عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيد بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ ليت شاعر العربية يفيق من رقدته لثوانٍ.. ويرى ما فعلته فينا نبوءته.. وأنها أصبحت بوابتنا إلى كل عيدٍ جديد.. حيث سيهل العيد وكل أوراقه شاحبة تلونها المرارة والكآبة والأوجاع التي لا تنتهي من تقويم حياتنا اليومية، فكلما قطعنا ورقةً منه.. كأننا رمينا يوماً عزيزاً من أعمارنا.. فنخدع أنفسنا أننا من سكان مدينة الأفراح الأفلاطونية..!! أية فرحةٍ ستعيد توازننا النفسي المشروخ..؟؟!! هل العيد مجرد قارورة عطر نسفح رذاذها على ملابسنا الجديدة..؟؟!! أم أنه نقشة الحناء والخظاب على أنامل وأكف الصبايا الحسان..؟؟!! أم هو تلك الابتسامات الباهتة التي يتبادلها العابرون في الطرقات..؟؟!! أم أنه حفنة البخور التي نحرقها في مجامرنا العيدية..؟؟!! كل ما نتمناه أن يهلّ هذا العيد وقد عادت مياه الود بين المتخاصمين وأن تغمر فرحة العيد الجميع بلا استثناء.. الفقراء والأثرياء والبسطاء وأولئك الذين لايشعرون بطعم العيد ؛ لأن القدر جعلهم على الأسرّة البيضاء.. فلم يتمكنوا من رؤية ألوانه المبهجة..؟؟!! والأهم من ذلك كله أن يعود هذا العيد والوطن الحبيب ينعم بالاستقرار والأمن والرخاء.. ولمّ الشمل على مائدة الحوار الوطني الشامل الذي دعا إليه فخامة رئيس الجمهورية وإعادة ترتيب أوراق المصلحة العليا للوطن. نأمل أيضاً في هذا العيد.. أن يهلّ علينا والوطن العربي مضمد لجراحه النازفة في كل من: فلسطين, ولبنان, والعراق, والصومال.. وغيرها من البلدان العربية التي أنهكتها الحروب.. ودمرت قوتها وتماسكها..!! نتذكر معاً عزيزي القارئ.. في هذه اللحظات الودائعية شاعر العربية الذي لاتزال روحه تُبعث معنا في كل لحظة وترسم لنا ملامح العيد: عيد بأية حالٍ عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي شيئاً تتيمه عين ولا جيد يا ساقيّ أخمرٌ في كؤوسكما أم في كؤوسكما همٌ وتسهيد أصخرة أنا ما لي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد