عند البنيويين والتفكيكيين الأوروبيين -ممن ذهبوا بعيداً في فلسفة النص - سنجد الإحالات السيكولوجية والذهنية أو بالتفكيك المنهجي للبنى النصية بحثاً عما وراء الظاهر . بهذا المعنى يمكن تجويز التكامل بين مستويات تجلي النص في ذهن المترجم أو المفسر أو المتأول بحيث يتحول هذا الهرم المفهومي والدلالي إلى سطع متعدد الألوان متغير الدلالات. ورد في القرآن الكريم «قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً» . هذا القول الإلهي يضعنا في لجة الموضوع وأبعاده .. ذلك أن النص القرآني المكتوب «بلسان عربي مبين» يسمح بهذا العمق المفهومي والدلالي الذي يتجاوز حدود المعرفة والعقل حتى إن أي تفسير أو تأويل أو ترجمة لهذا الأصل لا يغني عن الأصل ذاته . لذلك كانت العبادة مقرونة بالنص القرآني المنزل .. كما وجد المفسرون والمترجمون أنفسهم أمام إشكاليات مفهومية وحيرة معرفية جعلتهم يقرون باستحالة نقل النص القرآني إلى مستوى آخر .. بمعنى ترجمته أو تفسيره بصورة توصل إلى معاني التنزيل. ولأن القرآن الكريم يرشدنا إلى الحقائق الوجودية والمعرفية الكلية فإن التأسي بهذه الحكمة في التعامل مع النصوص أمر مفيد للغاية لأنه يصل النصوص ببعضها البعض وإن وجدت خصوصيات وحواجز نوعية مما يجعل الترجمة والتفسير لفائدة القارئ والنص معا . Omaraziz105@ gmail.com