هذه الحكاية حدثت فعلاً، وهي بمجملها تحمل دلالة الإرادة والعزيمة لدى الفرد، ما لست متأكدا منه اسم بطل الحكاية. كان يعمل في الحِداده، وقبل السحور يتجه نحو بيته يُصلح البوري ويجهز المداعة، ويظل يمارس ولعته إلى قبل الفجر، وذات يوم تأخر عن موعده لكنه أصر على ممارسة هذه الولعة "شُرب المداعة". شغب مؤذن القرية المجاورة بأذان الفجر، فقال "قاسم" هذا "قائد" يقصد المؤذن، دائما بينه نوم ويستعجل بالآذان، أنا قد اتسحرت باشرب المداعة لما يأذن "فرحان".. أذّن فرحان، لكن قاسم أكد لزوجته أن "فرحان مربوش" وأذانه لا يحسب. أنا أمشي بعد المؤذن سعيد، باعتباره آخر من يؤذن للفجر. لم يتماثل قاسم للكيف حتى أذن سعيد، فما كان منه إلا أن أخذ نَفَساً عميقاً وبدلاً من أن يأخذ نخس المداعة، نفخ في القصبة بأقوى قوته حتى طلع الماء إلى البوري!. كان هذا آخر بوري لقاسم وبعدها أعلن اعتزاله. بالمقارنة سأستشهد بأقوال للكاتب الأمريكي الساخر مارك توين "أقول الكاتب الأمريكي وأخاف من أتباع الحوثي يفتشون عنه ليهتفوا أمامه بالموت لأمريكا".. توين يقول: "الامتناع عن التدخين سهل للغاية، لقد امتنعت عنه آلاف المرات"، ويضيف: "لقد عاهدت نفسي ألا أدخن وأنا نائم". بون شاسع بين همة وإرادة الحاج قاسم، وبين تراخي الإرادة لمارك توين. لرئيس الحكومة وكافة وزرائه، امتلكوا الإرادة كي تعملوا شيئا من أجل المواطن. كونوا كما قاسم.. إلى الرئيس هادي - أيضاً- امتلك الإرادة.