عجز الأمم المتحدة في قضية محمد قحطان.. وصفة فشل لاتفاق السلام    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل.. إن بي سي: الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني وعدد من المسؤولين بسقوط المروحية خلال ساعات    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن.. عيد بلا أضاحي
نشر في أخبار اليوم يوم 01 - 09 - 2017

يحلّ عيد الأضحى على اليمن هذا العام، في ظل أجواء الحرب وبقاء التصعيد العسكري مستمرا حتى الآن، الأمر الذي سيحول دون أن يمارس المواطنين عاداتهم وشعائرهم الدينية في أيام العيد، وأبرزها تقديم الأضاحي، والتي يقول الكثير من الناس أنهم عاجزين عن شراءها هذا العام؛ بعد أن صاروا عاجزين عن توفير لقمة العيش ومتطلبات الحياة الضرورية والأساسية.
هذا العام، لن تشتري عائلات يمنيّة كثيرة أضاحي العيد لأسباب عدة، على رأسها ارتفاع الأسعار، والظروف الاقتصادية والحالة المعيشية التي يعانيها المواطنون جراء انقطاع المرتبات.. وبدت أضاحي العيد، متجاوزة أن تكون هما يؤرق الكثيرين إلى أن أصبحت حلما بعيد المنال خصوصا بعد مرور ما يقارب العام على تأخر صرف مرتبات الموظفين، وتفاقم مشاكل اليمنيين وقضيتهم الإنسانية.
في الوقت الحالي، لا تهتم الأسر الفقيرة بشراء الأضاحي، وفي العيد، قد يكتفي بتناول الدجاج على غرار الأعوام الماضية..
ليست الأسر الفقيرة وحدها عاجزة عن شراء الأضاحي، بل حتى تلك المتوسطة باتت تفضّل مشاركة الأضاحي مع الجيران أو الأقارب.
وتشير إحصاءات حول الثروة الحيوانية في اليمن إلى أن عدد رؤوس الأبقار يبلغ 1.7 مليون، وعدد رؤوس الإبل 454 ألفاً، ورؤوس الضان 9.5 ملايين، والماعز 9.2 ملايين. وتصل كمية اللحوم الحمراء إلى 185.7 ألف طن وبقيمة 332.6 مليار ريال.
ويستهلك اليمنيون سنوياً أكثر من 400 ألف طن من اللحوم المحلية والمستوردة غالباً من القرن الأفريقي، وتبلغ قيمتها 450.7 مليار ريال.
الأضاحي لمن استطاع إليها سبيلا
ويرى مواطنون، أن "خروف العيد" هذه العام بات حلما، ولن يكون بمقدور ملايين الأسر التي فقدت مصادر دخلها، شراء خروف.
مؤكدين أنها لم تعد تشكل بالنسبة لكثيرين أي هم اليوم، في ظل الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، ما يمثل هم مقلق ومؤرق هو كيفية الحصول على لقمة العيش، المتمثل بكيس الدقيق والسكر والشاي في أحسن الأحوال.
وباتت الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولة تتحدث عن حاجة ما يقارب 19 مليون يمني للمساعدات الإنسانية مقارنة بالعامين الماضيين والتي كانت تتحدث فيه المنظمات عن سبعة مليون يمني تقريبا.
ويواجه ملايين من اليمنيين من موظفين ومدنين، وعمال وغيرهم من الشرائح الأخرى، وضعا ماديا سيئا، وهم في أمس الحاجة لمرتباتهم، والتي وصل تأخر صرفها في بعض القطاعات والمحافظات إلى أحد عشر شهرا، في حين عمال الأجر اليومي يبدو ضنك معيشتهم أعظم، إضافة إلى العاطلين عن العمل، والنازحين وكثيرون ممن فقدوا أعمالهم بسبب الأحداث المأساوية الناتجة عن الحرب.
وتسببت الحرب في تدهور الحالة الاقتصادية لليمنيين، وأعلن البنك الدولي قبل فترة، أن 80% من السكان، المقدر عددهم ب 26 مليون نسمة، وقعوا تحت خط الفقر، إلى جانب الأرقام التي أعلنتها منظمات وتعتبر حديثة.
ويشير مواطنون إلى أن الناس لم يعودوا يبحثون عن العيد ولا الفرحة، بقدر ما أصبح معظم سكان اليمن يبحثون عن نهاية لهذه الحرب، التي ما يزال الناس يعيشون ويلاتها الحرب، من وضع معيشي واقتصادي صعب وصل حد عدم القدرة على دفع مرتبات الموظفين؛ الذين تبدو عليهم ملامح استقبال العيد غائبة، بعدم الحديث عن الاستعداد بالمقتنيات الجديدة، وبالأضحية.
