ما يحدث اليوم من أعمال شغب وفوضى وتخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في بعض مناطق المحافظات وتحديداً في أبين ولحج والضالع أعمال شيطانية يأباها العقل والمنطق وترفضها القيم والأخلاق والأعراف، بل هي جرائم واضحة المعالم ترتكب بحق الوطن وأبنائه، وتمس سيادته وأمنه واستقراره. فعصابات التخريب والعناصر المأزومة والحاقدة على الوطن لا هم لها سوى إرضاء رغباتها ونزعاتها العدوانية ضد كل ما تحقق في هذا الوطن من منجزات ولا يحلو لهم العيش إلا في دروب الغواية والضلال، فنراهم يرتكبون أبشع الجرائم بحق المواطنين الأبرياء الآمنين في منازلهم أو متاجرهم، بل وطالت الاعتداءات أفراد الأمن، وحتى سيارات الشرطة التي هي في خدمتهم لم تسلم من التخريب والعبث. فمنذ فترة قليلة والإرهاب الجديد والمتمثل بعناصر التخريب والانفصال وبعض العناصر التي مازالت تجتر أحلام المشيخات والسلطنات العفنة التي عفى عليها الزمن ورفضها في حينها وسيرفضها اليوم وغداً.. هذا الإرهاب يسعى بكل أزلامه الخونة والمتآمرين لنشر الفوضى وتمزيق أواصر وعرى الشعب الواحد وإدخاله في أتون الصراعات والفتن والقلاقل بهدف عرقلة مسيرة البناء والتنمية، ولكنهم لن يجنوا سوى الندم والخيبات لأن ما زرعوه هو محض أوهام وخيالات. فلا يكاد يمر يوم إلا وهؤلاء الخارجون عن النظام والقانون يتمادون في غيهم وضلالهم، ويثيرون مشاعر الحقد والكراهية ويكرسون شعارات المناطقية والمذهبية والطائفية ويرفعون الأعلام الشطرية، وينادون بالانفصال بعد أن جبّت الوحدة في 22مايو 1990م كل أشكال التشطير والمناطقية وإلى الأبد. واليوم وبعد أن وضعت الحرب أوزارها في صعدة جدير بالدولة أن تقوم بواجبها في فرض الأمن وإحلال السلام ووأد الفتن والقضاء على كل مظاهر العبث والفوضى والتخريب في بعض مناطق المحافظات الجنوبية.. إذ لا تسامح ولا تساهل مع من يقطع الطريق ويقتل الأبرياء وينهب الأموال ويحرق المتاجر، بل يجب أن تطالهم يد العدالة والقانون وينالوا جزاءهم الرادع. كل هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية ولا يزالون يدعون أنهم يمارسون نضالاً سلمياً .. فيا للعجب. أي نضال سلمي وهم يقتلون الأبرياء ويثيرون الخوف والرعب بين المواطنين.. أي نضال أو حراك سلمي - كما يزعمون- وهم ينادون بالانفصال ويدعون إلى التشرذم والتمزق؟! عجباً .. قطاع الطرق واللصوص وأمراء وتجار الحروب أصبحوا مناضلين سلميين!! واجب الدولة اليوم والسلطات المحلية خاصة في هذه المحافظات أن تفرض هيبة الدولة وسلطان القانون وألا تأخذها رأفة بكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار وبث الفرقة والشقاق والكراهية بين أبناء الوطن الواحد. فاليمن أبقى وأغلى من كل الشعارات والدعوات الزائفة.