لا أدري هل من اللائق إستخدام هذه العبارة لتكون عنواناً للمقال والتي أستخدمها النائب البرلماني جُباري خلال تحدثة عن الوضع الذي يعيشة الوطن بعد 48عاماً من إنطلاقة الثورة .. أتفق مع ما طرحة هذا النائب تحت قبة البرلمان وإن كان يمتلك حصانة لا أمتلكها انا ولكن وكما يقول المثل "بلغ السيل الزبي" فالفساد مُستفحل رغم الثورات الكلامية التي نسمعها عنه وآخرها حديث الأخ الرئيس يوم الأحد الماضي عن ثورة سيقودها ضد المفسدين وسيبدأ من المؤسسة العسكرية وطالب القادة بإصلاح الأوضاع من مواقعهم .
طبعاً .. تذكرت إعلان الأخ الرئيس بعد حرب صيف 94م وبالتحديد من مدينة صعدة وقال وقتها أنه سيشن حرب شعواء ضد المُفسدين والفاسدين وعلى العكس تماماً إستفحل الفساد بعد ذلك الخطاب وكلما كان الأخ الرئيس يتحدث عن المفسدين وناهبي الأراضي والمقاولين كلما تفتحت شهيتهم لنهب ما تبقى من أملاك العباد ...
حديث الأخ الرئيس عن الفساد بذكر عيد الثورة جاء إرضاءً لتوصيات مؤتمر أصدقاء اليمن لا أقل ولا أكثر والذي رغم أن المؤتمر أعلن دعمة لوحدة اليمن إلا أن هُناك بنداً من توصياته يتعلق بضرورة تقديم الفاسدين للمحاكم وإنزال العقاب بهم .
وبعد كل مؤتمر دولي أو إلحاح غربي بضرورة مكافحة الفساد تقوم السلطة بإتخاذ قرارات شكلية لمكافحتة مثل قرار إنشاء هيئة مكافحة الفساد والذي جاء بعد ضغوطات من البنك الدولي وحكومات غربية أشترطت عدم تقديم دعم للحكومة اليمنية مالم تقم بإجراءات حقيقية لمكافحتة ...
بالعودة لكلام النائب جباري الذي عبر عن ملايين الجوعى والمشردين داخل الوطن وخارجة والذي لم يكن قاصداً الخروج عن أخلاقيات العمل البرلماني أو التلفظ بالفاظ لا يصح قولها ولكن نقول هناك ما يبرر هذا الخروج ويتفهمه الجميع خاصةً مع إصرار السلطة على غض الطرف عن كل ما يحدث في الوطن ناهيك عن عدم إعترافها بالأزمة بمختلف جوانبها إضافة الى تعاملها اللامسئول مع مختلف القضايا الوطنية .
لنضرب مثلاً بسيطاً .. لجنة الإنتخابات التي تعهد الأخ رئيس الجمهورية بحلها يوم الخميس الماضي وصباح يوم السبت تفاجئ نواب الشعب بوضع مناقشة قانون الإنتخابات ضمن جدول الاعمال وكأن السلطة تستهزئ بالجميع ولا تضع للمعارضة وهذا الشعب أية إعتبار ناهيك عن تنصلها من تنفيذ إتفاق فبراير وتفسير الإتفاق بما يناسبها وقراءتة بالمقلوب ..
الأخوة .. أصحاب الأقلام .. كفانا ظلماً للمعارضة فمن يعلم خفايا وكواليس الحوار بين الطرفين يدرك تماماً حجم الجهد والإرهاق الذي تبذله قيادات المشترك والصمود المًستميت أمام جنون مُحتمل قد يصيب البعض منهم بسبب عقلية السلطة الحاكمة ...