بينما كنت أتصفح العدد «5528» من صحيفة الأيام الصادر في 12 أكتوبر الجاري لفت انتباهي خبر في الصفحة الأخيرة بعنوان «أسد هائج يتجول بمناطق وادي الفقير وكدان ومكيديم ويثير مخاوف الأهالي» جاء فيه: «يخيم هذه الأيام الخوف والفزع والذعر على أهالي مناطق وادي الفقير وكدان ومكيديم بمديرية المسيمير محافظة لحج بسبب وجود أسد هائج في الجبال المحيطة بهذه المناطق تمت مشاهدته من قبل المواطنين في اليومين الماضيين»... وجاء في الخبر أن مواطنين من أبناء المنطقة شاهدا - ومن مسافة بعيدة - في أحد جبال منطقة وادي الفقير الأسد وهو يلاحق عدداً من الأغنام التي كانت ترعى في الجبل ولم يكتف بذلك، بل إن الخبر أشار إلى أن المواطنين أوضحوا في بلاغهم أنهم تلقوا معلومات من قبل إدارة حديقة الحيوان بمنطقة الحوبان بتعز تؤكد هروب عدد من الحيوانات من الحديقة من بينها ثلاثة أسود بسبب الجوع..إلخ... لاحظوا معي «مواطنان شاهدا ومن مسافة بعيدة في جبال منطقة وادي الفقير الأسد وهو يلاحق عدداً من الأغنام والمواطنون تلقوا معلومات من إدارة حديقة الحيوان بتعز تؤكد هروب عدد من الحيوانات من الحديقة بينها ثلاثة أسود بسبب الجوع» فإذا كان «كاتب الخبر مجنوناً فالقارئ عاقل» لأنه من غير المعقول أن أسداً يلاحق عدداً من الأغنام في أحد الجبال ولايفترس حتى واحدة منها إلا إذا كانت هذه الأغنام لها أجنحة تطير بها، فعندما هاجمها الأسد أفردت أجنحتها وطارت في الهواء بعيداً عنه.. ومن غير المعقول أن عدداً من الحيوانات بينها ثلاثة أسود تهرب من حديقة الحيوان بتعز وإدارة الحديقة تؤكد ذلك للمواطنين في منطقة وادي الفقير بالمسيمير بمحافظة لحج في الوقت الذي لم تقم بإبلاغ إدارة صندوق التحسين والنظافة، كون الحديقة تابعة للصندوق وكذلك قيادة السلطة المحلية بمحافظة تعز، ومالا يقبله عقل ولامنطق أن الأسد «المزعوم في الخبر المنشور بصحيفة الأيام» هرب من حديقة الحيوان بتعز فكيف انتقل مباشرة من تعز إلى مديرية المسيمير بمحافظة لحج دون أن يمر في القرى والمناطق الممتدة من الحوبان بتعز وحتى المسيمير في لحج ولم يثر الرعب والخوف والفزع والهلع في قلوب المواطنين اللهم إلا إذا كان له جناحان طار بهما من الحوبان إلى المسيمير أو تم نقله بواسطة طائرة مروحية أو شاحنة. حيث إن كاتب الخبر لم يوضح كيف وصل الأسد من حديقة الحيوان بالحوبان في تعز إلى منطقة وادي الفقير بمديرية المسيمير محافظة لحج وكيف تأكد أن هذا الأسد هو من حديقة الحيوان بتعز فهل يحمل رقم «خصوصي حديقة الحيوان بتعز»؟!... خبر مثل هذا ماكان ليتم نشره لو أن هناك التزاماً بأخلاقيات وشرف المهنة وأمانة الكلمة، ولكن في ظل الفهم الخاطئ لحرية الصحافة وأخلاقيات وشرف المهنة وأمانة الكلمة يتم نشر مثل هذه الأخبار المفبركة. فالكثير من الصحف - للأسف - تبحث عن الإثارة على حساب المصداقية وأعراف وتقاليد وشرف وأخلاقيات مهنة الصحافة ،ولذلك لا غرابة أن نجد بعض الصحف تروج لكل مايسيء لمجتمعنا اليمني ويشوّه صورته أمام الآخرين والبعض الآخر يروج لثقافة الشطرية والمناطقية والقروية والمذهبية وثقافة الإحباط والحقد والكراهية وقتل روح التفاؤل والأمل في نفوس الناس وخصوصاً الشباب... ختاماً: أعتقد أنه بات من الضروري والمهم جداً إخراج مشروع ميثاق الشرف الصحفي الذي تم إعداده من قبل نقابة الصحفيين اليمنيين إلى حيز الوجود بعد إثرائه بالآراء والملاحظات الهادفة لعله يحد من حالة الانفلات الذي وصلت إليه بعض الصحف وبعض الكتاب والصحفيين.