تزامنت زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان الأخيرة إلى اليمن، مع حديث وسائل إعلام يمنية محلّية عن “صفقة سرية”، تتخلى طهران بموجبها عن دعمها لجماعة الحوثي الشيعية لتسهيل فتح صفحة جديدة مع صنعاء، في إطار ترتيبات أشمل لتحسين العلاقات بين إيران ودول الخليج. و قد لاحت بوادر ذلك مع إعلان السعودية استعدادها لاستقبال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بينما تمثل الزيارة الوشيكة لأمير الكويت الشيخ جابر الصباح إلى طهران خطوة مهمة على ذلك الطريق. وتزامن كل ذلك من ارتفاع نبرة الحكومة اليمنية تجاه جماعة الحوثي المسلّحة والمتمرّدة، حيث اعتبرها وزير الداخلية عبده حسين الترب، إحدى أكبر ثلاثة مخاطر على اليمن إلى جانب تنظيم القاعدة والحراك الجنوبي المسلّح. وأثناء زيارة عبداللهيان إلى صنعاء عمدت جماعة الحوثي إلى التصعيد في محافظة عمران، ودخلت في مواجهات مع القوات المسلّحة خلّفت عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى، وهو أمر اعتبره مراقبون غير متوقّع، إذ كان من المنطقي أن تعمد الجماعة إلى التهدئة حتى تصرف الأنظار خلال زيارة المسؤول الإيراني عن الدعم الكبير بالمال والسلاح الذي تتلقاه من طهران. وقرأ المراقبون في ذلك رسالة من الجماعة بأنها لن تلقي سلاحها ولن تستسلم حتى وإن خسرت الدعم الإيراني. وتناقلت منابر إعلامية عن مصادر يمنية قولها إنّ حكومتي صنعاءوطهران أبرمتا اتفاقا سريا، يُلزم إيران بوقف ضخ الأموال للمتمردين الحوثيين. ونُقل عن تلك المصادر قولها إنّ الاتفاق نص على إغلاق ملف سفينة الأسلحة الإيرانية «جيهان2» المهرّبة التي تمّ ضبطها العام الماضي، وأيضا ملف شبكات التجسس الإيرانية في اليمن، موضحة أن “دولة عظمى لعبت دور الوسيط في هذا الاتفاق”. وكان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، وصل الثلاثاء إلى صنعاء الثلاثاء في زيارة قال في مستهلّها إن “بلاده تهتم بأمن اليمن وتتابع التطورات فيها، كون أمنها من أمن إيران، لا سيما أن البلدين لديهما قواسم مشتركة خصوصا في الدين والثقافة”. وتحسّبا لأية ترتيبات مستقبلية، قد تهدّد نفوذ جماعة الحوثي بشمال اليمن، تواصل الجماعة حروبها لتحصين مواقعها وتوسيع دائرة سيطرتها.