شبكة البيضاء الاخبارية / مقال للشيخ عبدالله بن محمد النهيدي يقول حافظ إبراهيم خرج الغواني يحتججن ورحت أرقب جمعهنه فإذا بهن تخذن من سود الثياب شعارهنه وظللن مثل كواكب يسطعن في وسط الدجنه و أخذن يجتزن الطريق ودار سعد قصدهنه يمشين في كنف الوقار وقد أبن شعورهنه وإذابجيش مقبل والخيل مطلقة الأعنه و إذا الجنود سيوفها قد صوبت لنحورهنه وإذا المدافع والبنادق والصوارم والأسنه و الخيل والفرسان قد ضربت نطاقاً حولهنه والوردوالريحان في ذاك النهار سلاحهنه فتطاحن الجيشان ساعات تشيب لها الأجنه فتضعضع النسوان و النسوان ليس لهن مُنَّه ثم أنهزمن مشتتات الشمل نحو قصورهنه فليهنأ الجيش الفخور بنصره وبكسرهنه فكأنما الألمان قد لبسوا البراقع بينهنه و أتوا ( بهندنبرج ) مختفياً بمصر يقودهنه هكذا كان شاعر النيل يتهكم باللآتي خرجن بقيادة (صفية زغلول وهدى شعراوي ) في أوائل القرن الماضي في ألإسماعيلية وظاهر المظاهرة إحتجاجاً على وجود ألاحتلال البريطاني لمصر . حتى إذا وصلن ميدان الإسماعيلية خلعن الحجاب , وأحرقنه أمام الناس , وكأن الإنجليز هم من فرضه عليهن , وهكذا سارت المرأة عندما خدعوها بأن لها قضية , وأنها مظلومةٌ في الشرق وتريد السير على خطى أختها في الغرب . خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء واليوم وبعد قرن من الزمان . أدركت المرأة المسلمة , أن لها قضية حقيقة , ولها حقوق , لا ينبغي لها أن تتنازل عنها , أدركت مدى خطورة ما أراده لها , لا أقول أعداء الإسلام والعفة والأخلاق وحسب , بل أعداء المرأة نفسها , وأدركت مدى ما وهبها الإسلام ومنحتها إياه الفطرة من حقوقٍ , وكمالٍ وجمالٍ . لقد أدركت هذا وليس هي فحسب , بل عقلاء الغرب أنفسهم , قالوا إن أكبر جناية جنيناها على المرأة هي أن أخرجناها من بيتها ,وأدرك ذلك أيضاً نساء الغرب فعدن إلى فطرتهن الأنثوية , يشكلن الجمعيات والمؤسسات النسوية التي تنادي بعالمٍ للمرأة غير عالم الرجل , كإتحاد نساء بلا عمل , وفتيات الاحتفاظ بالبكارة وغيرها , واليوم وتحت مبررات واهيةٍ وماكرةٍ , يقولون نريد تقنين سن الزواج , الدعوى ظاهراً , فيها الرحمة , وباطنها من قبله العذاب , فدعواهم مقاومة ظلم المرأة , وحمايتها من العنف, ووراء الستار إشاعة الفاحشة في المجتمع , فنشر وإتاحة كل وسائل الفساد , والمغريات الجنسية , ومنع الزواج دون الثامنة عشر , ألا يعني هذا كما قال الأول . ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ولم يكتفوا بهذا , بل يسعون لتجريم الزواج دون سن الثامنة عشر , وكأن سوق الزواج قائمةٌ , على قدمٍ وساقٍ , ولا كأن المجتمع يعاني من عنوسةٍ مستشريةٍ , بسبب الوضع المعيشي للبلد , وحتى البلدان ذات الدخل المرتفع ,فإن نسبة العنوسة فيها أعلى , ومن جاءها خاطب عضت عليه بالنواجد كيفما أتفق , إذاً لقد أرادوا نشر الرذيلة بقوة القانون , وسلطان العسكر , ولا أدرى لماذا كل هذا التهالك على إصدار هذه القوانين , أهي الرحمة والشفقة بالمجتمع , فأين هم من حقوق الجياع , وأثآر الفساد , ونهب المال العام , وضياع التعليم , وفشو الأمراض , وغيرها من مشاكل البلد الإجتماعية , أم هو الحرص على إرضاء السيد الخارجي , والذي ربط مساعداته لهم , بل ورضاه عنهم , بمدى بما يحققون من نظمه وتشريعاته . هنا جاءت الصفعة القوية الحكيمة , والموفقة السديدة , حينما خرج النساء في صنعاء , ليقلن لجميع العازفين على وتر تحرير المرأة , نحن النساء , ونحن أدرى بمصالحنا أين تكون , ونحن اللآتي تتكلمون بأسمائهن , كفوا عن ضجيجكم , ودعونا من هرائكم , مالكم ولنا , نحن الماجدات المصونات , ونحن المسلمات المحافظات , نريد عفتنا ونريد إسلامنا , رأينا نتائج أعمالكم في بلاد الغرب , وفي المتغربين من بني جلدتنا , فماذا جنت المرأة منها , سوى العار والهوان, ومن قال غُرِرَ بهنَ فإن من خرجن هُن من حملة الشهادات , طالبات جامعة , وطبيبات وأستاذات جامعيات , إن الصفعة ( للسيداويين ) قويةٌ وموجعةٌ جداً . فهل يتركون المرأة , ويبحثون لهم عن مصادر تمويل لا علاقة لها بالتحلل من الدين والأخلاق , حينما نتكلم نحن الرجال عن أهدافهم المشبوهة , فإنهم يقولون عنا , ذوي مئآرب , ولكن حينما تخرج المرأة بنفسها , لترد كيد الأعداء عنها , فإنها تلجمهم الحجارة في أفواههم . أفلا يرعوون . خرجن نعم ولكن شتان بين الخروجين , فهولاء خرجن إلى الفضيلة , وأؤلئك خرجن عن الفضيلة , وإذا كان شاعر النيل قد تهكم بالخروج الأول , فهل من شاعرٍ اليوم , يتمجد بالآتي خرجن في صنعاء , وليقل (( خرج الغواني )) .