أتذكر خلال الستينيات، والخمسينيات من القرن الماضي أن المد القومي الوحدوي في أوجه، والدعوة للوحدة العربية كمخلص للوطن العربي من الضعف والتخلف والقهر.. وبالمقابل كان اليمين «الإخوان المسلمون» يرفع شعار الوحدة الإسلامية.. ويعادي ويحارب الدعاة والدعوة للوحدة العربية.. أما الطرف الثالث فكانت القوى اليسارية التي تحمل شعار «الأممية» وتعادي التيار القومي، والتيار الإسلامي، ليس هذا وحسب بل إن التيار القومي كان منقسماً ويعمل ضد بعضه وهكذا فشل الجميع.. لا حققوا الوحدة العربية ولا حققوا الوحدة الإسلامية، ولا تحققت الأممية!! ظللنا حينها نردد، ونلوم القوى الاستعمارية التي تقف أمام المشاريع الوحدوية في البلاد العربية والإسلامية، ونسينا تماماً حينها أننا كنا نحن العرب والمسلمين أعداء المشروع العربي الإسلامي الوحدوي «وقيام الدولة العربية الإسلامية»، لأننا كنا منقسمين على بعضنا، ونعمل ضد بعضنا سواء «النظم القومية، أو النظم الإسلامية، أو النظم اليسارية، ولم نحاول أن نفكر أو مجرد التفكير في أن نفكر في المشروع الوحدوي، وواحديته بين كل القوى والتيارات.. وندرك بأن المشروع الأممي لا ينفصل عن المشروع الوحدوي الإسلامي لأن الإسلام أممي «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وهكذا المشروع الوحدوي القومي العربي يمثل الأساس للوحدة الإسلامية.. كون العرب في المعظم مسلمين والله سبحانه يقول: «إن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون» فأين كانت العلة؟ العلة كانت في التيارات القومية، والإسلامية، والأممية، وتخلفهم السياسي، وحقيقتهم الباطنية أنهم ضد الوحدة.. فضعنا، وضاعت الوحدة وإلا ما معنى أن حزباً واحداً يحكم في بلدين «قطرين» ولم يتوحدا، ويوحدا القطرين، بل إن العديد من الأنظمة العربية تسود فيها النظام الإسلامي.. لكنهم لم يتوحدوا، ويوحدوا أقطارهم، وهكذا.. وظللنا نلوم الاستعمار.. حتى الوحدة المصرية السورية ضربت من خلال تيار عربي، وقوى عربية وإسلامية وتقدمية، وحملنا الاستعمار.. إن القوى القومية والإسلامية والتقدمية هي التي أعاقت المشروعات الوحدوية وحققت ما يريده الاستعمار دون أن ندري أو تدري.. وهي وراء كل ما تعيشه الأمة العربية والإسلامية من فقدان الوجود والضعف والتخلف. اليوم صرنا «التيارات العربية والإسلامية والأممية» أسوأ حالاً مما مضى.. لقد تخلت هذه التيارات عن مشاريعها وأصبحت تبحث عن دويلات مذهبية وطائفية، وعرقية وتخدم المشروع الاستعماري الصهيوني على حساب الشعب العربي، والأمة الإسلامية.. إنه وضع عربي إسلامي مزري!