اختزل الحوثيون والمخلوع خلافاتهم اللامتناهية، منذ بداية الحرب، والفضل بذلك يعود للعصا الخارجية الغليظة، الداعمة للحلف. تم احتواء العديد من الخلافات، أغلبها قبل أن تطفو على السطح، حيث لعبت الآلة الإعلامية المتماسكة الدور الأبرز. الهوة سحيقة بين الجانبين، لولا النفس المناطقي والمذهبي الذي ينتسبان إليهما. معلومات وصفت بالمؤكدة- استقيتها من زميل أثق به تماما- تفيد بوجود خلافات حقيقية بين الحوثيين والمخلوع في تعز. وبحسب المعلومات، فإن الحوثيين يحاولون التفاوض مباشرة مع المقاومة للخروج من تعز بأقل الخسائر. يريدون العودة لحماية صعدة، معقل جماعتهم، بينما يهدد المخلوع باستهداف كل من سيحاول الانسحاب. تأتي هذه المعلومات وسط انهيار للمليشيات في عاصمة الجوف، وبالقرب من صنعاء. انهيار وشيك يحاصر الانقلابيين من حرض، مأرب، الجوف، وخلافات حادة تبشرُ بخير. للعلم: وفد الانقلابيين في جنيف منقسم بين الحوثيين والمخلوع، كلٌ بأجندات مختلفة. الحوثيون يضغطون لوقف دائم لإطلاق النار، وضمان البقاء في حصة التقاسم والتسوية، بأحسن شروط. بالمقابل، يتبرأ العفافيش من ضلوعهم في أي حرب، وقدومهم فقط لطرح الحلول، والاستعداد للمشاركة في تسلم الدولة والأسلحة الثقيلة، والقيام بمهام الأمن بعد الانسحاب. هذه وصية عفاش لهم "لا تكونوا جزءا من المشكلة، بل قدموا أنفسكم كجزء من الحل." الساعات القادمة حُبلى بالمتغيرات، والسارة إن شاء الله.. لكن أمانة تسلموا لي على شلّة "إصلاح ذات البين". أقصد الصحفيين المحايدين، الي ما لهمش دخل، ورايحين جنيف يصلحوا ذات البين... لو سمحتوا!