العالم اليوم يحتاج إلى نظام عالمي متعدد الأفكار والقوى.. فالعقدان الماضيان أثبت القطب الواحد فشله في إدارة العالم وفشل نظريته “النظام العالمي الجديد” أو ما يسمى اختصاراً “العولمة”. إن التجربة مع النظام العالمي الجديد “العولمة” مريرة جداً، وقاسية لأن ممارسة وسلوك “العولمة” سلوك وممارسة طغيان عدوانية أشاعت الفوضى في العالم، وتهدد الأمن والسلام الدوليين وخربت الاقتصاديات الدولية، وكل ذلك تحت تأثير نزعاتها الشيطانية الابتزازية العدوانية. لهذا فإن نشوء عالم “متعدد الأقطاب” أصبح ضرورة تقتضيها حاجة العالم إلى السلام والاستقرار، وإعادة صياغة النظام العالمي، وتشكيل مؤسساته على أساس مهني، وهي مسئولية القوى الكبرى في العالم مثل “روسيا الاتحادية، جمهورية الصين الشعبية، جمهورية الهند، البرازيل” هذه القوى بإمكانها تشكيل تحالف عالمي جديد يعيد التوازن للعلاقات الدولية، ويعمل على إعادة صياغة النظام العالمي الجديد لخدمة البشرية، وتحقيق العدالة الدولية. روسيا الاتحادية، والصين بمواقفهما في مجلس الأمن الدولي وفي المجلس الدولي لحقوق الإنسان إنما يأتي من نيتهما وكذا رغبتهما في إعادة الاعتبار للعدالة الدولية، ورفضاً وإسقاطاً للظلم الذي طغى وهيمن وسيطر خلال العقدين الماضيين من قبل الولاياتالمتحدة، والغرب الأوروبي “فرنسا بريطانيا”. روسياوالصين هما الجديرتان بتحرير النظام الدولي وهيئته ومؤسساته من الهيمنة والاستغلال الإمبريالي الغربي، وإعادة التوازن للنظام العالمي، وإعادة بناء مؤسساته، والعمل على أن تكون كوادرها اختصاصية مهنية تعمل تحت إدارة أممية مستقلة لا يحكمها إلا الميثاق والقانون الدولي.. ويقتصر التمثيل السياسي في النظام الدولي الجديد على الجمعية العمومية.. وعلى كل العالم المستضعف الذي يعاني ويقاسي من هيمنة وظلم وعدوان القطب الواحد أن يلتف حول روسياوالصين ويوطد علاقاته معهما لإنتاج عالم جديد متعدد الأقطاب.