مضى على الحرب الإرهابية الإجرامية البشعة اللاإنسانية التي شنتها العصابات الصهيونية على قطاع غزة الفلسطيني، والتي حشدت لها حكومة العصابات الصهيونية من القوات البرية والجوية والبحرية مالايطاق بهدف ضرب المقاومة في غزة والقضاء عليها، واستئصال حركة «حماس»، وأولاً وأخيراً لإعادة الاعتبار والثقة للجيش الصهيوني وللمواطنين الصهاينة بجيشهم.. بعد أن تمرغت سمعة الجيش الصهيوني الذي لايقهر في الوحل بعد هزيمته على يد الشعب اللبناني ومقاومته. إلا أن هذه الأهداف الصهيونية بدأت تتلاشى أمام صمود قطاع غزة مواطنين ومقاومة رغم استخدام الجيش الصهيوني لأساليب وطرق وحشية لاإنسانية، وأسلحة محرمة دولياً كالفسفور الأبيض وقيامهم بضرب الأحياء السكنية، والأسواق بالقذائف الثقيلة من البر والبحر والجو لتقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعزل.. ولم تقف الجرائم الصهيونية عند هذا الحد.. بل قصفت بقسوة وعنف وبشاعة الملاجئ المدنية في المنشآت الأممية وتم قصف مخازن الغذاء وإحراقه.. وقد شكا من ذلك بمرارة وألم وحزن شديد المسؤول الأممي في غزة. لكن مع ذلك سقطت كل أهداف ورهانات الصهاينة.. ولم يتمكنوا من التقدم في قطاع غزة حتى شبراً واحداً.. حيث وجدوا مقاومة باسلة، وبطولات غير معهودة من المقاومة، والشعب الصامد معها.. وبدأت خيبات الأمل تنسل إلى عقلية الحكومة الصهيونية التي بدأت تتخوف من هزيمة منكرة، وبدأت تتنازل عن كثير من أهدافها شيئاً فشيئاً تمهيداً لإنهاء هجماتها على غزة ، وإنهاء العمليات والانسحاب وجر أذيال الهزيمة والذي بعد أن أجبرتهم شجاعة وبسالة وتكتيكات المقاومة وصمود وصبر شعب غزة على الاندحار دون تحقيق أي هدف من أهدافهم.. فالمقاومة باقية قوية وشاليط مازال في الأسر، وغزة مازالت شامخة لم تركع رغم كل الظروف الحياتية الصعبة جراء الحصار الظالم واللاإنساني. وفي هذه الحرب الشرسة تكشفت حقائق الكيان الصهيوني الغاصب الإرهابية والإجرامية، واللاإنسانية، والوحشية للعالم، وبدأت تتغير مواقف الكثير من شعوب العالم خاصة في الغرب الأمريكي والأوروبي، وبدأت حتى حكومات أوروبا تغير من مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، ولو أنها مواقف مازالت محدودة لم ترتق إلى موقف الحق والعدل إلا بنسبة محدودة.. لكنهم بعد الانحياز للكيان الصهيوني كلية طيلة العقود الماضية صاروا يواجهون العدو الغاصب بالانتقادات ويدعمون التقارير الإنسانية، ضد العدو الصهيوني ويتكلمون عن عقوبات ومحاكمات وتحقيقات يجب أن تتخذ ضد الصهاينة حكومةً وجيشاً وأفراداً في الحكومة أو في الجيش بتهم ارتكاب جرائم لاإنسانية، واستخدام أسلحة محرمة في حربهم على غزة.. وبدأت ترتفع أصوات أوروبية.. برفع الحصار عن غزة.. وماشابه ذلك من اعتراف ودعوة لقيام دولة فلسطينية على أساس قرارات الأممالمتحدة.. إنها تحولات جد إيجابية أفرزتها صلابة وصمود غزة، وعدوان وبشاعة ووحشية العدوان الصهيوني. هذه التغيرات بالإمكان أن تتطور لصالح القضية العربية الفلسطينية.. في حال اتخاذ النظام العربي مواقف موحدة.. والتعاطي مع هذه التحولات الأوروبية بالذات للوصول معهم إلى قناعات مشتركة لحل القضية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية.