رشاد السامعي يصور بالكلمة موضوعات ممتازة، ذات صلة بحياة الناس، ولا أعرف إن كان اختصاصه (فنون جميلة) فخطوطه تراعي كلاً من (المنظور) و(النسبة). وإن كنت قد لاحظت عليه ناقداً رسمه يوم الأربعاء 14/4، فالفقير الذي يجرجره الغلاء نحيف جداً، أكلته الهموم والجوع؛ بينما بدت زوجه سمينة جداً، إلا إذا رأى رشاد أن بعض الزوجات (تسمن) على حساب صحة زوجها وأولادها؟!. إن الكاريكاتير كفن بصري ذو خطر عظيم، ربما أحدث أثراً أكثر مما تحمله الكلمة لما فيه من تصوير للمشاعر واختزال للغة وسرعة الوصول إلى الهدف بشكل مباشر. إن فن الكاريكاتير فن يدرّس في المعاهد والكليات العليا، وهو حس أكثر منه علم، فالرسام الكاريكاتوري لابد أن يكون نبيهاً، ذكياً. ويتعامل مع الموضوعات بحساسية بالغة التعقيد واللطف معاً، ويتخير الزمن المناسب ليضع رسمه على شاكلة هذا الزمن أو الحال، فلكل زمن رسم وتعبير. يلاحظ في رسوم رشاد السامعي إخلاص للموضوع الاجتماعي؛ فهو يقتنص اللحظة للتعبير، وهو يواكب ما يستجد على الساحة الاجتماعية. وله حاسة فنية تستجيب لمجموعة مؤثرات، فتصبح رسومه (شاهد حال) مما يجعلها وثيقة اجتماعية تدين السلبيات وتستدعي مقاومتها بجرأة شاب يؤمن بقضايا أمته. ولقد تمكّن رشاد من مساحة الحرية، فاستطاع أن يبرهن على أن الحرية موجودة، وأن سمير رشاد اليوسفي أحد الظروف التي تساعد الشباب والشيوخ - رسامين وكتّاباً - أن يظهروا هذه النعمة التي منَّ الله بها على أهل اليمن. وأسأل الأستاذ سمير رشاد اليوسفي: هل يستطيع رشاد وعارف البدوي أن يدرسا الكاريكاتور على أصوله في الخارج أو يسافرا في دورات لإنجاز هذا الهدف؟!. أرجو ذلك.