قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين لعام للحزب الاشتراكي إن المجلس الحزبي الوطني ينعقد في ظل مرحلة تتسم بمجاهيل عديدة تجعلها شديدة التعقيد عندما يتعلق الأمر بالبحث عن حلول لمشاكلها المتنوعة. وفي كلمته في افتتاح اعمال المجلس الحزبي الوطني دورة الوفاء للرفيق علي صالح عباد "مقبل " أن الدورة الأولى للمجلس الحزبي الوطني تنعقد بالقوام الذي تحدد في كلمة اللجنة التحضيرية وبمشاركة نسائية وشبابية عكست التطور الملموس الذي حدث في البنية التنظيمية للحزب والذي سينعكس بصورة إيجابية على تجديد الهيئات وخاصة في اللجنة المركزية حيث ستصل نسبة المرأة والشباب إلى حوالي 70% من إجمالي قوام الإضافة والإحلال لعضوية اللجنة المركزية البالغ 132 عضواً. وأكد ان تعقيدات هذه المرحلة تنعكس على النشاط السياسي للقوى السياسية السلمية من منطلق أن المشروع السياسي في اللحظة الراهنة أخذ ينكفئ بتأثير الحروب وأعمال العنف وما يرافقها من شحن ثقافي يستنجد بالطائفية والمناطقية وكل الهويات المفككة للنسيج الوطني. وقال الدكتور ياسين أن قوة أي حزب تكمن في قدرته على الارتباط القوي بالواقع الذي يناضل فيه كحزب جماهيري، فقيمته السياسية لا تتوقف عند حدود تحليل هذا الواقع وإنما في قدرته على التواصل معه والعمل على تغييره بأدوات سياسية واقتصادية وثقافية وغيرها من الأدوات المعبرة عن النهج الديمقراطي التعددي الذي سيفرض عليه أن يقدم خياراته البرامجية للجماهير ويدافع عنها في معركة الاستمرار والبقاء. وأكد على أن الحزب الاشتراكي عرف نفسه على أنه حزب وطني ديمقراطي اجتماعي، وأنه حزب العدالة والحرية ومكون رئيس من مكونات الحركة الوطنية اليمنية. واضاف الدكتور ياسين :آن الأوان لتقييم التحالفات والسياسات والانتقال إلى صيغ جديدة من التحالفات التي تفرضها المستجدات في الحياة السياسية. وبين الدكتور ياسين أن الحزب الاشتراكي لم يكن حالة طارئة يمكن معها تصفيته أو إقصاؤه بسهولة، فقد تجذر في قلب النضال الوطني وفي كل محطاته التاريخية، وغدا حضوره في الحياة السياسية مقترنا بتاريخ سياسي تقرر أحداثه ووقائعه كثيراً من المسارات والمعطيات السياسية في اليمن حاضراً ومستقبلاً. وجدد الدكتور ياسين موقف الحزب الاشتراكي من الاسلوب الذي عوملت به القضية الجنوبية. قائلا إن ذلك الأسلوب قد تجاوز حقيقة أن قضية الجنوب كانت تحتاج إلى معالجة تنطلق من الطبيعة الخاصة لهذه القضية باعتبارها قضية سياسية، تعد محور بناء الدولة، التي لا يجب أن يخضع حلها لمساومات أو مراوغات كتلك التي تمثلت في اللجوء إلى تقسيم الجنوب إلى إقليمين شرقي وغربي. وقال أمين عام الاشتراكي :على نحو متسارع بدأت مشاريع الهوية المنكرة ليمنية الجنوب تعيد إنتاج نفسها لتقتحم مسار حل القضية وتربك المشهد مستفيدة من هذا التلكؤ الذي أخذ يفقد المعادلة الوطنية ديناميتها في إنتاج الحل العادل الذي يرضي الشعب في الجنوب ويحافظ على هويته اليمنية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الجنوب نفسه تعرض هو الآخر لرفض هويته من قبل هويات أخرى من داخله ترفض الجميع. وجدد القول على النخب السياسية في الجنوب أن تتفق على قواسم مشتركة دون أي غطرسة أو مخاتلة من قبل أي طرف بفرض خياره على الآخرين كخيار وحيد. وقال الدكتور ياسين إن التحديات الضخمة التي تنتصب أمام البلاد في صورها الأمنية والاقتصادية والسياسية والوطنية لا تترك أي مجال للمعالجات الترقيعية أو المؤقتة، فإما أن نكون أو لا نكون. لا بد من حسم خيارات الحل لجملة هذه التحديات بروح تضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأخرى. وأكد الدكتور ياسين على ان البلاد "لم تعد تحتمل المزيد من التدهور دون أن يؤدي ذلك إلى تهديد كيان الدولة برمته." واضاف الدكتور ياسين :تعرضت الدولة منذ زمن طويل للمصادرة لصالح أطراف في المعادلة السياسية والاجتماعية، وأخذت هذه الأطراف تتناوب إضعاف الدولة من مواقعها في الدولة وفي المجتمع وباستخدام أدوات الدولة نفسها. وقال الأمين العام للحزب أن المنظومة السياسية بمكوناتها كافة، والتي عول عليها في الاتفاق على صيغة وطنية سياسية وقانونية لبناء الدولة، جاء كثير منها إلى الحوار محمَلاً بأثقال الماضي وجروحه المحتقنة. واستطرد قائلا أن كثيراً من الأطراف تعرضت لابتزاز الضغوط التي مارستها الأجنحة المتطرفة، داخلها أو خارجها، والتي ظلت ترفض الحوار وتعمل على إفشاله لتمرير مشاريع الحرب والفوضى بالاغتيالات وتفجير المواجهات المسلحة في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد. وشدد الدكتور ياسين على ضرورة مغادرة مشروع الحروب فوراً والتوقف عن المؤامرات والاغتيالات والقتل الذي ما زالت تمارسه بعض القوى بهدف إرباك الأوضاع العامة, والعودة إلى مسار العملية السياسية. ودعا الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني القوى السياسية والاجتماعية والدينية بعناوينها المختلفة أن تلتزم بحقيقة أن خلافها في جوهره هو سياسي واقتصادي، وأن العنوان المذهبي والطائفي أو الملتبس بالحديث عن هويات متناقضة ليس سوى أداة شحن خطير لتحويل الخلافات التي يمكن حلها على قاعدة الاتفاق على إدارة رشيدة للمصالح إلى صراع يستأثر فيه المتغلب بكل المصالح. وعلى الصعيد العربي قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي الميني :القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية والتحدي الأكبر الذي يجب أن يظل حاضراً في وعينا ومقترناً بنضالنا على صعيد أقطارنا.. وسيظل هذا النضال ناقصاً ومجزءاً وغير فعال بدون أن تكون فلسطين حاضرة في كل قسمات ومحطات هذا النضال. وفي ختام كلمته قال الدكتور ياسين أشكر جميع من شرفونا بالحضور وأشكر رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي لدعم انعقاد مجلسنا الحزبي هذا، ونشكر قيادة وزارة الدفاع والكلية الحربية، ونشكر كذلك القيادة الأمنية في أمانة العاصمة، ونشكر كل من عمل على نجاح هذه الفعالية الافتتاحية من الشباب والمنظمين والجنود المجهولين من كوادر الاشتراكي والفرقة الموسيقية. نص الكلمة لاحقا: