نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما يخاطب عبدالملك الحوثي النساء ماذا يقول ؟
نشر في العين أون لاين يوم 24 - 04 - 2014

العين أونلاين يعيد نشر كلمة عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المؤمنة ذكرى مولد الصديقة الزهراء عليها السلام 20جماد الثاني 1435ه - حسب التصنيف والذكرى الشيعية لهذه المناسبة :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3} صدق الله العلي العظيم
والحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحبه المنتجبين ..
أخواتي العزيزات .. السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ...
وأبارك لكن هذا اليوم الأغر اليوم العالمي للمرأة ذكرى مولد الصديقة الزهراء فاطمة بن رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله ، تلك الزكية المرضية التي بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني للمرأة ، وجسدت في حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى فكانت نعم القدوة ونعم الأسوة للمرأة المؤمنة ، وتجلى بأخلاقها وقيمها وكمالها الإنساني عظيم أثر الإسلام وتربية أبيها المصطفى محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله ، وكانت نعم الشاهدة على أن الله سبحانه وتعالى قد فتح للمرأة آفاق ومعارج الكمال الإنساني والإيماني ، وشرّفها وأعلى من شأنها بالقيم والأخلاق والمبادئ العظيمة ، وهكذا فقد فتح الله للإنسان ذكراً أو أنثى أبواب الخير والإرتقاء إلى سلم الكمال الإيماني فقال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 ، والزهراء المرضية قد حظيت بأرقى تربية حيث تربت في أحضان أبيها الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأمها خديجة تربت على الإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق ، وشربت معارف الإسلام فكانت تلميذة أبيها وخريجة مدرسته الأولى ، وبذلك كانت سيدة نساء العالمين ، سيدة نساء المؤمنين ، سيدة نساء أهل الجنة ، وهذه المواصفات وهذا المقام العظيم ليس مجرد مقام تشريفي أو أوصاف تشريفيه إنما كان مقاماً وصلت إليه بجدارة مقاماً قائماً على أساس من الإيمان والتقوى ، كانت سيدة نساء العالمين أي نموذجاً متميزاً عالمياً للمرأة في كل الدنيا ،بلغت الذروة في كمالها الإنساني أخلاقاً ، قيماً ، مبادئ ،ثم على مستوى واقع نساء المؤمنين كانت في مقام القدوة الأولى كامرأةٍ مؤمنة بكمالها الإيماني ، ثم بالتالي سيدة نساء أهل الجنة ، لأن هذا المقام العظيم المقام الإيماني والقيمي والأخلاقي والإنساني الذي وصلت إليه في عالم الدنيا كان بمؤهلاتٍ إيمانية وعلى أسسٍ إيمانية وأخلاقية لم يكن مقاماً زائفاً ولذلك لم يكن فقط في عالم الدنيا بل كان أيضاً في عالم الآخرة فكانت سيدة نساء المؤمنين في الدنيا وهي أيضاً سيدة نساء أهل الجنة ، وهي أيضاً في عداد النساء الأربع اللواتي بلغن ذروة وعلوّ المقام الإنساني للمرأة كانت أيضاً هي المتقدمة فيهن وهن (مريم إبنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية بنت مزاحم ، وفاطمة الزهراء عليها السلام) ، ونلحظ من خلال هؤلاء الأربع اللواتي بلغن مرتبةً إيمانيةً عالية ، ومقاماً عظيماً عند الله سبحانه وتعالى ، أهمية الدور والمقام للمرأة المؤمنة ففي مسيرة الدين وعبر التاريخ وحتى في ظل الرسل والأنبياء برز دور المرأة المؤمنة مرتبطاً معاً بدور الرجل ككيانٍ واحد وكان دوراً مهماً وأساسياً وعظيماً ، ومن شواهده المهمة ما ورد في قصة نبي الله موسى عليه السلام ففي الترتيبات الإلهية التي أرادها الله حينما أذن سبحانه وتعالى بفرج أمةٍ مستضعفةٍ تعاني الويلات والمآسي من ظلم طاغيةٍ متجبّر هو فرعون ، وأذن الله بفرج تلك الأمة المستضعفة كان ضمن الترتيبات الإلهية ومقدمات ذلك الفرج دورٌ رسمه الله سبحانه وتعالى للمرأة بدءاً من أم موسى عليه السلام فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) 7القصص ، فضِمن تلك الترتيبات الإلهية أوحى الله سبحانه وتعالى إلى أم موسى ، أوحى بطبيعة المهمة الكبيرة والدور الأساس الذي عهد به إليها ووصلت التعليمات من الله سبحانه وتعالى إليها عن طريق الوحي ، دورٌ مهم ودورٌ أساس يرتبط به فرج أمةٍ وخلاصها وانعتاقها من ويلات الظلم والطغيان ، كانت الخطوة الأولى من خلال إمرأة وخطوةً أساسية ، وخطوةً مهمة ، ومن موقعها كأم لأن المرأة تؤدي دورها دائماً كدور تكامليٍ مع الرجل وهو كذلك يؤدي دوراً تكاملياً مع المرأة ، ليس هناك استقلالٌ في مسار الحياة والمسؤولية لا للرجل عن المرأة ولا للمرأة عن الرجل ، هو يؤدي دوراً مكمّلاً لدور المرأة وهي تؤدي دوراً مكمّلاً لدوره وكلُّ دور منهما مرتبطٌ بالآخر لا فكاك أبداً لأنهما كيانٌ واحد وأصلٌ واحد ومخلوقٌ واحد في مسيرة الحياة في مسيرةٍ ، واحدة فأم موسى عليه السلام أم موسى رضوان الله عليها الله سبحانه وتعالى جعل من خلالها وعلى يديها وبها الخطوات الأولى في مشروعٍ إلهيٍ لخلاص أمة فقامت بدورها على أكمل وجه بما لديها من مؤهلاتٍ إيمانيةٍ وقيميَّة وأخلاقية ، أوحى الله إليها وحياً وأوصل إليها التعليمات المهمة (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) وما كانت لتفعل ذلك وهي الأم الحنون الرؤوفة هي الأم التي بفطرتها تحمل كل الحنان وكل الرحمة والرأفة لرضيعها الصغير ولا علاقة تساوي علاقة الأم برضيعها ، ما كانت لتُقدم على خطوةٍ كهذه لولا إيمانها الكبير بالله سبحانه وتعالى وتصديقها بوعده (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) ألقيه في البحر (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) فأتى ضمن التعليمات التي أوحى الله بها إليها لتقوم بدورٍ أساسٍ ومهم ، أتى لها تفاصيل مهمة عن دور هذا الرضيع المستقبلي الذي هو دوٌر كبير وحظيت أيضاً وهي تؤدي دورها الكبير والمهم حظيت برعاية من الله ورأفة من الله سبحانه وتعالى وطمأنةً كبيرة من الله سبحانه وتعالى فتضمنت هذه النصوص التي وردت في هذه الجملة عدةً من الأمور المهمة أمران من الله سبحانه وتعالى ، أمرين ثم تحذيرين أو نهيين وبشارتين (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) والمقادير الإلهية ساقت موسى عليه السلام ساقته إلى قصر فرعون وهناك إلتقطه آل فرعون ساقته المقادير الإلهية بتدبير الله الحكيم والعظيم والمقتدر والمهيمن والغالب ساقته إلى قصر فرعون ليعود من قصر فرعون آمناً وقد تجاوز مرحلة الخطر التي كانت سائدةً آنذاك حيث كان فرعون يأمر بذبح أي وليدٍ يولد في بني إسرائيل خوفاً واحترازاً من هذا الوليد القادم (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ{8} وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً {9}الأحقاف) وهناك في قصر فرعون أيضاً كان هناك دور مهم وأساس لامرأة ومن خلال امرأة هي امرأة فرعون والتي أيضاً كانت صالحةً وتحدّث عنها القرآن الكريم عن إيمانها بموسى عليه السلام وعن صلاحها وكانت فعلاً امرأةً نموذجاً راقيةً في إيمانها ووعيها وصلاحها ، فنلحظ أنه كان هناك أيضاً باستقباله في قصر فرعون دورٌ أساس لامرأة أخرى فبدأ الدور من خلال أمة وفي قصر فرعون كان ينتظره دورٌ لامرأةٍ أخرى كذلك (لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{9} وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً) بطبيعتها الحنونة كأمٍ حنونٍ بعطفها على ولدها بقلقها بخوفها عليه كانت على درجةٍ عاليةٍ وكبيرة من الخوف والقلق والانزعاج (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) من شدة خوفها وقلقها على إبنها الوليد الرضيع الصغير كادت أن تكشف أمرها لكنها هنا أيضاً تحضى برعايةٍ من الله كامرأةٍ مؤمنةٍ قامت بدورٍ كبير ، وتحملت مسئوليةً عظيمة (لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فحفظ الله لها برعايته إيمانها (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ) وهنا دورٌ آخر أيضاً هو دورٌ لامرأةٍ أخرى (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ) إبحثي عنه وانظري حاله (فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) قامت أيضاً بدورٍ آخر ودورٍ مهم والذي من خلاله سيتحقق الوعد الإلهي بإعادة موسى إلى أمه وإلى أحضانها لتربيه هي (فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{11} وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ) هذه أخته (فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ{12} فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ{13} القصص) تتضمن هذه الآيات المباركة الكثير من الدروس والعبر والدلائل على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة المؤمنة حتى في المراحل الخطرة والظروف الحساسة والمسئولية التي يمكن أن تنهض بها في مواجهة الطغيان والظالمين ، ولكن لا يتسع الوقت للحديث المفصَّل عنها ، القرآن الكريم قدم نماذج متعددة وعلى مرِّ التاريخ مثلما كانت أم موسى عليه السلام وأخته وامرأة فرعون نموذجاً للمرأة المؤمنة التي تتحمل دوراً مهماً وكبيراً وتنهض بمسؤوليةٍ مهمة يترتب عليها أمرٌ كبيرٌ وعظيم هو خلاص أمةٍ وفرجها واستنقاذها من الظلم والطغيان هناك على مستوى الكمال الإيماني في طبيعة العلاقة مع الله سبحانه وتعالى على المستوى العظيم من الإيمان والتقوى والمحبة لله والارتباط بالله نموذج آخر أيضاً تحدث القرآن الكريم عنه هو امرأة نبي الله عمران ، والقرآن الكريم تحدث عنها كيف كانت على مستوىً عالٍ من الإيمان وكيف كانت في إيمانها ومحبتها لله حريصةً على أن تقدِّم لله سبحانه وتعالى أغلى ما لديها وأغلى ما عندها وأعز شيءٍ عليها {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }آل عمران35) في نهاية المطاف وبعد ولادتها كان حملها هو مريم ، مريم ابنة عمران عليها السلام ، كذلك مريم كانت نموذجاً متميزاً على درجةٍ عاليةٍ من الكمال الإنساني والإيماني ، امرأةً زكيةً طاهرةً راقيةً والله سبحانه وتعالى تحدث كثيراً في القرآن الكريم عنها وحتى سمى سورةً باسمها سورة مريم ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }آل عمران42) خاطبتها الملائكة ونادتها وأخبرتها أن الله اصطفاها وأن الله طهرها وأن الله اصطفاها لتكون أماً لعيسى عليه السلام الذي هو نبي الله وعبده وروحه وكلمته واصطفاها كذلك على نساء العالمين في مسئوليةٍ مهمة جسدت من خلالها قيم الدين القيم والأخلاق المثلى لدين الله سبحانه وتعالى ، والحديث عنها واسعٌ في القرآن الكريم نموذج آخر هو خديجة بنت خويلد تلك المرأة الزكية المرضية التي كانت منذ بداية الرسالة مع زوجها رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله فكانت السبّاقة إلى الإسلام أول من سبق إلى الإسلام وآمن بالرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله وكانت في إيمانها على درجةٍ عاليةٍ من التقوى والإخلاص والصدق ، كانت ناصرةً وكانت معينةً وقدمت ما تملك من المال وهي كانت ثريةً حتى لقد قيل أن من مقومات الدعوة الرسالة للنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله في حركته في البداية مال خديجة كان إحدى المقومات المهمة لقيام الإسلام مال خديجة ، كانت خديجة بما تمتلك من قيم وأخلاق وإيمان وصدق وإخلاص ونصح ونصرة ومعونة ، تتحرك بكل ما تستطيع من أجل إقامة الحق من أجل نصرة الدين تقف بكل صدق مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ، مواسيةً معينةً مناصرة ، وللمرتبة التي وصلت إليها خديجة رضوان الله عليها فقد نزل الوحي إلى النبي صلوات الله عليه وعلى آله فيما روي ، مبلغاً عن الله السلام إليها فنزل جبريل عليه السلام وأبلغ النبي صلوات الله عليه وعلى آله أن يبلغها من الله السلام وأن يبشرها ببيتٍ في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب ، من قصب يعني من اللؤلؤ الرطب وبيت تعيش فيه مستقرة هانئة سعيدة ، وهكذا كانت نموذجاً متميزةً في تاريخ الرسالة الإلهية النموذج الآخر النموذج أيضاً الأرقى
