منذ فترة مضت توقفت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وحكومة العدو الصهيوني، وذلك لأسباب عديدة، وهي أسباب وجيهة لإيقاف مفاوضات السلام مع العدو الصهيوني. فالعدو الصهيوني حقيقةً لا يرغب في السلام العادل والشامل وإعادة الحقوق الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية التي بنيت عليها المبادرة العربية للسلام.. لكن العدو يوغل في عدوانه ضد الشعب العربي الفلسطيني.. فلا يكاد يمضي يوم واحد دون أي عدوان صهيوني يصعّب العودة إلى المفاوضات. الصهاينة يمضون في سياسة الاستيطان دون توقف وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م .. ويوسعون المستوطنات القائمة.. الصهاينة يمضون في تهويد مدينة القدس، وإخلائها من السكان الفلسطينيين. الصهاينة يمضون في إخراج الموظفين العرب من منازلهم بمساعدة الجيش وإحلال سكان صهاينة بدلاً عنهم. الصهاينة مستمرون في الحفر للأنفاق تحت المسجد الأقصى ومحيطه دون توقف بهدف تدمير المسجد ومحيطه كرمز إسلامي للجهاد والمقاومة.. وذلك جنباً إلى جنب مع تدمير ومسح الآثار الإسلامية والعربية في القدس مسجداً وكنائس، وتغيير أسماء كثير من المناطق والشوارع بأسماء صهيونية. الصهاينة يضمون معالم ومنشآت إسلامية عربية إلى التراث اليهودي مثل الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال. الصهاينة يقتلون الفلسطينيين يومياً، ويحاصرون غزة، ويلاحقون القادة الفلسطينيين ويغتالونهم .. وقاموا بعدوان وحشي بربري لا إنساني على قطاع غزة بعد عدوانهم على جنوبلبنان .. إضافة إلى آخر مجزرة في القدس يوم الجمعة 5 مارس . الصهاينة يتوعدون ويهددون بحرب على غزةولبنان وسوريا.. كل هذا رغم أنف القانون الدولي، والولايات المتحدة،والاتحاد الأوروبي، والهيئة الدولية التي حذرت من ارتكاب أي تغيير في الأراضي المحتلة. كل هذا يؤكد أن الصهاينة ضد السلام، ويكفي لعدم العودة إلى المفاوضات المباشرة وغير المباشرة.. ويشير إلى أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بعودة الفلسطينيين للمفاوضات غير المباشرة مع الصهاينة قرار غير صائب خاصة وأن معظم فصائل منظمة التحرير والمنظمات الأخرى ترفض العودة إلى المفاوضات .. وكان الأحرى اتخاذ قرار عربي جريء ضد العدو الصهيوني يوقفه أو على الأقل يخفف من عدوانه وتهديده الشامل للشعب العربي الفلسطيني، وليس قراراً بعودة المفاوضات.