رغم إنتهاء عرض مسلسل "شيخ العرب همام"، وبدء عرضه للمرة الثانية، إلا أن أحفاد "الأمير همام بن يوسف" يصرون على أنه يسيء إليهم، ومنذ الإعلان عن عرض المسلسل على قناة الحياة والجميع يولي وجهه شطر الفنان يحيى الفخراني بطل العمل، وعبد الرحيم كمال مؤلفه، ولم يكلف أحد نفسه عناء الإستماع إلى وجهة النظر الأخرى. وحدها "إيلاف" إلتقت ب "صديق عبد الساتر الهمامي" حفيد شيخ العرب همام، وأجرت معه حواراً أكد خلاله أنهم سيخوضون معركة طويلة ضد صناع المسلسل من أجل عدم عرضه مرة أخرى على شاشات التلفزيون، وقال صديق الذي يعمل محامياً إنه سيقيم دعوى قضائية أمام مجلس الدولة لإلزام وزير الإعلام بإصدار قرار إداري بإيقاف عرض المسلسل في كافة وسائل الإعلام، أسوة بما حدث مع مسلسل "فارس بلا جواد"، معلناً أنه سوف يقيم جنحة سب وقذف ضد مؤلف المسلسل عبدالرحيم كمال، والمخرج حسني صالح، وشركة الجابري المنتجة له. وأعلن الهمامي أن المسلسل في مجمله جيد، وساهم في انتشار صيت الهمامية في شتى الأرجاء، لكنه تضمن بعض الإساءات لنسائهم، وجاءت الحلقة الأخيرة لتصب المزيد من الزيت على النار، حيث أظهرته في موضع المهزوم، وتم تشريد نسائه، لافتاً إلى أنه كان يستحق نهاية أفضل. حسبما ورد في المصادر والوثائق التاريخية، مشيراً إلى أنه أرسل نداءً لرئيس الجمهورية للتدخل ووقف عرض المسلسل. بعد إنتهاء عرض المسلسل، ما جدوى الملاحقة القضائية؟ خاصة أن الغالبية من المشاهدين يرون أنه عمل رائع أعطى لجدكم حقه من التكريم؟ إنها ليست حمية الجاهلية، أو حمية القبيلية، لكن هناك إساءة الى شيخ العرب همام ونسله من بعده، ويجب وقفها، وعدم السماح بالتمادي فيها،والعتاب المر عن الأخطاء المقصودة ، في طغيان الدارما على موضوعية التاريخ ، بظني وبعض الظن صحيح أن المؤلف والمخرج لا يزالان أسرى لمسلسل "الرحايا"، فجاء "شيخ العرب همام" رحايا أخرى، ولكن طغت فيها الردة على الدقيق. العتاب أن همام بن يوسف تاريخه ثري ويؤرخ لمرحله هامة في تاريخ مصر ولو نهج المؤلف خطوات السوريين في تناول التاريخ، لأصبح المسلسل وثيقة فنية مصورة، و لكن البحث عن الربح المادي طغى على التزام المفروض، وأني لأسأل المؤلف من أين جاء بالشخصيات الوهمية مثل "سلام" شقيق "همام" وزوجته الثانية "ورد اليمن" و"ليلى بنت أسماعيل" و"جابر" و"زرزور"؟ هل لأجل الدارما يزيف التاريخ؟ ومع عظيم التقدير لأداء الفنان يحيى الفخراني، لكنه ليس هذا بحال شيخ العرب. إن الخطأ كان جسيماً بحق الشخص، وحق التاريخ، وحق الأجيال الحالية، التي اختلطت لديها الحقائق بالأوهام . ولكل ذلك سأقيم دعوى قضائية أمام مجلس الدولة لإستصدار قرار إداري من وزير الإعلام والرقابة على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بعدم عرض المسلسل في أية وسيلة إعلامية على الإطلاق، وسأسلم صحيفة الدعوى إلى المحكمة السبت المقبل على أقصى تقدير. وما سندكم في هذا الطلب؟ نحن نطلب المعاملة بالمثل، ولدينا واقعة مماثلة نستند عليها في مطلبنا، ألا وهي واقعة مسلسل "فارس بلا جواد"، حيث صدر قرار من وزير الإعلام يحظر عرضه في وسائل الإعلام المختلفة، وبالفعل لم يعرض مرة أخرى منذ العام 2002، وهذا مبدأ قانوني يعرف ب"القياس مع الفارق"، كما حصل المستشار مرتضى منصور على حكم قضائي بإيقاف برامج أحمد شوبير على قناة الحياة، ومنع ظهوره على شاشاتها، لأنه استخدم هذه البرامج كمنبر للسب والقذف والتطاول وتجريح الآخرين، وبتطبيق هذا المبدأ نجد أن المؤلف، والمخرج، والمنتج، إستخدموا المسلسل في تجريح الآخرين، والإساءة لهم، رغم أن الأول والثاني والفنان يحيى الفخراني إلتقوا بأحفاد همام بفرشوط وأطلعوا على الوثائق، وأكد المؤلف لكبير العائلة الهمامية الاستاذ فهمي عمر بأن المسلسل سيرة وتأريخ لشيخ العرب بما يليق به وبدوره العظيم، ولكنهم خدعونا، و لم يفوا بالوعد، ولذلك نحن مصرون على مقاضاتهم، و نعلم أن القضية تحتاج إلى نفس طويل. لكن ألا تخشى من أن توصف بأنك معاد لحرية الرأي والتعبير مع الأخذ في الإعتبار أن شخصية "همام بن يوسف" تاريخية وسيرته ليست ملكاً لأسرته فقط؟ لا يمكن أن يكون من يطالب بحقه، ويتصدى لمن يشوهون تاريخ أجداده معادي لحرية الرأي والتعبير، نحن نحاول رد الظلم عن أنفسنا، ولذلك سوف نحرك دعوى سب وقذف ضد مؤلف المسلسل عبد الرحيم كمال، ومخرجه حسني صالح، ومنتجه شركة الجابري، ونؤكد أننا لسنا في خصومة شخصية مع أي من هؤلاء، ولكن نحن نحافظ على حقوقنا، ونرفض الإساءة لرمز تاريخي من رموزنا المصرية. وزاد اصرارنا على عدم عرض المسلسل في أية وسيلة إعلامية بعدما أظهرته الحلقة الأخيرة هو وأهل بيته في صورة ذليلة ومهزومة. وتم ارسال النساء إلى المحروسة، وهذا مناقض تماماً للوقائع التاريخية الثابتة، التي أكدت أن نساء همام لم تغادرن بيتهن، وأن علي بك الكبير أكرمهن، وإذا كان الأمر كما ورد في أحداث المسلسل، فهل يعقل أن يترك إسماعيل شقيقته صالحة في هذا الوضع؟! وما أوجه الإساءة التي تضمنتها حلقات المسلسل الذي يرى كثيرون أنه يمجد في جدكم، و يضعه في مصاف المقاومين العظماء؟ المسلسل في مجمله جيد، و يحمل الكثير من "التصييت" لشيخ العرب والهمامية، ولكن هناك بعض الهنات أو "التريكات"، التي تحمل اساءات لنا، و لا يدركها سوى الصعيدي أو أهل البلد التي يعيش فيها الهماميون، منها الظهور النسائي للحاجة صالحة وضرتها ورد اليمن، علماً أن الشخصية الأخيرة لم يكن لها وجود فعلي، فهي من نسج خيال الكاتب، فالتقاليد الصعيدية الحالية لا تسمح للمرأة بأن تظهر بشعرها بدون حجاب أو وضع طرحة فوق رأسها حتى ولو كانت في المنزل، فما بالنا أن الأحداث تدور قبل الآن بنحو 250 عاماً، كما أن المؤلف قدم الضرتين وكأنه لا هم لهما سوى التناحر والتصارع على همام، وكان يجب أن يظهرا بشكل وقور، رغم أن دورهما ليس أساسياً في صنع الأحداث، و كان يجب أن يكون الظهور النسائي قليل، خاصة أن الصعيد مجتمع ذكوري. كما أننا لسنا قبليين، ولا تتحكم فينا النعرة القبيلة، فلا ننادي بعض ب"ياهواري"، ولا نتفاخر عمال على بطال بأننا "هماميين"، كما أن همام تحالف مع 26 قبيلة من أجل التصدي للمماليك، فضلاً عن وجود الكثير من المغالطات التاريخية. الغريب أن المؤلف استقى معلوماته من رسالة دكتوارة للدكتورة ليلى عبدالطيف بعنوان "الصعيد فى عهد شيخ العرب همام"، أعدتها خلال فترة الستنيات من القرن العشرين ، ولم يشير إليها على الإطلاق. وما الذي جعلكم تتأخرون في إقامة الدعوى حتى الآن؟ لم نكن نريد استباق الأحداث، وآثرنا التروي حتى نهاية المسلسل، الذي انتهت حلقاته يوم الأحد الماضي، خلال أجازة عيد الفطر المبارك، ولذلك سوف نقدم الدعويين جنحة السب والقذف، ومنع العرض الأسبوع المقبل على الأكثر، و ما زاد من إصرارنا على عدم السماح بعرض المسلسل في أية وسلية إعلامية، أن الحلقة الأخيرة تضمنت إساءات صارخة للأمير همام بن يوسف، الذي مجده المسلسل وأعلى من شأنه طوال 29 حلقة، وفي الحلقة الثلاثين أظهره مهزوماً، حيث يخسر العربي الشريف الباحث عن العزة والكرامة للوطن، ويفوز المملوك الخسيس المتعاون مع الغرباء وليس هذا فحسب، بل يتمادى المؤلف في خياله ويختلق اكاذيب تمس العرض والكرامة، ويجعله هارب ولاجيء لحمى أمراة عجوز، وأهله أسرى لعلي بك وأبناؤه مهانون، لم ينج من التخريب سوى بيت واحد، وهو بيت أسماعيل المتواطيء مع المماليك على أهله وعروبته.الناس جميعاً حزينة للنهاية التي لا تليق بالبطل، نحن المصريون يحزننا أن يموت البطل في النهاية، كان ينبغي أن تكون نهاية المسلسل مشابهة لنهاية فيلم البطل عمر المختار، حيث صعد إلي منصة الإعدام ثابتاً وقوياً، وقال "إن عمري سيكون أطول من عمر جلادي". لماذا لم يظهره المسلسل في صورة أفضل؟! وماذا عن الدعوى المنظورة حالياً أمام القضاء؟ هذه الدعوى لا علاقة لأحفاد الأمير همام بن يوسف بها، حيث أقامها أحد الجعافرة، لأنه يرفض القول بإن همام جعفري، كما ورد في سياق المسلسل، لكني سأتدخل فيها خلال الجلسة المقبلة هجومياً، وأقدم ما يفيد أن الهمامية نسبهم ثابت منذ أكثر من 300 سنة، وأنهم عضو في المجلس الأعلى لنقابة السادة الأشراف، ممثلين في شخص اللواء عمر الطاهر خلف الله الهمامي النائب في مجلس الشعب، وأن نسبهم يمتد إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، ولو أن هناك شك في نسبنا للأشراف في مصر، لما كنا أعضاء في النقابة. ونرفق فيما يلي نص الكتاب الموجه الى رئيس الجمهورية نداء عاجل فخامة السيد الرئيس / محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية لسيادتكم خالص التحية ووافر التقدير والأحترام ،،،
أتقدم لسيادتكم بنداء عاجل ورجاء، بالنيابة عن العائلة الهمامية ومعهم أبناء عمهم عرب الهوارة وكافة العائلات ذات الأصول العربية والسادة الأشراف ، بنداء عاجل لدفع شر يراد بالصعيد وأهله ، فقد كان الصعيد محور لعدة أعمال فنية لهذا العام ما بين التاريخى والدرامى و الساخر ، لاتعبر بأى حال عن الحقيقة أو تراعى العادات والتقاليد المتوارثة ومصدر الفخر لنا جميعا. والعمل الأشهر والأخطر ( مسلسل يتناول حياة شيخ العرب همام " وهو رجل هيئ الله له حكم الصعيد فى فترة حافلة بالأضطرابات فسعى بصدق وأخلاص لنشر الأمان وأرساء العدل )(1709 /1769) وبقدر سعادتنا بتناول هذا الرجل العربى الشريف وهو جزء أصيل من تاريخ مصرنا الغالية ، ولكن للأسف لم يكن القائمين على العمل الفنى من مؤلف ومخرج ومنتج ،على مستوى المسئولية وجنحوا لتسريب سموم الفتنة بأدخال الأكاذيب وأختلاق القصص التى ستحدث أثرها ولو بعد حين ، وبخاصة أن مجتمع الصعيد ملىء بطبعة بأسباب الصراع والفتن ، وخاصة ونحن مقبولون على أنتخابات مجلس الشعب القادمة ، ولأننا نخشى من تكرار ( ما حدث من فتن فى الصعيد ) ومع ثقتنا أن الجميع فى مصر يكتب ويتكلم بكامل الحرية التى تسود ربوع الوطن فى عهدكم . سيادة الرئيس : تتوجه لسيادتكم ،عائلات وقبائل ممتدة من أقصى مطروح و البحيرة شمالا ،وحتى أسوان جنوبا ، بمطلب ورجاء ، هولاء الناس (تاريخ حى ) يساهم ويعمل لأجل مصر ومنذ مئات السنين سالت دماء أجدادهم دفعا عن الحق والحرية والكرامة ، ومازلوا يعتزون بذلك ليومنا هذا . سيادة الرئيس : شيخ العرب همام " بطل قومي " وجزء من تاريخ مصر الذي نفخر به جميعاً ، والعائلة الهمامية وعرب الهوارة جزء أصيل من نسيج المجتمع المصرى ، والعالم يشهد لسيادتكم بالحفاظ على وحدة الوطن والحرص على كرامة الأنسان . لقد أنحرف القلم فى أيديهم وسعى لبذر الفتنة والشر والعبث بالتاريخ والسعى لتسميم الأجيال الحاضرة والقادمة بنار العصبية والقبلية . سيادة الرئيس : مسئوليتكم عظيمة وجليلة ،و الجميع يتوجة لسيادتكم فأنتم الملاذ والحصن والأمان للجميع ،ولأجل ذلك نتوجه لسيادتكم بهذا المطلب والنداء والرجاء .
وفقكم الله لما فيه الخير لمصرنا الغاليه وسدد على طريق الحق خطاكم وتفضلوا سيادتكم بقبول آسمى آيات التقدير والأحترام مقدمه لسيادتكم صديق عبدالساتر الهمامي المحامي