قبل قراءة القصة : هذه قصة غريبة جدا وقد أردت نشرها هنا للعظة والعبرة فالله سبحانه وتعالى يبتلي بعض الناس أحيانا بابتلاءات غريبة لحكمة يعلمها هو وأيضا نشرت القصة حتى نحمد الله على معافاتنا من هذه الابتلاءات ، كما أن الحب الذي يتطور للوله والعشق والتتيم والشغف عند بعض الناس قد يتخذ أشكالا غريبة ويذهب مذاهب أغرب وشتى وكما يقال " للناس فيما يعشقون مذاهب " وقد يفضي هذا الشغف والوله إلى الموت أو الجنون والبهذلة والتعب ، لن أطيل عليكم نترككم مع القصة ونترك التعليق لكم . القصة: يروي ابن كثير في كتابه " البداية والنهاية " قصة غريبة جدا يقول : حدث عندنا في بغداد أن شابا أبتلاه الله بعشق شاب آخر فكان لا يستريح إلا بمجالسته والاستماع إليه والخروج معه واستمرا هكذا فترة من الزمن وهما معا لا يفترقان إلا في الليل فبدأ الناس يتحدثون عنهما ولم يكن بينهما حرام ولأجل أن يقطع ذلك الشاب كلام الناس أمتنع عن الخروج مع الشاب الآخر أو الالتقاء به رغم محاولاته فأصيب ذلك الشاب المبتلى بالعشق النادر بالمرض وكاد يموت فذهب جمع من الناس إلى ذلك الشاب وقالوا له : صاحبك فلان يكاد يهلك فإن رآك شفي من المرض فتذهب إليه معنا ونتحدث عنده وهذا بمثابة إنقاذ له من موت محقق وكلنا يعلم أن أخوتكم طاهرة وليس بينها ريبة ولا ما يغضب الله فذهب ذلك الشاب معهم ولما خرج معهم وجد الناس كلهم ينظرون إليهم وكذلك بعض النساء من شرفات المنازل فتصبب عرقه وأصابه خجل شديد وكاد يرجع ولكنهم ألحوا عليه فذهب معهم وهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى وعندما دخلوا الطابق الأسفل من دار ذلك الشاب المبتلى بالعشق وكان على فراش المرض بالطابق الثاني أحجم الشاب عن الدخول معهم إليه فألحوا عليه فصاح فيهم : لن أدخل ولن أراه ، ولما سمع ذلك الشاب المبتلى بعشقه حديثه لفظ أنفاسه ومات .!!