(الغربة كُربة) هكذا قيل، وهكذا يتضح من خلال تلمسنا لأحوال بعض المغتربين اليمنيين.. حيث تزداد أشواق هؤلاء لبلدهم، وترتفع وتيرتها في رمضان والأعياد، حيث يلتقي الجميع، ويلتم شمل الأسر.. كما أن هناك طقوساً اجتماعية وروحانية لا يستطيع أحد مقاومتها, ولكون هذه المناسبات مميزه ولها رونقها المختلف بالقرب من الأهل والأصدقاء، وما دون ذلك يعتبر معاناة.. وهذا ما سنكتشفه من خلال هذا الاستطلاع: فرق مؤلم رمضان خارج الوطن لاشك بأنه ليس بمزايا رمضان في وطنك هذا ما ذهب إليه فارس شمسان يمني مغترب في المملكة العربية السعودية، فهناك فرق بين قضاء رمضان بين اهلك وجيرانك ووطنك وفرق مؤلم وأنت تقضيه في الغربة, فالناس هناك لاتهتم إلا بنفسها دون البشاشة والأجواء الروحانية، أما في اليمن فتجد كل الناس وأهلك وأصحابك تنطبع عليهم روحانيه وطقوس رمضان التي افتقدناها. - ويضيف شمسان: حنيت لكل ساعه قضيتها في اليمن في شهر رمضان المبارك من زيارة الأقارب والصلاة في المساجد والتآلف والأخوة الصادقة وفعل الخير وإفطار الصائمين ،أجواء رمضان في اليمن ساحرة ، أما في الغربة فأنا في عذاب الجو الحار يصل إلى درجة 50 في النهار، أما أجواء العيد فيقضيها شمسان في الذهاب إلى المسجد، ويهنئ بعض الأصدقاء الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد متجهاً بعدها إلى النوم!! تعصف بنا الذكريات ويقول حاتم الصالحي، مغترب يمني في جمهورية مصر: يظل الحنين للوطن يلاحق المغترب عن بلده في كل لحظة, وفي رمضان يزداد الحنين والاشتياق للوطن والأهل والأصدقاء, فرمضان بين الأهل والأصدقاء بالتأكيد له مذاق خاص لايمكن صناعته أومحاكاته في بلد الغربة. - فيما يرى مجيب الخياطي، مغترب في المملكة العربية السعودية: أن أجواء الشهر الكريم هي ذاتها في كل بلاد المسلمين (تكافل – تراحم – قرآن - تراويح) ولكنها بالنسبة لنا كمغتربين يخالطها الحنين للوطن والأهل، و تعصف بنا الذكريات إلى تلك الأجواء والعادات الرمضانية التي اعتدنا عليها في وطننا الحبيب، ويضيف الخياطي: احن كثيراً لأجواء ما قبل الإفطار والتي يتوافد فيها الناس إلى المساجد مع إفطارهم في صورة رائعة وجميلة معطرة بتلك الأصوات القرآنية الجميلة التي ارتبطت في ذاكرتنا بمغرب رمضان مثل صوت الشيخ القريطي، والشيخ محمد حسين عامر. - أما عيسى أبو حليقة (مغترب يمني في الهند) فقد قال: الوضع هنا يفرض عليك الاعتياد على الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء ولكني افتقد اليمن كثيراً في شهر رمضان المبارك، لأن له طابعاً خاصاً ومميزاً في روحانيته من صوم وزيارات الأهل والأصدقاء وممارسات بعض الطقوس اليمنية، ويضيف أبو حليقة: الصيام في الهند لا يختلف عن بقيه الأشهر الأخرى لذلك رمضان في الغربة مؤلم جداً بسبب البعد عن الوطن والأهل والأصدقاء ,معظم المغتربين لإتمام الدراسة وهذا ما يتعبنا اكثر خاصة في شهر رمضان. ويبقى الحنين ويقول محمد القهالي: شهر رمضان في البلدان العربية والإسلامية روحانية خاصة ووضع مميز يميزه عن بقية أيام السنه، وفي اليمن أظنه يحتل مكانة كبيرة وروحانيته قد تكون مميزة اكثر ربما لأن كثيراً من الأمور انطبعت في ذاكرتنا منذ الطفولة، حيث كانت من أساسيات رمضان لدينا تجعله بطعم آخر, بالإضافة إلى أن الأجواء الرمضانية مختلفة تماماً، فالناس تنام في النهار تقريباً ولا ترى أية مظاهر للحركة في الصباح إلى الظهر تقريباً وهذا تجده في اليمن فقط. - ويضيف القهالي: من روحانية رمضان في اليمن يستعد الناس بالتسابق على قراءة القرآن وتمتلئ المساجد بالمصلين خاصة قبل المغرب وهذه اجمل اللحظات حيث ينتظر الجميع مدفع الإفطار, ويتبادل البعض النكت الجميلة والمرحة, والبعض يقرأ القرآن والأطفال يلعبون ويمرحون. طابع مميز رمضان في الغربة لا يحتاج إلى إجابة عن توضيح أجوائه بيننا الكل يعرف كيف تكون حالة المغترب، هذا ما يعبّر عنه عبدالكريم البحري فيتساءل: كيف يكون رمضان وأنت بعيد عن اهلك ووطنك وأصدقائك؟ ويضيف البحري: نحن نعيش حالة من اللا روحانية مفتقدين تلك الطقوس التي كنا نرى من خلالها طابعاً مميزاً عن رمضان في اليمن الحبيب. - ويؤكد مهيب البحري: ان المغتربين يعانون كثيراً وهم بعيدون عن أوطانهم، لاسيما في شهر رمضان الفضيل الذي يتمنى كل مغترب ان يقضيه بين الأهل والوطن وقريب من الأصدقاء لكي يرى تلك الروحانية المميزة في شهر رمضان، كما يقول البحري: والمأساة الأكبر هي مرارة أجواء العيد خارج الوطن فتضيف للمغترب فوق المعاناة معاناة أكبر وألماً واشتياقاً للأهل وحنيناً إلى الشعور بطعم العيد بين الأحباب.