والأكثر تميزاً كان فاطمة ، فاطمة بنت رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، وأمها خديجة رضوان الله عليها ، فاطمة عليها السلام التي قال عنها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله أنها سيدة نساء العالمين وأنها بضعةٌ منه من آذاها فقد آذاه وتحدث عن مقامها ومكانتها كثيراً ليس هذا فحسب بل من خلال طريقة النبي في التعامل معها ، كان النبي صلوات الله عليه وعلى آله في تعامله معها يدلل ويُشعِر ويكشِف مقامها عند الله سبحانه وتعالى وفي السيَرْ والتواريخ يتحدث الكثير عن طريقة النبي في التعامل معها والإكرام لها حتى لقد كان فيما روي عنه إذا أتت إليه إلى المنزل بعدما تزوجت وانتقلت إلى بيت الزوجية عند زوجها الإمام علي عليه السلام كانت إذا زارت النبي صلوات الله عليه وعلى آله يقوم لها من مجلسه ويجلسها بكل إكبار بكل احترام بكل تقدير ، كان إذا غاب من المدينة في أي سفر في أي رحلةٍ جهادية كان عادةً ما يكون آخر عهده بها فيودعها في الأخير وعندما يقدِم إلى المدينة فأول ما يذهب إليها ، في تعامله في توجيهاته فيما قاله عنها ثم هي فيما كانت عليه في مسار حياتها تدلل على عظيم المقام الإيماني الذي وصلت إليه ، عاشت طفولتها تتربى عند رسول الله هو أبوها وهو الذي تولى تربيتها ومنذ طفولتها وهي تعيش في أحضان الرسالة تتربى أحسن تربية وأعلى تربية وأعظم تربية كيف لا ومن تولى تربيتها وتعليمها وتنشئتها هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، أيضاً بما أعطاها الله من مؤهلات وقابلية ، قابليةً عالية حتى كانت فعلاً على درجة عالية ، كان كل جهد يبذله الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في تربيتها يترك أثراً عظيماً ومتميزاً فيها وكانت ثماره طيبة {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ }الأعراف58) لأن لديها هي قابلية ومؤهلات عالية منحها الله سبحانه وتعالى فكانت حياتها متميزة في طفولتها مع أبيها إلى مرحلة الزواج التي تزوجت فيها أيضاً لم تنفصل فيها ولم تبتعد عن أبيها كانت قريبة كانت تعايشه في كثيرٍ من الأوقات تسمع منه تتعلم منه كان هو أيضاً مهتماً بأمرها وكثيراً ما كان يذهب إليها إلى منزلها وتأتي إليه كثيراً تتعلم تستفيد تنتفع تزداد ارتقاءً على مستوى المعرفة وعلى مستوى الأخلاق وعلى مستوى الإرتقاء في سلم الكمال الإيماني حتى وصلت إلى درجة عالية ، حياة فاطمة الزهراء جديرة جداً بالتأمل والدراسة وهي في موقع القدوة للمرأة المؤمنة فما أحوج أخواتنا المؤمنات إلى الإطلاع على سيرتها كيف كانت في حياتها على مستوى المسؤولية الدينية والأسرية كيف كانت بالرغم من عظيم ما هي عليه من مقام وإيمان وأخلاق ، والمستوى المعرفي الذي وصلت إليه كذلك لكنها مع ذلك كله عاشت حياتها بكل بساطةٍ ، وتواضع بكل بساطةٍ وتواضع ، فعاشت الظروف المعيشية الصعبة في ظل وضعٍ إقتصاديٍ في مراحل صعبة ، ولم تكن أبداً لتستنكف عن القيام بمسئولياتها الفطرية في بيت الزوجية كانت تهتم بكل شؤون البيت تربي أولادها ، تقوم بكل متطلبات الحياة والمعيشة ، تطبخ ، تنظف البيت ، تعد الطعام ، تفعل كل شيء كأي امرأة أخرى عادية ، يعني مقامها الإيماني مقامها المعرفي لم يبعدها أبداً عن المسئوليات الفطرية وعن الدور المهم في التربية وعن الدور الأساس في الواقع المعيشي والحياتي الذي هو أساس في واقع الناس وحياة الناس ومن متطلبات الحياة ، قامت بذلك كله امرأة في واقعها المعيشي في غاية التواضع والبساطة وكأي امرأةٍ أخرى ، تعجن ، تغسل الملابس ، تعد الطعام ، تربي أطفالها تهتم بهم وبتنشئتهم وبتربيتهم وبتغذيتهم ، تصبر على متاعب الحياة مع زوجها تواجه الظروف الصعبة تواجه أحياناً ظروف صعبة القرآن الكريم تحدث في سورة الإنسان عن درسٍ مهم جداً يكشف جوانب متعددة من بينها ظروف صعبة وظرف وواقع معيشي صعب يحصل أحياناً ، وهذا طبيعي في واقع الحياة أن يحصل ومع ذلك مستوى عالٍ جداً جداً من الأخلاق ، الإيثار بالطعام في حال الصيام عند آوان الفطر الإيثار بالطعام في وقتٍ هي وزوجها وأسرتها أحوج ما تكون إلى ذلك الطعام ، تلك المرأة المؤمنة الزكية المرضية الصديقة التي وصلت إلى ذروة الكمال الإنساني والإيماني وتحركت في واقع الحياة تقوم بمسئولياتها الفطرية من دون كللٍ ولا ملل ولا عتْب ولا تنصل عن المسئولية وعلى درجة عالية ومستوى عظيم من التواضع ، تقدم الدرس المهم للمرأة المؤمنة كيف تكون في واقع الحياة في إطار مسئولياتها المتعددة وفي مواجهة أعباء الحياة في كل الإتجاهات والمجالات على المستوى الإيماني والعبادي كانت هي التي سميت بالبتول منقطعةً إلى الله سبحانه وتعالى متبتلةً منقطعةً إلى الله عابدةً متوجهةً بصدق إلى الله سبحانه وتعالى لكنها لم تكن بذلك منعزلةً عن الحياة ، في واقع الحياة في طبيعة الحياة في ظروف الحياة..... لا ، امرأة تعيش مع زوجها مع أسرتها الواقع الحياتي المعتاد ثم هي على ما هي عليه من علم ومعرفة وزكاء وطهارة وتقوى تلك المرأة الخدومة المحسنة التي تحسن إلى الآخرين وتهتم بالآخرين ، مصدر عطاء وينبوع خير ومصدر إحسان هكذا يريد الله للمرأة المؤمنة أن تكون مصدراً للعطاء والخير والإحسان وهكذا كانت فاطمة القدوة ، هكذا كانت فاطمة القدوة ، والمرأة المؤمنة بحاجة إلى القدوة وأن ترسخ في واقعها القدوة وطبعاً القدوة العليا للمؤمنين والمؤمنات هو الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله هو أسوة وقدوة للرجال وللنساء معاً ولكن فاطمة الزهراء والنماذج النسائية الراقية العظيمة الكاملة في واقعها الإيماني والإنساني هي نماذج أيضاً وقدوة حتى في الخصوصيات التي تختص بها المرأة بفطرتها وخلقها وكينونتها ، فهناك جانب معين من الخصوصية ففاطمة الزهراء هي نعم القدوة ونعم الأسوة وينبغي وخصوصاً وهناك استهداف للمرأة المسلمة وجهد كبير من قبل أعداء الإسلام وأعداء القيم الإنسانية والأخلاق إلى الإنحراف بها والتأثير عليها واستهدافها ثقافياً ، واستهدافها في فكرها وأخلاقها وقيمها ، هناك ضرورة ملحة جداً لترسيخ إرتباط القدوة ، هذا الارتباط القيمي الأخلاقي المعرفي الإيماني الذي يساعد المرأة المسلمة على أن تبقى منشدةً إلى تلك المرأة الكاملة في إيمانها ووعيها لتسير فعلاً في مسار التكامل الإنساني والإيماني وحتى لا تتأثر ، لا تتأثر بنساء أخريات بعيدات عن القيم بعيدات عن الأخلاق اليوم تتعرض المرأة المسلمة للتأثير باستهدافها لأن تكون متأثرةً بالمرأة الغربية التي تختلف معها إلى حدٍ كبير في المبادئ وفي القيم وفي الأخلاق ، المرأة الغربية التي كانت إلى حدٍ كبير ضحية لعمل كبير استهدفها بدءاً ثم أرادوا بها ومن خلالها أن تكون هي النموذج الغير منسجم ، الغير متوافق للمرأة المسلمة ، الغير متوافق لا مع دينها ولا مبادئها ولا أخلاقها ولا قيمها الإنسانية ، نحن نقول أن المرأة الغربية كانت ضحية استُهدِفت من قبل أولئك المجرمين المفسدين في الأرض الذين سعوا إلى الإنحراف بالمرأة عن دورها ومكانتها وقيمها وكرامتها وعملوا على أن يجعلوا منها ألعوبة وأرخصوها إلى حدٍ كبير حينما أرادوا أن يجعلوا منها مجرد ألعوبة للإغواء والإفساد ونشر الرذيلة والعياذ بالله ، هنا مطلوبٌ من المرأة المسلمة أن تكون منشدةً إلى تلك النماذج الراقية والعظيمة وفي مقدمتهن فاطمة البتول الزهراء سلام الله عليها ، مريم أبنت عمران ، زينب ، وهكذا وهن كثر النساء المؤمنات الخيّرات المتكاملات في إيمانهن واللواتي أيضاً كان لهن دوٌر مهم على مسار التاريخ هن النموذج الراقي الذي يجب أن تتأثر به المرأة المسلمة في سلوكها وأعمالها واهتماماتها وما تنشده من دورٍ لها في واقع الحياة وفي إطار المسئولية هذا شيءٌ مهم ، ومن خلال ما نلحظه من مقامٍ عظيم لتلك النماذج الراقية والعظيمة مثل تلك النساء الأربع ندرك أن الإسلام فعلاً أعلى ورفع من مكانة المرأة بل ووصّى بها في كل مواقعها في الحياة ، ولحظ بعين الإعتبار وأخذ بعين الإعتبار دورها المهم في كل المسارات دورها الكبير في تربية الأجيال وتنشئتهم وهذه مسئولية كبيرة ودورٌ مهم وأساسٌ في واقع الحياة ولو أن الآخرين الذين يسعون لإفساد المرأة والإنحراف بها يحاولون أن يقللوا من قيمة هذا الدور ، وأحياناً يصفونه بالوضاعة وأحياناً يسعون إلى تحسيس المرأة النقص تجاه هذا الدور وهو دور كمالي ومهم وكبير لأن من أحضانها تخرج العظماء من الرجال والنساء وكان حضن المرأة هو معراج الكمال للرجل والمرأة معاً منه ينطلق إلى واقع الحياة متأثراً من تلك المرحلة التي قضاها في طَور التربية التي كانت في بدءِ حياته ، منذ نعومة أظفاره ، منذ فتح عينيه على الحياة وبدأ استيعاب واقع الحياة من حوله ، هذا الدور ليس دوراً يمثل ضعةً للمرأة ولا انتقاصاً من مكانتها بل إن الله سبحانه وتعالى ائتمنها على مسئولية كبيرة جداً وائتمنها لدورٍ مهم وأساس في واقع الحياة ، وله تأثيراته التي تبقى مصاحبة لدور الإنساني رجلاً أو امرأة مدى حياته وفي بقية مراحل حياته ، هذا الدور المهم الذي تقوم به من واقعها كامرأة الله سبحانه وتعالى تحدث عنه حتى في مراحله الأولى وأجل المرأة جنباً إلى جنب مع الأب وأعطاها امتيازاً أعطاها امتيازاً بحسب معاناتها وظروفها وآلامها في مرحلة الحمل وفي مرحلة الولادة والرضاعة والتربية في البداية فيقول سبحانه وتعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }الإسراء23) جعل هذه التوصية المهمة جداً جعلها جنباً إلى جنب مع مسألة مهمة وكبيرة (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) وهذه أهم مسألة على المستوى الديني والإيماني أهم مسألة هي هذه (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) عبادة الله وحدة وإلى جنب هذا كله يأتي بالتوصية الأخرى (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) إعلاءً من شأن ذلك وتنبيهاً على أهميته الكبرى بحيث جعله في كفه وتوصيه بعبادته وحدة والأمر بعبادته وحدة في كفةٍ أخرى ، أيضاً يقول {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً }الأحقاف15) إن آلام المرأة في مرحلة الحمل والتنشأه في مرحلة الرضاعة للطفل بكل ما فيها من آلام ومعاناة ومتاعب ومشاق لم تغب عن الله أبداً بل إن الله يقدرها لها ويشكرها عليها ويوصِّي بالإحسان إليها لقاء ذلك وتجاه ذلك ويقدرها لها أيَّما تقدير ، وهكذا بلغ الحال إلى أنه فيما روي عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله أنه قال ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) فيه إعلاء كبير وكبير لدور المرأة من موقعها كأم وأهمية هذا الدور وما يترتب عليه في تنشئة الأجيال وفي تربية الرجال والنساء معاً ، المرأة تؤدي أيضاً دوراً مهماً من موقعها كزوجة في حياتها الزوجية مع زوجها دوراً مهماً في بناء الأسرة لتكون لبنةً صالحة في بناء المجتمع ، والإسلام يولي أهميةً كبيرة للأسرة وبناء الأسرة لأن المجتمع في نهاية المطاف يتشكل ويتكون من الأسر وصلاح الأسر يعني صلاح المجتمع بكله فالأسرة هي اللبنة الأساسية والمهمة جداً في بنيان المجتمع الكبير ، وبقدر ما يتحقق الصلاح والخير والرفق وكذلك الروابط الوثيقة في ظل الأسرة بقدر ما ينعكس أثر ذلك إيجاباً أثر ذلك إيجاباً في واقع المجتمع بكله هذا الدور المهم جداً يركز عليه الإسلام ويوليه أهمية كبيرة وقد لوحظ في واقع المجتمع الإسلامي أنه على قدرٍ كبيرٍ من التماسك الداخلي لأن التماسك على مستوى الأسر يعزز الروابط الاجتماعية كذلك ، والآن فإن مما يعاني منه الغرب وبشكل كبير هو التفكك الأسري والذي ينذر بمستقبلٍ مشئوم على مستوى تفكك النسيج الاجتماعي في الغرب وعلى العكس منه في الواقع الإسلامي هذا التوجه والتوجيه الإلهي والتعليم الإسلامي في الإهتمام بالأسر وبناء واقع أسري متميز متماسك قائم على الرفق والخير والقيم والأخلاق والتقوى والتعاون والتكاتف يؤدي دوراً إيجابياً على مستوى الترابط الاجتماعي بكله ، نجد أيضاً الاهتمام الكبير بدور المرأة على مستوى المسئولية في الإطار العام يعني بمثل أهمية دورها في واقعها الأسري في واقعها كأم في واقعها كزوجة كأخت لها دور كبير في إطار المسئولية الكبرى في مسيرة الدين في مسيرة المسئولية
فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71) هنا تحدث القرآن الكريم عن المؤمنين والمؤمنات في إطار المسئولية وفي مسيرة الدين في القيم في المبادئ ككيانٍ واحد لهم توجهٌ واحد لهم مسئوليةٌ واحدة قد تتفاوت فيها الأدوار على نسب معينة حتى داخل الرجال كما هو داخل النساء بحسب المؤهلات ، لكن هنا نجد مسئولية واحدة المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف في دائرة المعروف الواسعة التي تشمل الخير في الدين والدنيا وينهون عن المنكر يتحركون معاً في مسؤولية واحدة وأدوار متعددة للنهي عن المنكر بكل أشكاله وأنواعه ، المنكر فساداً ، والمنكر ظلماً ، والمنكر طغياناً ، المنكر بكل أشكاله في دائرته الواسعة فيما يمثل شراً وخطراً على الدين والدنيا وعلى الحياة بكلها ، في مقام العبادة لله والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى نجد كذلك أن الله سبحانه وتعالى يقول (وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) فمسيرة الدين ومسيرة المسئولية هي مسيرة لهم جميعاً لأنهم كما كررنا كيانٌ واحد له مسئوليةٌ واحدة ، وهكذا نجد أن الله سبحانه وتعالى كرّم المرأة وأعلى من شأنها وقدرها ، ورسم لها في الحياة مسيرةً واحدةً مع الرجل جنباً إلى جنب فهما جميعاً أصلٌ واحد ومخلوقٌ واحد هو الإنسان ، هو الإنسان بشقّيه الذكر والأنثى كلٌ منهما يمثل إنساناً ولا يختلف عن الآخر في أنه إنسان يختلف فقط بأن ذاك ذكر وتلك أنثى والجميع إنسان ، مخلوقٌ واحد ، وله مسئوليةٌ واحدة هي الإستخلاف في الأرض ، فالله استخلف الإنسان ذكراً وأنثى في هذه الأرض وتختلف كما قلنا الأدوار حتى في أوساط الرجال تختلف الأدوار يرتبط بها أمور تتعلق بمؤهلات وتتعلق باعتبارات أخرى وهناك أحياناً خصوصيات فطرية معروفة ، هذه الحقيقة يؤكدها الله سبحانه وتعالى حينما وجه خطابه إلى الناس والخطاب للناس يشمل الرجال والنساء يشمل الذكر والأنثى فقال جل شأنه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً }النساء1) خلقكم من نفسٍ واحدة فالجميع من أصلٍ واحد والشيء العجيب والحكيم في حكمة الله وتدبيره وصنعه (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) حتى حواء خُلقَت من آدم خلق منها زوجها ، حواء خُلقَت من نفس آدم ليكون البشر جميعاً من أصلٍ واحد فيكونون فعلاً كياناً واحداً ، ومخلوقاً واحداً بشقي الذكر والأنثى ، يؤكد هذه الحقيقة على مستوى المسئولية والعمل والمقام عند الله سبحانه وتعالى فيقول عن عباده المؤمنين من الرجال والنساء {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ }آل عمران195) وهكذا يرسخ القرآن الكريم هذه الثقافة المهمة أن الرجال والنساء من أصلٍ واحد ، وأنهم كيانٌ واحد ، مخلوقٌ واحد ، إنما هناك اختلاف ليس اختلافاً في الأصل ولا في الخلق هو اختلاف أن ذاك ذكر وتلك أنثى لكن الكل إنسان هذه مسألة مهمة وترسيخها الثقافي مهمٌ جداً لأن السياسة الغربية الصهيونية قائمة على أساس التفريق حتى فيما بين الرجال والنساء تعمد السياسية الغربية
الصهيونية إلى تقديم الرجال وكأنهم عالمٌ لوحدهم هناك ، والنساء وكأنهن عالمٌ لوحدهن هناك ، ثم يبدأون بإثارة النزاع ما بين الرجال والنساء والخصام ، وأن على المرأة أن تناضل لتحصل على حقوقها من الرجل ، ويقدمون الرجل كمشكلة على المرأة ، والمرأة كمشكلة على الرجل ، وهكذا في ظل سياسة التفريق المعروفة لديهم ، سياسة التفريق بالنسبة لهم أساسية في كل شيء ، ويعمدون إلى تحسيس المرأة وكأنها نوعٌ لوحدها وعالمٌ لوحدها ، ومسارها في الحياة مسار تقوم فيه على أساس التنازع مع الرجل ، ويعمدون أحياناً في بعض المجتمعات إلى إثارة نفس المسألة في بعض الدول الأروبية سمعنا أحياناً عن كلام يتعلق باحتجاج بعض الرجال عن انتقاص حقوقهم ، يتحركون في إثارة النزاع والتحسيس بالفرقة بعنوان (الحقوق) ، ونسمع كثيراً حديثاً عن حقوق المرأة وضرورة النضال لأن تسترد المرأة حقوقها وأن تحصل على حقوقها .
القرآن الكريم والإسلام العظيم رسم للمرأة مسارها مع الرجل ورسم للجميع مسؤوليات ، وحقوقاً ، المسؤوليات التي تتعلق بالجميع في ظل المسؤولية الكبرى التي هي الإستخلاف في الأرض ، هذه هي المسؤولية الكبرى بعنوانها الكبير ، يندرج تحت هذه المسؤولية تفاصيل كثيرة تتعلق بالجميع ضمن مؤهلات ، ضمن اعتبارات قد تختلف داخل الرجال وقد تختلف داخل النساء .
الإسلام في جميع تشريعاته لم يتعامل مع المرأة على أساس الإنتقاص ، ولا الإقصاء ، ولا فصلها لا في مسارها في الحياة ولا في مسارها عن المسؤولية عن الرجل ، بل جعل لها دوراً أساسياً بكل ما تعنية الكلمة ، ولاكنه دورٌ تكامليٌ ما بينها وبين شقيقها الرجل ، وما أحسن ما قاله الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ( النساء شقائق الرجال) شقائق الرجال ، شقيقة يربطها رابطة عظيمة من كيانٍ واحد ، من أصلٍ واحد ، من نفسٍ واحدة في مسارٍ واحدٍ في الحياة ، حتى في واقع الحياة ، الحياة بكل ما فيها من مشاكلها ،وأعبائها ، ومحنها ، ومصائبها ، وويلاتها ، كل ذلك ينعكس على الجميع لا يمكن أن نتخيّل وضعيةً للرجل مريحة ، سعيدة ، جيدة ، إيجابية ، بينما نتخيّل وضعية للمرأة تكون فيها لوحدها يكون فيها عالم النساء لوحدهن في حالة بؤس وحرمان ومعاناة وشقاء .....لا ، عادةً يعيشون واقعاً واحداً إما في ظل عدالة ، وسعادة ، وخير ، ورخاء ، واستقرار للجميع ، أو بؤس يطال الجميع كما نلحظ ذلك في واقعنا الآن ، في عالمنا العربي والإسلامي عندما نعود إلى العراق أو نعود إلى فلسطين نجد أن المرأة في واقعها تعاني مع الرجل سواءً بسواء ، لأن ارتباط واقعهما في الحياة إرتباطٌ وثيقٌ أكيد ، ولا يمكن أبداً الإنفصام بينه نهائياً ، حتى أولئك اللذين نسمع عنهم ومنهم كثيراً من الكلام عن الحقوق عن حقوق المرأة ، هل احترموا حقوق المرأة في فلسطين؟ هل احترمت أمريكا نفسها وهي أكبر داعمٍ للكيان الصهيوني الإسرائيلي هل احترمت حقوق المرأة الفلسطينية؟ ألم تُقتَل المرأة الفلسطينية في فلسطين بالسلاح الأمريكي وبالدعم الأمريكي لإسرائيل؟ ألم تصادر حقوقها وتعيش حالة البؤس ، والمعاناة ، والإضطهاد ، بدعمٍ من أمريكا لإسرائيل ؟ أمريكا نفسها في العراق ألم تستهدف الرجال والنساء؟ ألم تتعرض النساء في العراق لحالة الإغتصاب ، والقتل ، والإمتهان ، والإذلال ، كما الرجال في العراق ؟ هذاحصل وضاعت كل تلك العناوين التي يرددونها كثيراً لم يرعوا حقوق المرأة المسلمة في أي بلدٍ من بلدان العالم الإسلامي نهائياً ، هم السبب الأكبر وراء ما تعانية المرأة المسلمة والرجل المسلم والأمة المسلمة والشعوب العربية والإسلامية ، من معاناة ، من إذلال ، من بؤس ، من حرمان ، من فقر ، من مشاكل ، النزعة الإستعمارية الغربية والهجمة الكبيرة والإستهداف الكبير لشعوبنا وأمتنا بجميعها رجالاً ونساءً ، أطفالاً ، كباراً وصغاراً للجميع ، حالة قائمة وويلاتها وآثارها سلبية قائمة في واقع الحياة بكله ، فهم لم يرعوا أبداً حقوق المرأة المسلمة ، وإنما يحاولون أن يوظفوا هذا العنوان الذي هم أبعد الناس عنه ، يحاولون أن يوظفوه سلبياً لإثارة الفرقة والنزاع والخلاف داخل شعوبنا ، هذا شيء معروف وهذا شيء واضح ، حتى على مستوى واقعنا في البلد هنا في اليمن ، في الحروب الست كانت المرأة تُستَهدف كان الطيران يستهدفها في منزلها ، ويستهدف أطفالها ، واستهداف المرأة ليس فقط الإستهداف المباشر الشخصي ، بل كما قلنا واقعها مرتبط بواقع الرجل ، كيان واحد ، شيء واحد ، حينما يُقتَل ابنها هي تعاني ، حينما يُقتَل زوجها هي تعاني ، حينما يُقتَل أخوها هي تعاني ، حينما يُقتَل أبوها هي تعاني ، بمعنى أن الترابط هذا في الحياة شيء أساس ، فطري ، تكويني ، من ترتيبات الله من حكمته من فطرته سبحانه وتعالى ، فاستهداف المرأة في الحروب الست كان ملحوظاً منذ الحرب الأولى ، كانت المرأة تُستهدف في محافظة صعدة ثم في المحافظات الأخرى التي طالتها الحروب ، حصل في سفيان وحصل في كل مناطق الحرب والقتال ، كانت المرأة تُستهدف بالطائرات ، براجمات الصواريخ ، وكانت تُستهدف بالدبابات وقتل مئات النساء ، ومئات الأطفال ، لم ترع لهن حرمة ، ولا حقوق ، وطوال تلك الفترة كلها كان النظام يحظى بتغطية سياسية وحماية سياسية من أمريكا وغير أمريكا ، لم نسمع آنذاك أي كلمة ، أي موقف ، لا من الأمم المتحدة ولا من غيرها ، لم نسمع أي موقف تضامن مع المرأة وحتى إلى الآن حتى إلى الآن ، هل هناك مبادرة أو توجه جاد لإنصاف المرأة المظلومة المسكينة التي اضطهدت طوال هذه الحروب ، واستهدفها النظام ضمن استهدافه لمجتمعها ؟ هل هناك توجه لإنصافها لبلسمة الجروح....لا؟
نلاحظ حتى الآن كيف تحاول الحكومة حكومة ما يسمى بالوفاق عرقلة إصدار قانون ، قانون بشأن رعاية أسر الشهداء ورعاية الجرحى ...
مع أنه مما قد تم إقراره في مؤتمر الحوار الوطني ، وتضمنته النقاط العشرين , فأين الإهتمام بحقوق المرأة ، وأين الإهتمام بالنساء ، ليس هناك أي اهتمام أبداً بل هناك إستهداف .
الحالة القائمة في عالمنا الإسلامي ، في منطقتنا العربية ، في شعوب أمتنا هناك إستهداف مؤكد للمرأة وللرجل للجميع ، والإستهداف للمرأة كذلك في فكرها في ثقافتها في قيمها في أخلاقها كل المساعي الغربية لإفساد المرأة المسلمة تحت عنوان التحضّر والحضارة والرُّقي هي عناوين زائفه إفساد المرأة المسلمة لا يمت بأي صلة للحضارة ، لا يمت بأي صلة للحضارة أبداً ، الحضارة الحقيقية والرقي الحقيقي والإرتقاء في سلم الكمال هو بقيم الإسلام التي تحفظ للمرأة كرامتها ودورها المسؤول والبنّاء والمهم والفعّال والمؤثِّر والعظيم في واقع الحياة وبكل شرف ، وبالحفاظ على عفتها وطهارتها ، الإسلام يريد للمرأة درواً مسؤولاً مهماً نافعاً بنّاءً مؤثّراً مع الحفاظ على شرفها والحفاظ على عفتها والحفاظ على طهارتها ، يعني يكرّمها أمّا أولئك فأحياناً يقدمون الحضارة وما يتعلق بالحضارة وكأنها ابتذال ، وكأنها انحطاط ، وكأنها تفسُّخٌ عن القيم والأخلاق ، وانسلاخٌ من مكارم الأخلاق ، وخلعٌ لرداء العفة ، هذه أعمال شيطانية ، مؤامرات خبيثة تستهدف تدمير المجتمع المسلم ، لأنهم والعياذ بالله لو تمكنوا فعلاً من إفساد المرأة بالتالي بالتأكيد سيفسدون المجتمع بكله ، المرأة دورها أساس في بناء المجتمع وفي صلاح المجتمع دورها مهم جداً في صلاح المجتمع وهم يعمدون إلى إفسادها لأنهم يدركون أهمية دورها في صلاح المجتمع ولكنهم بإذن الله سيفشلون ، وستبوء محاولاتهم الهدَّامة والمفسدة بالفشل ، لأنه لا يزال في مجتمعنا في نساءنا أمهات ، وزوجات ، وأخوات بكل فئاتهن لا يزال هناك توجهٌ وإيمانٌ وتقوى وإخلاص ومكارم أخلاق راسخة ثابتة لا يمكن أن تزلزلها أو تؤثر عليها الدعايات والأساليب التي يعتمد عليها الآخرون في تظليل الإنسان رجلاً أو امرأة .
