ماذا نريد ونحن نلملم عاماً جديداً من تكوين هذه الجوهرة الثمينة التي لا تشبه الماس لأنها تسكن وجدان وأفئدة الناس؟!.. منذ أعدنا اكتشافها اكتملت مسراتنا، واهتدينا إلى ذواتنا وانطلقنا في دروب تمتد طويلاً ولا تنتهي. منذ غسلنا أعيننا بضوئها الأخاذ أسرتنا بدفء لا مثيل له، وأحاطتنا بلمساتها الحانية، فكنا كما الأطفال نتحلق عشية الليالي الشتوية لنستمع إلى حكايات جداتنا الشائقة وهي تجدف بنا في فضاءات بعيدة وسماوات لم تنقشع غيماتها بعد. نريد أن نبقى حيث نحن إلى جوارها نمتلئ شعوراً بالفخر والاعتزاز. نتوق لأن تنشر ظلها كما البشارات تعلن تفتح أزهارها، مثل وردة اعتلت فاخضر وجه معشوقها.. نريدها أن تبذر خيراتها كما المزن تغسل الأرض ويعلن تلقيحها. لا نريد أن تقلقها أصواتهم أو كلماتنا النابية، لا نريد صراخاً يزعج سكينتها وينشر الخوف بين جوانحها. لا نريد الخصومة عند بواباتها.. إذ هي قامة واقفة في حنان وخوف على أولادها، تمشط في الصباحات الجميلة جدائل أحبابها، وفي الأمسيات تحرس سنابلها الوارفة. عندما تنتصف شمسها في الكبد تسافر باحثة عن ظلال، وإذا مالت تغتسل سماواتها بالضباب ثم تحنو تلملم أفراحها لتنشرها فوق جباهنا المنهكة. هي فاكهة أفراحنا وأحلام أولادنا فلا تدفنوها ثانية أو توقدوا النار في أحشائها إنها مترعة تسافر في دمنا فلا توقظوا في النهارات أحلامنا وصوموا عسى تغفر أخطاءنا تعز- 20 مايو 2009م