جرت اشتباكات عنيفة منتصف الليلة الفائتة، بين القوات الموالية للرئيس السابق علي صالح ومليشيا الحوثي في منطقة حدة جنوبي العاصمة صنعاء. وكانت القوات الموالية للحوثيين قد قامت- مساء أمس الاثنين- بإغلاق ميدان السبعين وكافة الطرق المؤدية لدار الرئاسة الواقع بالجهة الشمالية للميدان. وأشارت مصادر إلى أن انتشارا كثيفا لمسلحي الجماعة شوهد في محيط جامع الصالح.. وتمكنت القوات التابعة للرئيس السابق علي صالح من دحر مسلحين تابعين للمليشيا بعد تمركزهم في إحدى الأرضيات الواقعة إلى الخلف من الجامع. وقالت مصادر محلية "إن قوات للطرفين انتشرت في منطقة حدة الجديدة - غرب ميدان السبعين - وقرب منزل نجل الرئيس اليمني السابق/ أحمد علي عبدالله صالح وقوات تمركزت قرب جبل النهدين المطل على منطقتي السبعين وحدة. وبدأت الاشتباكات إثر منع الحوثيين 4 أفراد مسلحين من حراسة منزل أحمد علي عبدالله صالح- نجل الرئيس السابق- من الدخول لمنطقة تواجد اللواء الثالث حماية رئاسية بحجة أنهم يريدون تأمين المنزل من منطقة مرتفعة، قبل أن تحيط بهم عناصر الحوثي وتتمكن من اعتقالهم. وقالت المصادر إن قوات من المليشيا حاولت- مساء أمس- السيطرة على مرتفع جبلي (تبة المصباحي) المطلة على دار الرئاسة وميدان السبعين وكذا جامع الصالح، وهي منطقة أمنية تتواجد فيها قوات الحرس لحماية مربع صالح السكني. وأفادت المصادر باندلاع اشتباكات بين المليشيات وقوات الحرس بعد رفض الأخيرة مغادرة مواقعها، والتي انسحبت منها فإنها بذلك تكون قد جعلت المربع الذي يتواجد به صالح مكشوفاً بشكل كلي لمسلحي الجماعة. وأفادت مصادر بوصول قتلى وجرحى من الحوثيين إلى مستشفى المتوكل في شارع بغدد أثناء الاشتباكات. وتزامن ذلك مع اتهامات حوثية لنجل شقيق الرئيس اليمني السابق/ طارق محمد عبدالله صالح، بتنفيذ تحرك خطير باستقدام قناصين إلى صنعاء لتنفيذ مهام خاصة وفقا لما نشره الصحفي الحوثي أسامة ساري. وكشف ساري في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بأن طارق صالح يخطط لاغتيال القيادي الحوثي/ صالح الصماد عبر مجموعة قناصين داخل القصر الجمهوري بصنعاء. وفي خضم الاشتباكات تحدثت مصادر عن وساطة قبلية يقودها الشيخ/ عبدالله الرزامي والشيخ الغادر لاحتواء المواجهات ونزع فتيل التوتر بين الحوثيين وقوات صالح. وفي سياق متصل نقلت شبكة "شافي جروحه الإخبارية" التابعة لحزب المؤتمر الذي يترأسه صالح، تصريحاً لنجل شقيق صالح، العميد طارق محمد عبدالله صالح، طمئن فيه أنصاره بأن الوضع تحت السيطرة. وفي التصريح، قالت الشبكة على لسان طارق، بأن الوضع تحت السيطرة، في إشارة منها إلى ما يجري من انتشار أمني مكثف في عدد من الشوارع الرئيسية للعاصمة صنعاء. ووفقا لمصادر "الأحرار نت"، فإن الانتشار يأتي بعد تلقي "صالح" لمعلومات عن خطة حوثية للتخلص من أهم رجاله العسكريين ونجل شقيقه العميد طارق محمد عبدالله صالح. وأضافت المصادر بأن الخطة الحوثية تشمل أيضا عدد من الحرس الخاص التابع لصالح، وهي القوة الوحيدة التي يستند إليها الرجل حتى اللحظة. إلى ذلك اعتبرت مصادر مؤتمرية الأحداث التي جرت بصنعاء محاولات من مليشيا الحوثي للتخلص من صالح ومنع سفره إلى روسيا سيما بعد أن ضغطت روسيا على إيران وحزب الله للضغط على الحوثيين للسماح بخروج صالح من اليمن عبر طائرة روسية للمشاركة في مؤتمر الطاولة المستديرة. وكانت قيادات في مليشيا الحوثي حذرت من السماح لعلي صالح بالخروج واعتبرت خروجه سيقلب الوضع في صنعاء والمحافظات التي لازالت تحت سيطرتها في ظل الاحتقان الشعبي القائم حاليا.