عمليات إرهابية وحشية نكراء أشبه بالمحرقة تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني في حق أبناء الشعب الفلسطيني، إمعان وتفنن في أساليب القتل والتنكيل ، قصف همجي يطال المنازل والمنشآت السكنية الآمنة، أطفال تقتلهم قذائف الطائرات والدبابات الصهيونية داخل منازلهم، أُسرٌ تدفن تحت أنقاض منازلهم المدمرة، حرب إبادة لا تستثني أحداً الأطفال والنساء والشيوخ، حتى طواقم الهلال والصليب الأحمر ورجال الإسعاف، مشاهد مؤلمة وبشعة نشاهدها عبر شاشات القنوات الفضائية تحكي مجازر يندى لها الجبين تمارس ضد شعب أعزل، الشوارع مليئة بجثث القتلى التي تحولت إلى أشلاء متناثرة تشيب من منظرها الرؤوس وتبكي الأعين حرقة وحسرة وأسى. ٭مشاهد تستصرخ ضمائر القادة والزعماء العرب والمسلمين ومعها الضمير العالمي لعل وعسى أن تجد من تؤلمه أو تحرك في داخله مشاعر الإنسانية وحقوق وآدمية بني البشر، ومن العار على أمة يربو تعداد سكانها على مليار ونصف المليار مسلم أن تظل ترقب ما يجري بدم بارد وكأنهم يشاهدون فيلم رعب أمريكي على شاشة إحدى القنوات الفضائية، أين النخوة العربية لماذا رمى بها زعماء وقادة العرب وراء أظهرهم؟ الكراسي التي يجلسون عليها لن تدوم لهم فلماذا لا يسجلون مواقف مشرفة في تاريخهم وينتصرون ولو لمرة واحدة للحق الفلسطيني ويثورون ويغضبون لهذه المحرقة الصهيونية التي تنفذها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم، اقطعوا علاقاتكم مع الكيان الصهيوني أو حتى علقوها بشكل مؤقت، وظفوا علاقاتكم الدبلوماسية مع دول الغرب وأمريكا لمصلحة الانتصار للشعب الفلسطيني ورفع الظلم والعدوان الصهيوني عنهم. وحدوا صفكم واجمعوا كلمتكم وكونوا سادة أنفسكم، امنحوا شعوبكم حق التظاهر والاستنكار، افتحوا خطوط الإمداد بالمال والسلاح لدعم إخوانكم في المقاومة الفلسطينية ليتسنى لهم مواجهة ومقارعة العدو السفاح والثبات في ساحات المواجهة غير المتكافئة، إن لم تحرك فيكم محرقة اليهود الصهاينة التي يمارسونها في حق إخوانكم الفلسطينيين، فلا تكونوا في دائرة الاتهام والتآمر بالنيل من حقهم في المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض والدين، قولوا خيراً وإلاَّ اصمتوا فهو خير لكم.. لاتراهنوا على المجتمع الدولي أو أمريكا فهم مع محرقة الصهاينة وجرائمهم الإرهابية يباركونها ويدافعون عن مشروعيتها بل ويبذلون جهوداً مضنية في تزويد العدو الصهيوني بالأسلحة والمعدات الحربية التي تستخدم اليوم في المجازر البشرية التي يشهدها قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، كيف ستردون على «السيدة» رايس وهي تقول معلقة على العدوان الصهيوني بأنه حق مشروع للإسرائيليين لضمان أمنهم غير آبهة بما يخلفه هذا العدوان الإرهابي من مآسٍ لا احتمال لها. أما مجلس الأمن فمواقفه لا تخفى على أحد فمن الصعب أن يخرج عنه قرار يدين فيه إسرائيل نظراً لحالة التواطؤ والانحياز الغربي للجبهة الاسرائيلية والتي تظهر بجلاء داخل هذا الكيان الدولي الذي يتعامل بمعايير مختلفة فاختطاف حزب الله لجنديين اسرائيليين كارثة كبرى استدعت إدانة مجلس الأمن لها فيما قتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين الأبرياء الفلسطينيين أمر عادي ومشهد مألوف لا يستدعي أي فعل يجرح مشاعر وأحاسيس الابنة المدللة إسرائيل. مفارقة غريبة وعجيبة وتواطؤ وانحياز فاضح يعطي غطاءً للقوات الصهيونية للإمعان في جرائمها وبطشها وتنكيلها وعدوانها الوحشي الذي لايقره دين أو ملة ويتنافى وحقوق الإنسان وكرامة بني البشر وآدميتهم.. وفي ظل هذه الأوضاع الخطيرة فإن القادة والزعماء العرب مطالبون في قمتهم العربية المرتقبة بالتعاطي بمسؤولية وتجاوز الخلافات العربية العربية والعمل على تخصيص جدول أعمال القمة للأوضاع في فلسطين والرد على الإساءات المتكررة للرسول الكريم، فالمرحلة لا تتطلب المزيد من الفرقة والتباينات والمناكفات السياسية، الشعوب العربية تتطلع منكم قرارات مصيرية من شأنها وقف العدوان الصهيوني. وإثناء دول الغرب وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية عن مواقفها المنحازة صوب وجهة النظر الإسرائيلية وممارساتها العدوانية.