إننا في مسيرتنا القرآنية وبالقدر الذي عانت نساءنا من الظلم والإضطهاد المظلومية الكبيرة على طوال الحروب الست ، لنثمن ونقدر ونجل ونُعْظِم ما هن عليه من الصبر والصمود والثبات في كل هذه المراحل بكل ما كان فيها من المحن والآلام والأوجاع ، والمرأة البعض قتل كل أبناءها البعض فقدت زوجها ، والبعض استشهد الكثير من أسرتها إما أباً أو زوجاً أو إخوتاً أو أبناءً ، وعانى الكثير المعاناة الكبيرة على مستوى النزوح ، ظروف الحرب ومعاناة الحرب ، لاكنهن كن على درجةٍ عاليةٍ من الصبر ، والصمود والثبات ، والقوة الإيمانية والأخلاقية ، وعلى مستوى عظيم من البذل والعطاء والإحسان ، وهذا ما نفتخر به ، لأنه ثمرةٌ لقيم ومبادئ يؤمنَّ بها وثقافة ينتمين إليها ، ثمرتها كانت هكذا على خطى الصديقات المؤمنات فاطمة ، ومريم ، وزينب ، وغيرهن من النساء الكاملات في إيمانهن ووعيهن ، وفي مواجهة كل التحديات والأخطار نحن ندرك الدور الفعّال والمهم والأساس للرجال والنساء معاً وأنه دورٌ تكامليٌ أساسيٌ وضروري في مواجهة كل الأخطار والتحديات القائمة ، هناك إستهداف هناك عمل كبير وجهد كبير من جانب الأعداء ، واستهداف خارجي وداخلي لبلدنا وشعبنا ، على مستوى الإستهداف الخارجي بنزعته الإستعمارية الذي يحاول السيطرة الكاملة على بلدنا وحتى يفقد بلدنا استقلاله وشعبنا كرامته ونعيش تحت وصايةٍ واستعمارٍ كامل ، وعلى مستوى مساعي قوى الإستبداد والعمالة التي تسعى أيضاً لتركيع الشعب وإخضاعه للخارج الذي عادةً ما تدخل معه في صفقات ، يتحتم على الجميع القيام بالمسؤولية حتى نضمن لأنفسنا الحرية والإستقلال ، ولشعبنا الكرامة ، ولبلدنا الإنعتاق من كل أغلال الإستعمار وقيود الهيمنة الأجنبية ، القيام بالمسؤولية لينعم شعبنا بالعدل ولنتمكن جميعاً من إقامة الحق ولينعم شعبنا بالإستقرار والأمن والخير .
وفي هذه الذكرى في هذه المناسبة العظيمة المتميزة الرائعة ، نوجه ندائنا لمكونات شعبنا ونؤكد على بعض النقاط المهمة التي فيها المصلحة لشعبنا بكله لرجاله ولنساءه بكل مكوناته .
إننا كما ننادي فيما سبق من كلماتنا ننادي الآن بضرورة التعجيل بالمصالحة الوطنية لما يترتب عليها من تعايش سلمي ولما يمكن أن تسهم به من استقرار ، ولما تؤمّنه من توجهٍ إيجابي نحو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بعيداً عن النزاعات والصراعات والكيد السياسي ، لا نرى أي إيجابية ولا أي مبرر للتهرب من المصالحة الوطنية ، بعض القوى التي تصفنا دائماً بالعنف وتحاول أن تقدم عنا صورةً سلبيةً سوداء وكأننا رجال شرٍ أو دعاة شر ، بينما هي التي تتهرب من المصالحة الوطنية يعني أنها هي التي تُصِرّ على بقاء النزاعات ، وهي التي تحرص على بقاء المشاكل ، وهي التي كل ما هدأت مشكلة معينة افتعلت مشكلةً أخرى وهذا واضح ، ما إن تهدأ مشكلة في الجوف إلاّ وافتعلوا مشكلة في أرحب ، ما إن تهدأ مشكلة في أرحب إلاّ وافتعلوا مشكلةً أخرى في همدان ، ما إن تهدأ مشكلة في همدان إلاّ وافتعلوا مشكلةً في ذمار أو في عمران وهكذا ، ما إن تهدأ مشكلة في منطقة حتى يفتعلوا مشكلةً في منطقة أخرى ، أنا أقول لهم لماذا تتهربون من المصالحة الوطنية التي يمكن أن تثمر تعايشاً سلمياً واستقراراً لصالح البلد بكله ؟ لماذا تتهربون وتفتعلون المشاكل والأزمات ؟ من مصلحة البلد بكله والشعب بأجمعه والمكونات بكلها أن يستقر وضع البلد خصوصاً وهو يعاني على المستوى الإقتصادي ، على المستوى الأمني ، على مستوى الإستهداف الخارجي ، أنا أقول لهم لماذا تتهربون من المصالحة الوطنية ؟ حتى الحديث عنها مسألة مغيّبة! أو ليست هي من مقررات الحوار الوطني ؟ أو ليست هي ضرورة وطنية وحاجة شعبية وإنسانية حتى ؟ .
من المهم ونحن نؤمل في بعض القوى التي قد تكون لا بأس متعقلة وتدرك أهمية هذا الأمر أن تتحرك في هذا الإتجاه ، وفي نفس الوقت نحن نقيم الحجة على القوى التي تتهرب من هذا وتحاول بدلاً من ذلك أن تفتعل المزيد والمزيد من المشاكل والأزمات نحن نقيم عليها الحجة ونحن نحمّلها المسؤولية وفي نفس الوقت نحذرها .
