هو شعور بالسكينة تفارق وطنك الكبير والصغير،وأهلك الأقربين أما أطفالك الصغار فهم، كما الأهل والوطن وأنت في ذمة الله،حين ترحل وحين تحل. باتجاه مكة، تعلن هذه العبارة التي هي ولاء وبراء من كل شيء إلا الله وفيه:« لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك». أنت مع هذه الرفقة الصالحة تفرون جميعاً إلى الله إلى رحمته ومودته، لا تذهب لتحصيل مال ولا رفعة، وإنما لتذرف الدموع حراء في بيته العتيق وحرمه الآمن المبارك إلى مكة،حيث تحل ضيفاً على عزيز كريم، شيمته الرحمة والمغفرة، وسجيته العطاء المحض الوفير، مكة حيث تتجه وجوه الساجدين،وحيث الملتزم، الذين أوقرتهم الخطايا مثلي، هناك حيث القرب والوداد، حيث التجلي وزيادة من لدن رحيم ودود، يسأل الله ملائكته وهو العليم؛هؤلاء عبادي، أتوني من كل فج عميق شعثا غبرا،ماذا جاءوا يطلبون ،فتقول الملائكة: جاءوا يعوذون بك من النار ويطلبون الجنة،فيقول وهل رأوا الجنة وهل رأوا النار، فيقولون ياربنا لم يروا جنة ولا ناراً، فيقول لهم الله ولو رأوا الجنة أو النار،فتقول الملائكة لو رأوا النار ياربنا لازدادوا خوفاً منك وفرقاً منها، ولو رأوا الجنة لازدادوا طاعة وقرباً،فيقول الله للملائكة:اشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم من الحديث أو معناه. هي مسافات تقطع طويلة، فيها من العناء لايطيقه مسافر، غير أنه الفرار إلى الله، والهروب إليه، غير أنه الطمع في حرمته، التي تظلل الركع والسجود في رحاب بيته المطهر شوق وحنين وقلوب واجفة وغير أنها مخضلة بالأمل برحمة الله .. وهل يرد الله كف سائل: جئناك يامولاي بقلوب قاسية، نطلب إليك أن تلين وأن تظل خاشعة مرتبطة بك، فإليك تعنو الوجوه والقلوب عقدنا العزم إلى بابك فاقبلنا ياكريم، وهل يقفل الكريم بابه أمام لائذ عائد وهارب خائف .. ياالله صلي وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم