على الرغم من أن مجلس الأمن الدولي أيد الثلاثاء الماضي دعوة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون إلى تطبيق هدنة إنسانية جديدة في اليمن، وعلى الرغم من مطالبة المجلس جميع الأطراف اليمنية بالبدء في مفاوضات سلام بصورة عاجلة.. غير أن الانقلابيين الحوثيين وأتباع المخلوع صالح ما زالوا يمارسون عبثهم ويحاولون تعطيل أي مسعى إلى السلام وعودة الشرعية، معتقدين أنهم قادرون على الاستمرار بهذا الوضع أو أن حليفتهم وداعمتهم إيران يمكن لها أن تحميهم ليطبقوا مخططها التخريبي في اليمن. التناقضات الحوثية بخصوص السلام والمفاوضات كثيرة، كأن يصرح قيادي منهم قبل يومين عن استعداد جماعته "للذهاب إلى جنيف لاستكمال المحادثات برعاية الأممالمتحدة من نقطة توقفها"، وفي المقابل يقول قيادي حوثي آخر في اليوم نفسه، إن مشاركتهم في جنيف ستكون "من دون أي شروط". وفيما بعض الحوثيين يتحدثون عن مفاوضات جنيف، أعلنت المنظمة العامة للأمم المتحدة أنه لم يبلغها تأكيد رسمي منهم أو من أتباع المخلوع لحضور لقاء جنيف المزمع عقده في 14 يونيو الجاري طبقا لمقترح مبعوث الأممالمتحدة الذي بين أن الحكومة اليمنية الشرعية أبدت استعدادها للمشاركة في مفاوضات السلام اليمني في جنيف.. تلك المفاوضات التي تهدف إلى اعتماد وقف لإطلاق النار والاتفاق على خطة لانسحاب الحوثيين من المناطق التي استولوا عليها، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية. إلى ذلك، وما يؤكد أن الحوثيين وأنصار صالح لا أمان لهم، توجُّهُ ميليشياتهم أول من أمس لتطويق مدينة تعز من جميع الجهات، إذ لا يعقل لمن يريد السلام والانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها بقوة السلاح أن يبحث عن السيطرة على غيرها بالأسلوب العدواني ذاته، فيحيط مداخل ومخارج مدينة بكاملها بالحواجز ونقاط التفتيش ويعزلها عن المناطق المجاورة بغرض فرض حصار على أهلها ويمنع دخول مواد الإغاثة والمواد الغذائية إليها كي يستسلم سكانها له. باختصار، إن أراد الانقلابيون السلام فالحكومة الشرعية اليمنية رحبت وما زالت ترحب بمفاوضات السلام المبنية على التوافق اليمني الذي احتوته المبادرة الخليجية والحوار الوطني ومؤتمر الرياض.. أما المراوغات بالتصريحات الوهمية لكسب الوقت واحتلال مناطق إضافية فهو أمر بات مكشوفا، ولن يجني الحوثيون وأتباع المخلوع منه سوى اقتراب نهايتهم.