أشعر بغصة في الحلق.. ووخزة مؤلمة في الضمير وندوب في وجه الأمل كلما وقع حادث يخرج قطار حياتنا من قضبان السير الآمن باتجاه البلد المتحضر« المنشود».. وفي كل وقفة تأمل أرى ذات المعوقات تكشف عن وجهها القبيح ومطارقها المتوحشة. وكنت أظن أن الجهل وحده هو الذي يقف خلف مجمل الأشكال المتخلفة في حياتنا اليمنية بالنظر إلى النسبة المرتفعة من الأمية المتصلة بالقراءة والكتابة. لكن مجمل الشواهد تشير إلى شيء آخر غير الأميّة.. وهو الاستخدام الانتقائي للقانون، وتركه غالباً في ثلاجة تتعفن محتوياتها بسبب انطفاءات الكهرباء. وإذا كان هناك ضرورة لإلقاء التهمة على الجهل فليس أقل من توضيحه بأنه جهل المتعلمين وليس عجز الذين لا يجيدون قدرة فك الخط، وطبعاً الحماية بخيوط العنكبوت. علاقة الخصومة مع القوانين هي التي أنتجت طوابير من مدمني الخروج على القوانين وعلى الذوق... وإذا ما أضفنا عقود الفرجة على انتشار قطع السلاح وطغيان ثقافة الابتزاز إلى ثقافة تعطيف القوانين نكون قد عرفنا سبب هذا الارتباك وهذا التلعثم الذي تبرز حيرته أمام اتساع الخرق على قلة المرقعين...! المثير للأعصاب هو اتساع دائرة المنافقين والدجالين الذين يسرقون الحاضر باستهتار، غير مدركين خطورة بيع المستقبل في سوق الحماقة.