ويرى مواطنون، أن الغالبية لا يفكرون هذا العيد بشراء أضحية، وأن هناك العشرات قرروا هذا العام التشارك في خروف واحد وخصوصا جيران الحي الواحد.
ويقول سكان في العاصمة صنعاء، إن الأضحية أصبحت مثل الحج لمن استطاع إليها سبيلا، وأنهم سيلجأون لشراء كيلو واحد من اللحم في أول أيام العيد فقط، وربما دجاجة.
ليست الأسر الفقيرة وحدها عاجزة عن شراء الأضاحي، بل حتى تلك المتوسطة باتت تفضّل مشاركة الأضاحي مع الجيران أو الأقارب
خروف العيد.. حلم بعيد المنال
يحلّ عيد الأضحى على اليمن هذا العام، في ظل أجواء الحرب، الأمر الذي حال دون أن يمارس المواطنين عاداتهم وشعائرهم الدينية في أيام العيد، وأبرزها تقديم الأضاحي.
وعلى غير عادتهم في العشر الأوائل من ذي الحجة، يكتفي غالبية المواطنين بالنظر إلى "خروف العيد" في أسواق الماشية بدلا من شرائه، والأيسر حالا منهم سيتشاركون في شراء خروف واحد، أما الغالبية فستكتفي بشراء اللحم، أو الاكتفاء بذبح دجاجة، في بلد صار رغيف الخبز هو الغاية الأولى، جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ ثلاثة أعوام.
ويرى مراقبون، أن أضاحي العيد، ستكون من "البشر" مع تصاعد القتال، وسقوط عشرات القتلى والجرحى بشكل يومي.
وتسببت الحرب في تدهور الحالة الاقتصادية لليمنيين، وأعلن البنك الدولي، أن 80% من السكان، المقدر عددهم ب 26 مليون نسمة، وقعوا تحت خط الفقر.
ويرى مواطنون، أن "خروف العيد" هذه العام بات حلما، ولن يكون بمقدور ملايين الأسر التي فقدت مصادر دخلها، شراء خروف.
فالأسر التي عجزت لأشهر عن توفير قطعة خبز لأطفالها لن تفكر حتى مجرد تفكير في شراء خروف عيد هذا العام، في حين يعيش البلد فترة انهيار اقتصادي لم يسبق لها مثيل.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 19 مليون يمني بحاجة لمساعدات إنسانية جراء الحرب، وطيلة الأشهر الماضية، قامت منظماتها، بالإضافة إلى هيئات إغاثة خليجية، منها مركز الملك سلمان للإغاثة، بتوزيع طرود غذائية للمتضررين من النزاع.
ويبدو أن الضرر سيمتد إلى المزارعين في الأرياف، والذين يشتهرون بتربية المواشي، ويشكّل لهم عيد الأضحى موسما للرزق وبيعهم مواشيهم التي يقومون بتربيتها طيلة عام كامل.
وشوهد تكدسا كبيرا للمواشي في أسواق العاصمة صنعاء، وغيرها من المدن مع تدني غير مسبوق للقوة الشرائية، وذلك بسبب انعدام الدخل وارتفاع أسعار المواشي.
ويرى مواطنون، أن الغالبية لا يفكرون هذا العيد بشراء أضحية، وأن هناك العشرات قرروا هذا العام التشارك في "خروف واحد" وخصوصا جيران الحي الواحد.
وقال سكان في العاصمة صنعاء، إن الأضحية أصبحت مثل الحج لمن استطاع إليها سبيلا، وأنهم سيلجأون لشراء كيلو واحد من اللحم في أول أيام العيد فقط، وربما دجاجة.
أزمة المرتبات تحرم نحو 6 مليون من الأضحية
للعام الثالث على التوالي، يحل عيد الأضحى المبارك واليمن يعيش تحت وطأة حرب تعدى زمنها العام الثاني، ليستقبل اليمنيون عيدهم هذا العام بظروف أكثر قسوة مقارنة بأعياد عامين سابقين.
خلافا للأعياد السابقة، جاء العيد ونحو مليون و200 ألف موظف حكومي يعيشون بدون رواتب منذ قرابة عام، ما جعل رقعة الفقر تتسع بشكل غير مسبوق، ليصبح ثلثي سكان البلد الفقير، على شفا مجاعة، ولا يعلمون ما إذا كانوا سيتناولون وجبة تالية أم لا، وفقا للأمم المتحدة.. ويذكر أن أكثر من 85 بالمائة من اليمنيين يحتاجون لمساعدات عاجلة.
وتسببت الحرب المتصاعدة في البلاد بواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، مع ارتفاع أعداد السكان الذين يعانون من ضائقة غذائية، إلى نحو 19 مليونا، بينهم حوالي سبعة ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، حسب تقارير الأمم المتحدة.
وضاعف من تدهور الوضع الإنساني على نحو مريع في البلاد، عجز سلطات الأطراف المتصارعة في اليمن، عن دفع رواتب حوالي مليون و200 ألف موظف حكومي..
ويرى خبراء اقتصاد أن احتياجات العيد في اليمن تُشكل تحدياً كبيراً أمام ما نسبته 80% من الأسر اليمنية، خاصة في ظل ضعف الدخل.
ويأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام فاقداً للبهجة بعد انقطاع مرتبات الموظفين منذ قرابة عام، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة والتعقيد، جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عامين.
وأثرت أزمة المرتبات على جميع نواحي الحياة خاصة مع قدوم مناسبة عيد الأضحى المبارك، كون الموظف يحتاج إلى مستلزمات كبيرة، منها أضحية وكسوة العيد وشراء الأغراض المنزلية والحلويات والعيديات للأقارب والالتزامات المنزلية الأخرى، إضافة إلى الديون التي باتت حملًا ثقيلًا على كاهل الموظف.
ويحل عيد الأضحى هذا العام في ظل استمرار الحرب، وارتفاع معدلات الفقر الشديد بين المواطنين بسبب توقف صرف مرتبات الموظفين.
وانعكست أزمة المرتبات التي دخلت عامها الثاني وهي تلقي بثقلها على مئات الآلاف من الموظفين والمتقاعدين الحكوميين في اليمن، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر لانفراجها.
ومن شأن أزمة المرتبات أن تتسبب في حرمان عشرات الآلاف من الموظفين في القطاع الحكومي، من فرحة عيد الأضحى.
ومن أبرز سمات هذه الأزمة أنها تتأثر بانقسام البلاد بين حكومتين. فالحكومة الشرعية أوجدت حلولاً مرضية لصرف رواتب الموظفين في المناطق التي تسيطر عليها. لكن سلطة الانقلابيين تعجز عن توفير حل فعلي لأزمة الرواتب في مناطق نفوذها، التي تتميز بوجود كثافة سكانية وتضم العدد الأكبر من موظفي القطاع العام.
ومع اقتراب عيد الأضحى، أكد موظفون حكوميون في العاصمة اليمنية، صنعاء، استمرار معاناتهم بسبب الرواتب.
وترسخ أزمة الرواتب وجود حكومتين في اليمن، إذ أن الموظفين في صنعاء ومحيطها باتوا يتعاملون ب"البطاقات التموينية" ويعانون مع أزمات الرواتب باستمرار، في حين أن الموظفين جنوباً وشرقاً وفي محافظة مأرب وسط البلاد، يتسلمون مستحقاتهم من الحكومة الشرعية.
وفي كلا الجانبين، تتضخم أعداد الموظفين والمعينين الجدد في مختلف الجهات الحكومية والقطاعين المدني والعسكري، على نحو يفاقم التحديات أمام جهود إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
وتفاقمت أزمة الرواتب منذ سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما أقرت الحكومة الشرعية نقل مقر المصرف المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن.
وتعهدت الحكومة بصرف رواتب جميع الموظفين بمختلف المحافظات بما فيها الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، إلا أنها لم تفِ بذلك، وتذرعت برفض الأخيرين الاعتراف بنقل البنك المركزي وتوجيه واردات المناطق الواقعة تحت سيطرتهم إلى عدن.
موظفو تعز.. بلا أضاحي
مر عيد الأضحى المبارك، على أهالي مدينة تعز، خلال عامين من الحرب، وهم مثقلين بالهموم والأحزان والآهات، بسبب الحرب، التي وزعت أوجاعهم، بين فقير، ونازح، ومكلوم، مرّ تاركاً خلفه آهات ثكلى، وجرح مشرّد، ودمعة طفل.
وهاهو اليوم يأتي مجددا في نسخته الثالثة، حاملا معه هموما جديدة، ربما أبرزها هم أضحية العيد والتي تشكل حرب من نوع أخر، للمواطن محدود الدخل، إضافة إلى الموظفين المتوقفة رواتبهم منذ أكثر عشرة أشهر.
وعلى الرغم من الحالة المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب، وفي مقدمتها أزمة توقف رواتب الموظفين، منذ قرابة عشرة أشهر، إلا أن أسعار الأضاحي، هذا العام، مرتفعة بشكل كبير جدا، مقارنة مع الأعوام السابقة، ولم يشفع الوضع المأساوي هذا في تحفيز الأهالي للشراء.
تاجر المواشي، عبد الكريم علي عبده، فسر ل"المشاهد" إن "حجم الإقبال على شراء الأضاحي، لهذا العام لا يتجاوز 30% من واقع شراء أهالي تعز للأضاحي مقارنة بالأعوام السابقة في ظل تفاقم أزمة الرواتب وانعدام أعمال الأشغال اليدوية التي تعد المصدر الوحيد لدخل المواطن التعزي".
ويضيف، أن "استمرار الواقع على ما هو عليه حتى حلول عيد الأضحى المبارك سيلحق بنا خسارة، خصوصا أن هذه الفترة تعتبر الموسم السنوي الخاص الذي يصعب علينا تعويضه في أي وقت خلال العام كله".
ويشير، إلى أن "الإجراءات التعسفية الأخيرة التي اتخذتها السلطة الشرعية بحق آلاف الموظفين التابعين لها في المناطق المحررة، وتعز على وجه الخصوص، من توقيف للرواتب طوال عام كامل أسهم في انعكاس سلبي على الواقع الاقتصادي بما في ذلك القدرة الشرائية الخاصة بموسم الأضاحي".
من جهته أوضح التربوي علي سعيد عبد الجليل، مدير مجمع عمر المختار الثانوي، أن "حكومة الشرعية تنتهج سلوك تعسفي فج تجاه موظفي مدينة تعز، حيث تتعمد إيقاف صرف رواتب الموظفين منذ قرابة عام كامل، الأمر الذي فاقم الوضع المعيشي إضافة إلى الحرب والحصار الذي يتجرع مرارته أبناء الحالمة".
وأضاف: "منذ بداية شهر شوال، وأنا أفكر في كيفية الحصول على أضحية العيد لأسرتي إلا أني لم أتوصل حتى الآن إلى حل لهذه المشكلة".
وتابع، أنه "وبعد تفكير مرهق حاولت أن ابحث عن عمل ولو بالأجر اليومي، على الرغم من التوجه للعمل بالأجر اليومي دخله محدود ولا يفي بالمتطلبات الأساسية، إلا أني لم أحصل على أي فرصة عمل".
وتتفق آراء الكثير من تجار الأضاحي ومرتاديها، هنا في عدد من أسواق المواشي بتعز، على ارتفاع أسعار الماشية وقلة الإقبال على شرائها بالمقارنة مع العام الماضي.
محمد قاسم أبو صالح، جزار ودلال في سوق المرباع، بشارع التحرير الأسفل، أكد في تصريح، ل"المشاهد" أن "الإقبال على الشراء قليل نتيجة ارتفاع الأسعار، وعدم استيراد الأغنام الصومالية التي كانت تباع بسعر أرخص، من المواشي البلدي".
ويشير، إلى أن "مرتبات الموظفين كانت محدودة ولا تكاد تفي بالاحتياجات الأساسية في الأعوام السابقة، لكن اليوم أصبح الوضع المعيشي سيئ للغاية مع استمرار توقف المرتبات".
ويوضح، أن “أسعار الأضاحي تختلف من سوق لأخر ولكن يظل اختلاف نسبي، متوسط سعر ذكر الماعز ذي العام الواحد يتراوح بين 40 إلى 60 ألف ريال، أما متوسط سعر ذكر البقر ذي العامين فيتراوح بين 300 إلى 400 ألف ريال".
وعلى الرغم من أن عدد من المنظمات والجمعيات الخيرية، تبذل جهدا كبيرا لمساعدة الأهالي من أبناء المدينة خاصة المواطنين ذوي الدخل المحدود للتخفيف عنهم بمشاريع توزيع لحوم الأضاحي خلال أيام العيد، إلا أن ذلك لا يغطي سوى جزء محدود منهم، في ظل غياب الدور الرسمي.
عمر الجلال، المسئول الإعلامي لمؤسسة دروب النور الخيرية للتنمية، أوضح أن "أضحية العيد تشكل هم كبير لدى شريحة واسعة من السكان في مدينة تعز، بسبب الحرب التي خلفت وضع معيشي وإنساني وامني متردي ابرز نتائجه توقف رواتب الموظفين وغلاء الأسعار وتراكم مناسبات أثقلت كاهلهم".
وأضاف، ل"المشاهد" أن "مؤسسة دروب النور مع عدد من شركاء العمل الخيري من منظمات وجمعيات تعمل على الحد من معاناة الفقراء والمساكين، في المدينة، بتوزيع لحوم الأضاحي، لتزيح عن كاهلهم هم من هموم ظروفهم المعيشية الصعبة، إلا أن ذلك لا يفيء بالغرض، في ظل غياب دور حكومة الشرعية، والذي يكاد يكون منعدم تماما في مدينة تعز".
إذن لقد غيبت الحرب الكثير من طقوس العيد التي كان الجميع يحرص عليها في مثل هذا الوقت من كل عام، تماما كما غيبت حكومة الشرعية رواتب الموظفين، ليبتلع أهالي المدينة اليوم غصة في حلوقهم، تطرح سؤال عريض مفاده إلى متى؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.