كان كل شيء يحدثنا عن أن هناك فرحة قادمة تنتظرها الوجوه الباسمة في محافظة هي من أشد المحافظات معاناة فيما يتعلق بالخدمات علاوة على شحة فرص العمل وإتساع رقعة البطالة الأمر الذي دفع بالكثيرين من أبناء المدينة للبحث عن فرص عمل في مدن أخرى. ورغم رزنامة المنغصبات الحياتية التي تشغل الحيز الأكبر من عقول وافئدة الناس، إلا أن حب الوحدة والولاء الوطني الصرف طغى على ماسواه في مظاهر الإبتهاج بالذكرى ال16 للوحدة اليمنية المباركة في محافظة الحديدة لقد رأينا لوحات شعبية رائعة في «الدوار» وفي مختلف المناطق التي تطل على الشواطئ الممتدة للمدينة شاهدنا حب وعشق في عيون فقيرة. وغير متخمة حب صافي كزلال البيض بدون مساحيق تجميل أو رتوش. قلوب طيبة بريئة وأحضان دافئة وسمة معجونة بمعاني الرضا والقناعة في نفوس وقلوب عامرة ومعمورة بالإيمان والوفاء. قلوب تفرح من أجل الفرح وترقص لغداً مشرق الحديدة .. قلوب تَفْرح من أجل الفرحكتب:نبيل الصعفانيالإنطلاق صوب العروسةساعات الزحف الأولى إلى مدينة الحديدة كنا قد سبقناها بأيام طمعاً في الحصول على بعض من الوقت الممتع على شواطئ عروسة البحر الأحمر فلذلك فقد كان المعرض السابع للصور والصحافة فرصة سانحة لتلبية لوعة الإشتياق إلى مدينة يمنية جميلة بلون العروس وزرقة البحر الأحمر، فكانت الفرصة وكانت لواعج الشوق تتسابق مع إطارات هي أكثر اشتياقاً للوصول إلى أحضان دافئة وعند وصولنا إلى قلب المدينة شعرنا أننا لم نخطئ لحظات الإشتياق والتأمل في شاليهات ومنتجعات تبدو مزدحمة نوع ما مقارنة مع ما كانت عليه قبل حلول موعد الإحتفاء بالعيد الوطني الذي جعل المدينة قبلة لسيارات ومواكب مسئولي الدولة والحكومة على مدى الفترة الماضية وحتى حلول العيد كان هناك مايزال الكثير مما ينبغي عمله في مجال التحسين والرصف والإنارة. غير أن حلول المناسبة لايمكن أن يكون مبرر لصرف النظر عن إحتياجات المدينة الرائعة وناسها الطيبون.كرنفال الفرح اليماني لن نتحدث عن المظاهر الرسمية فتلك المباهة الممولة من الخزينة العامة كان لها نصيب الأسد من التغطية في مختلف الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية ولم يعد من اللائق على مطبوعة أو صحيفة أهلية مثل «الأضواء» أن تتكبد عناء نشر مالا يقرأ وأصبح في حكم إعادة ماتم إعادته وتكراره. ولهذا فقد نقل العرض الكرنفالي بالعيد «مباشرة». ويبقى أن نؤكد أن هناك من ذهب لمدينة الحديدة من بعض رؤساء المطبوعات من المحسوبين على الصحافة ليبحث عن موافقة لنشر تهنئة أو توقيع أمر صرف. ومنهم من ذهب ليشعر الناس بأهميته في أركان الصحافة والسياسة والمسئولية «هنجمة» ومنهم من ذهب بقصد تغيير الروتين الغذائي والحصول على وجبة سمك طرية في قاعة طعام الكلية البحرية «مجانا». فكان للبعض مثالب تدمي القلب ويخجل القلم ترفعاً من ذكر نفر من هؤلاء الذين حصلوا على تراخيص لإنشاء صحف ثقافية سياسية وفكرية فحولوها إلى مصدر للعزائم وإبتذال «المقاوتة» في سوق الربوع. وأعتذر سلفاً لأولئك المناضلين من شرفاء الكلمة وعشاق الحرف الوضاء الذين قضوا حياتهم دفاعاً عن الحقيقة ورحلة للتنوير والذود عن المقهورين والإنتصار للرأي والرأي الآخر.مفاتن سياحية ساحرة قد لايجادلني أحد إذا قلت أن مدينة الحديدة مهيئة سياحياً ويمكنها أن تحصل على مرتبة متقدمة في هذا المضمار لو أحسنت السلطة المحلية والمعنية بتسويق المدينة على نحو يبين ماتزخر به من مفاتن سياحية وسواحل وشاليهات ومنتجعات وخدمات فندقية. وغير ذلك مما يحتاجه السائح القادم سواءً من الداخل أو من الخارج. علاوة على توحيد أسعار الخدمات المتقاربة في الشكل والمضمون. وفي ذلك منافع كثيرة سيشهدها الجميع بأم أعينهم عند حلول مواسم الأعياد والمناسبات والعطل المختلفة.مهرجان الشباب «التقليدي» صادف إقامة المهرجان الشبابي الثاني أو الثالث «الله أعلم» لإتحاد شباب اليمن في مدينة الحديدة مناسبة عزيزة وغالية. وحضر للمشاركة في المهرجان الشبابي لفيف من الذين أصبحت أعمارهم خارج نطاق السن المقررة للشباب، ومع ذلك ظهر إصرارهم على المشاركة بأسم فئة لها تطلعاتها وأحلامها. وليس من قبيل المبالغة أن نقول أن مختلف المشاركات الخارجية والداخلية تقتصر على أناس بعينهم أحتكروا لأنفسهم التحدث و«الغناء» وتنظيم القوافل والرحلات والمهرجانات كوظيفة رسمية «ثابتة» وتناسوا أنهم يحملون يافطة إتحاد شباب اليمن الكبير.ضيافة في بلدهم! غياب واضح لبعض مسئولي الحديدة وإنشغال غير مبرر في لحظات حاسمة ومفتوحة على المستقبل. ومايشفع لهم هذا الغياب هو إدراك الجميع لما يترتب على تدافع المسئولين في الدولة والحكومة إلى أي محافظة من حرص على القيام بواجب الضيافة للوزراء وغيرهم. فهؤلاء هم من يحشدون الإهتمام حولهم دون غيرهم في المناسبات الوطنية والفعاليات ولقد تذكرت في المؤتمر العام السادس للمؤتمر الشعبي عندما كان محافظ عدن حينذاك مشغولاً حد الإختناق بتوفير أجنحة خاصة للمسئولين الكبار في فنادق عدن. وكأنهم ضيوفاً من دولة أجنبية وليسوا أبناء البلد وقياديون في نفس الحزب ولم يكونوا ضيوفاً في مؤتمرهم العام.بداية الألف ميل إنارة الأحياء المطلة على البحر أظهرت المدينة قمة في الروعة والبهاء.كما أن المسارح المفتوحة الذي شاركت فيها فرق للرقص الشعبي من بعض المحافظات كانت مصدر للإعجاب لكل الذين استمتعوا بما تقدمه هذه الفرق. إلى جانب إعجابهم الشديد ببساطة أبناء المدينة وولعهم الإبداعي الذي يتألق بتقديم الفن الفلكلوري لمختلف مناطق م/الحديدة. ولاننسى هنا أن نشير إلى أن هناك تحسن ملحوظ في مستوى النظافة وإنارة شوارع المدينة ورصفها وإن كانت بعضها لم تكتمل إلا أن بداية الألف ميل تبدأ بخطوة.