دائماً وأبداً أن صاحب الخصال النبيلة محبوب إلى النفوس تألفه وتبش لرؤياه، وعكسه تماماً تجد النفوس تنفرُ من عشرته وتبغض رؤياه، وهذه أحاسيس إن لم يترجم عنها الظاهر فإن الباطن خير مُترجم،وإذا انعكس ذلك فرأيت الرجل محباً لذميم الأخلاق،ومبغضاً لحميدها؛يقول العارفون:إن ذلك دليل على فساد الطبع..!! ومن الخصال المذمومة، التي تأباها الطباع القويمة، وترفضها الفطر السليمة:«صفة الكذب» ذلك الخُلق الذميم..!! الكذب مفردة ثقيلة على الأسماع التي أصبحت مع شديد أسفنا موضة عالمية لدرجة أنه يُخصص لها يوم خاص بها مع إطلالة كل شهر«إبريل» وعادة ما يرتبط الكذب ب«إبريل» وأصبحت «كذبة إبريل» مزحة ثقيلة يستخدمها السطحيون في كل بقاع العالم..!! خاصة بلداننا العربية التي لم ينقصها سوى أن تُقلد الغرب حتى في الكذب وإذا ما أكتشف ذلك المخدوع الذي وقع في فخ أحدهم فيخبره :أنسيت أنت في أول إبريل..؟؟!! ونحن نتأمل هذه الأجواء الرمضانية التي تُحفها قدسية المناسبة إلا أننا نرى بين ظهرانينا من يطلقون على الكذب «بكذبة بيضاء» ويختلقون له ألواناً ما أنزل الله بها من سلطان..!! بل إن الكذب أصبح يُمارس بعدة طرق وعلى مستوى رسمي..!! وهناك من يكذب ليختلق الأخبار والقصص لإضحاك الناس، ولا يهمه إن كانت تلك القصص تطعنُ في الآخرين، أو تمس أعراضهم، ومثل أولئك توعدهم النبي عليه الصلاة والسلام بالويل فقال:«ويل للذي يُحدث فيكذب، ليُضحك به القوم، ويل له ثم ويل له..» ويظل الكذب كذباً لا لون له..!! ولا يوم وإنما هو صفة ذميمة لايمكن أن تُلصق بالمؤمن الصادق الإيمان الذي يتحرى الصدق في كل أحواله وأوقاته.. حيث يؤكد الشاعر أن الكذب يُذهب المروءة والجمال ويبعد البهاء عن الرجال أو كما يصف قائلاً: وما شيء إذا فكرت فيه بأذهب للمروءة والجمال من الكذب الذي لا خير فيه وأبعد بالبهاء من الرجال