نصر الله كشف مدى ارتباط صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح صالح أيضا بإيران وأن قرار صالح وحزبه أيضاً مرتبط ارتباطاً وثيقاً بطهران ليس جماعة الحوثي فقط. وكانت "أخبار اليوم" انفردت- في عددها الصادر الخميس- بوقوف حسن نصر الله وراء إيقاف تصعيد جماعة الحوثي ضد صالح وتوجيهه لجماعة الحوثي وزعيهما عبدالملك الحوثي بإيقاف التصعيد ضد صالح وحزبه بالعاصمة صنعاء والمحافظات التي مازالت تحت سيطرتهم. وقالت مصادر رفيعة في حزب المؤتمر الشعبي العام "إن تراجع جماعة الحوثي عن تصعيدها وتهديداتها ضد قيادات المؤتمر وصالح بصوره خاصة، كان نتيجة لتدخل مباشر من أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله". وقالت المصادر للصحيفة "إن حسن نصرالله أجرى اتصالات مكثفه مع زعيم حركة الحوثيين عبدالملك الحوثي، وأبلغه أن أي تصعيد من قبلهم ضد صالح لن يكون في صالحهم وفق معطيات الراهن وأنهم سيكونون الخاسر الأكبر من وراء هذا التصعيد، وإن أي مواجهه تتم بين الحوثيين وأنصار صالح تخدم ما وصفه حسن نصر الله بدول العدوان". وبحسب ذات المصادر فإن حسن نصرالله دعا عبدالملك الحوثي إلي إصدار توجيهاته بوقف التصعيد وإصدار بيان من ما يسمى اللجان الثورية للتهدئة، وهو الأمر الذي تم الاستجابة له حيث أصدر مكتب عبدالملك الحوثي بياناً دعا فيه إلى التهدئة ووحدة الصف بعد أن كان اتهم- في خطاب سابق له - المؤتمر بطعن جماعته في الظهر، تلته بيانات صادره عن فصائل جماعة الحوثي اتهمت صالح بالخيانة وإعداد مخطط للانقلاب عليهم من خلال تدشين حشد الشعبي العام الذي أقيم الخميس.