من يعوّل ويراهن على إثارة المشاكل وافتعالها وعلى خلق الأزمات ويرى في ذلك مصلحته بالتأكيد سيخسر في نهاية المطاف ، سيخسر ولو كان يفعل ما يفعل تحت صفقات مع الخارج أو ابتغاء الأموال أو مكاسب معينة سياسية أو مادية ، لكنه سيخسر في نهاية المطاف ، وأنا أستغرب! لأن تلك القوى ذاتها قد تكبدت كثيراً من الخسائر في الأرض وهذا معروف ، خسائر كبيرة ، هزائم كثيرة متلاحقة ، وهي كانت تؤمّل أن تحصل من وراء ما تفتعل من مشاكل وتختلق من أزمات أن تحقق لنفسها مكاسب سياسية ، وأحياناً تغنَّت وتحدثت عن أوهام وخيالات كانت تؤمّل الحصول عليها ، ولكنها ضاعت وذهبت كالسراب لأنها خيالية غير واقعية ، غير واقعية وإنما كان وراءها أطماع وأهواء وآمال بعيدة .
إننا نؤكد أيضاً على ضرورة المسارعة لتطبيق مقررات الحوار الوطني على نحوٍ سليمٍ وشفاف بدءاً من النقاط العشرين والإحدى عشر ، أنا أيضاً أقول لهم أي مبرر لتأخير تنفيذ النقاط العشرين أولم يكن ينبغي أن تنفذ حتى قبل مؤتمر الحوار الوطني ؟ ثم جرى الكلام أثناء مؤتمر الحوار الوطني بضرورة سرعة تنفيذها في فترة الحوار نفسه ، ثم في آخر المؤتمر مؤتمر الحوار الوطني جرى الكلام عن تنفيذها السريع وبعد مؤتمر الحوار الوطني مباشرةً إلى الآن أين أنتم من تطبيق وتنفيذ النقاط العشرين والإحدى عشر ؟ لماذا تحاولون أن تميّعوا وتضيّعوا الكثير من المقررات ذات الأهمية الكبيرة التي لها إنعكاس إيجابي في الواقع السياسي .
إننا نؤكد أيضاً على ضرورة أن تقوم لجنة صياغة الدستور بعملها بدون تدخل خارجي ، نحن نلمس ونلحظ أن هناك محاولة لتدخل خارجي مؤثر سلباً في عمل لجنة صياغة الدستور ، ونؤكد على ضرورة أن تقوم بدروها بعيداً عن المؤثرات الخارجية ، لا شأن للخارج بما تكتبه اللجنة وما تصيغه اللجنة ولاحق يمتلكه الخارج في أن يتدخل في عملها ، والتدخل في عملها هو تدخل في الشأن الداخلي للبلد وانتهاك للسيادة والإستقلال والكرامة ، هذا شيء سيئ جداً .
كذلك نقول للقوى النافذة التي تحاول الهروب من الإستحقاقات الكبرى وتحاول بدلاً من ذلك التمترس بالإدعاءات الكاذبة ، يعني كلما نطرح مثل هذه القضايا المهمة والكبيرة وننادي بأهمية تنفيذها حينما نقول لهم تعالوا لبناء دولة هذه أولوية قبل كل الأولويات ، تعالوا لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني على نحوٍ سليمٍ وشفاف ، كلما ننادي به من هذه الأمور المهمة يقابلونه بالهروب إلى عناوين أخرى ويثيرون الضجيج عنها ، أنتم تستهدفون الجمهورية ، أنتم تريدون عودة الإمامة ، أنتم تريدون إبتلاع صنعاء وهكذا ، سلسلة معينة دأبوا في كلما قد مضى وعلى مدى عشرات السنين من تكرارها دائماً والهروب إليها دائماً ، هذا لا يجديكم ولا ينفعكم ، إدعاءاتكم تلك إدعاءات كاذبة بالية أكل عليها الدهر وشرب ، لم تعد تنطلي على أحد ، انتم ترددونها بدون فائدة ، كلام في الهواء ليس له أي شواهد على الأرض ، نحن عندما نقول لكم تعالوا لبناء دولة عادلة ، نريد أن يكون ذلك وفق ما قد تم إقراره في مؤتمر الحوار الوطني ، والنظام الذي تم إقراره في مؤتمر الحوار الوطني هل فيه ملكية او إمامة او ما ذكرتم ؟ أوليس نظاماً جمهورياً وبناءً على الجمهورية اليمنية ؟ لا يليق بكم ان تكرروا كلاماً أنتم تكررونه طوال عشرات من السنين لهدف التضليل والهروب من الإستحقاقات الكبرى ، الدولة التي ننشد وندعو ونطالب ونعمل على إقامتها بالتأكيد هي الجمهورية اليمنية ، هذا هو الواقع نحن ننشد العدل ، العدل هو مطلبنا وليس شكل الحكم ، نحن أقررنا هذا الشكل من الحكم ومن النظام جمهورية لكن نريد أن تكون دولةً عادلة ، هذا هو الذي يهمنا وهذا هو مطلبنا الأساس ، والهدف حتى من أن تكون جمهورية أن يكون للشعب نفسه إرادة كلمة موقف ، وأن يكون هو معنياً بشأن نفسه وأمر نفسه وفق مبادئه وأخلاقه وقيمه الدينية والوطنية ، فالتمترس خلف هذه النغمة وهذا الكلام الذي أكل عليه الدهر وشرب والهروب إليه هو هروب من إستحقاقات كبيرة .
أنا أقول أنكم أنتم وأقصد بهذا القوى النافذة أنتم من أنتم بعيدون كل البعد عن مسألة جمهورية وما جمهورية ، أنتم تريدون أن يبقى الوضع وضع عصابات ، قوى نافذة تشكل عصابات تستأثر بالحكم وتستأثر بالسلطة والثروة والنفوذ من واقعها كقوى نافذة وليس على أساس أن يكون هناك دولة حقيقية ، دولة للوطن كل الوطن للشعب كل الشعب لمصلحة الجميع ودولة مسئولة ، هذا ما هو غائبٌُ عنكم .
أنا أدعوكم إلى الكف عن هذا الأسلوب الذي أنتم تستمرون عليه ، إثارة المشاكل والنزاعات ، ماذا يعني أن يكون لكم الآن مواقع تدريب في أرحب ، في الجوف ، في مناطق أخرى ؟ ماذا تريدون من وراء ذلك ؟ مواقع تدريب عسكري كما هو حاصل في أرحب ، كما هو حاصل في الجوف ، كما هو حاصل في مناطق أخرى ، ماذا تريدون من وراء ذلك ؟ هل المزيد من الحروب ؟ ألا تتقون الله في الشعب ، أليس هذا شاهداً واضحاً على أنكم أنتم من تصرون على العنف ، على إثارة المشاكل ، على الاقتتال ، على أنكم أصحاب نوايا شر وخطر وسوء ، كفى ما قد افتعلتموه من حروب ومشاكل ، آن للشعب أن يستقر ، آن الأوان من أجل أن يتحقق استقرار ، آن الأوان لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، هذه أمور نرى التأكيد عليها في هذه المناسبة الرائعة .
ونسأل الله أن يوفقنا ونسأل الله لكنّ أيتها الأخوات العزيزات التوفيق والسداد ولبلدنا الإستقرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.