ما ان يحل شهر رمضان الكريم الا وتحل معه ذكريات الزمن الجميل لتجول في عقول وقلوب المغتربين ممن يعيشون خارج حدود الوطن الام .. تزداد هذه المشاعر الانسانية الصادقة مع تجليات وروحانية الشهر الكريم ولا يلبث المغتربون في بلدان المهجر في اطلاق العنان لذكرياتهم التي لا تكاد تمحى من ذاكرة الانسان لكي تسترجع شيئا مما كان يحدث لهم في هذه الايام المباركات وكذا استرجاع تلك العادات والتقاليد الرائعة التي ترتبط بشهر الصوم . حنين متزايد هذه المشاعر وما يصاحبها من حنين واشتياق الى الوطن لا شك تتزايد في هذا الشهر المبارك وخاصة عندما تكون الغربة في بلد غير اسلامي .. كما انها لا تتوقف بالنسبة للمفارق لاهله واحبائه في أي مكان كان حتى للمقيمين في مناطق يمنية بعيدا عن عائلاتهم وافراد اسرهم ويقول مالك سعيد وهو موظف في العاصمة صنعاء واسرته في احدى المناطق النائية بتعز بانه يجد شوقه الى منطقته مضاعفا خلال ايام شهر رمضان المبارك الذي يرتبط بذكريات الطفوله التي لا تنسى ذكريات جميلة المغتربة رحمة الحاج تقول ان رمضان يبعث في الروح الحنين الى الوطن ويستعيد بذاكرة الانسان الى الايام الجميلة التي قضاها في بلده فالاجواء الرمضانية في اليمن كانت تنبعث من كل مكان والذي يضاعف الحنين والشوق ففي شهر رمضان بالتحديد يستذكر المغترب بلده ولحظات حياته الجميلة التي كان يقضيها بين اسرته واهلة وبين ابناء بلده .. وتضيف الحاج بان العديد من اليمنيون يسافرون الى بلدهم في هذا الشهر لقضاء شهر رمضان المبارك بين اهلهم وافراد اسرتهم وبحيث يتسنى لهم الصيام والقيام والعبادة بكل اريحية بين الاهل والاحبة وبين اواخوانهم المسلمين ووسط بلدهم ومسقط رأسهم . زين واضواء المغتربة بدولة الامارات" دبي" بشرى الحدي قالت: أهيئ نفسي للطاعات والعمل على التركيز عليها ، ويتم هذا الاستعداد من خلال التخطيط لختم القرآن، ومعرفة المساجد التي سيحضر إليها كبار القراء أمثال: فارس عباد، السديس، العفاسي، وغيرهم، وذلك للذهاب إليها لأداء صلاة التراويح، وكذلك الاطلاع على الصحف والبرامج التلفزيونية لمعرفة أماكن المحاضرات الدينية والمسابقات مثل منشد الشارقة، وغيرها، كون البلد تنظم الكثير من الفعاليات الخاصة بالشهر الفضيل. ولأن في دولة الإمارات الكثير من الديانات الأخرى فقد تعودنا على تمييز أنفسنا كمسلمين من خلال إظهار وإعلان الاحتفاء بهذا الشهر من خلال وضع الزين والأضواء بقدوم شهر رمضان المبارك. ومن ضمن العادات المتبعة برمضان شراء للاطفال فوانيس رمضان. بالنسبة للتواصل الاجتماعي، فهو مركز حول العلاقات مع اليمنيين أمثالنا، أو الجيران، ولكن بشكل عام يعتبر التركيز على العبادات هو الطاغي على حساب العلاقات الاجتماعي المذكورة، وكذلك كون معظم المغتربون اليمنيون يقضون شهر رمضان في اليمن فاللقاءات تعتبر محدودة وتركيزنا على رمضان بروحانيته وليس كاليمن مثلا اتذكر انه من بداية شعبان يبدئون الناس بالاستعداد لشهر رمضان بشراء أكبر كميات من المواد الغذائيه كتمويل كامل لرمضان اما هنا فنتسوق بشكل طبيعي لرمضان قبلها بيومين بشراء حاجيات البيت المعتاده بالاضافه الى بعض الاشياء الخاصه برمضان. اختلاف في الاعرق والديانات اما المغترب محمد أحمد الحدي – مدير موارد بشرية في دولة الامارات يقول: تركيزنا كموظفين في بلد مثل الإمارات هو محاولة التغلب على التغيير بنظام العمل، فهناك اختلاف بعدد ساعات العمل حيث تكون برمضان أقل بساعتين عن الأيام العادية، وهذا بحد ذاته تحدي من ناحية إنجاز الأعمال اليومية في وقت أقل من المقرر. الاختلاف في الأعراق والديانات في الإمارات شيء معروف، ففي أماكن العمل هناك من يتناول وجبة الإفطار والغداء، وهناك مسلمون أيضاً لا يصومون مستغلين بذلك التنوع الديني في الإمارات، وهذا يمثل لنا مشكلة في كل مرة نستقبل به الشهر الكريم. كذلك التسوق اليومي والاسبوعي من النقاط التي تحتاج استعداد، فشراء احتياجات رمضان هنا ليس كاليمن من ناحية تكديس المشتروات منذ شعبان، ولكن يتم شراء ما نحتاجه بشكل يومي أو أسبوعي. من ناحية التواصل الاجتماعي في رمضان فهو بحده الادنى، كون المغتربون اليمنيون يسافرون خلال شهر رمضان لقضاء الاجازة السنوية في اليمن، وبذلك يقتصر التواصل مع زملاء العمل من ناحية الولائم المشتركة أو اللقاءات بعد صلاة التراويح، وهي مقتصرة أيضاً بعطلة نهاية الأسبوع. كون رمضان هذا العام سيكون في منتصف الصيف (درجة الحرارة ما بين 42-50 مئوية) فهذا يقلل أو يعدم فرص الخروج لتناول الإفطار في الخارج، ما لم فالسنوات الماضية كنا نخرج لتناول وجبة الإفطار في بعض الحدائق، ولكن هذه السنة سنتعتمد على الأسواق المغلقة من ناحية التغيير. ومن المعتاد جداً بأن تواصلنا بالهاتف مع أقاربنا في اليمن يتم بشكل مكثف بهذا الشهر الكريم، كون التهاني من العادات المتعارف عليها عند اليمنيين.