السرطان من الأمراض الخبيثة من ناحية تأثيره على الجسد وخطورته، ومن ناحية أنه يحتاج إلى تكاليف كبيرة لعلاجه والاستشفاء منه إذا كان مازال للمريض بقية من العمر، لأن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى. كلنا نحسّ بمدى استشرار «السرطان» في اليمن بين الأطفال والكبار، فإذا تمّت مقارنة بين بلدنا وبلد آخر من البلدان التي ينتشر فيها هذا المرض الخبيث لوجدنا نتيجة المقارنة تؤكد أن انتشار المرض في بلادنا نسبته عالية ومخيفة، وإلى حد الآن مازالت التشخيصات في بلادنا تشير إلى تلك التشخيصات التقليدية «القات وسمومه الشمة السجارة والمداعة والشيشة وما شابه هذه الولع» مع أن المجتمع اليمني يتميز بنسبة عالية من السكان ممن يستخدمون هذه الولع، بل هناك كثيرون ممن يستخدمون أكثر من ولعة من هذه الولع، وأقصد بالولعة «العادة الإدمانية في تناول القات، والسجارة، والشمة، والنارجيلة، وكذا الشيشة» بل هناك من يتعاطى مع أكثر من واحدة من هذه المواد في آن واحد. وحسب علمنا ومعرفتنا معظم هؤلاء يتمتعون بصحة جيدة.. بينما هناك آخرون ممن يصابون بالسرطان لا يتعاطون أية واحدة من هذه المواد الذي يشاع أنها سبب رئيس في الإصابة بالسرطان.. وخذوا الأطفال الذي يعاني منهم عدد كبير حسب التحقيقات الإعلامية من مرضى السرطان.. مع أنهم لم يتعاطوا بتاتاً إحدى هاتيك العادات المتهمة بأنها سبب رئيس للإصابة بالسرطان. على أيٍّ نلاحظ أن هناك العديد من البرامج الإعلامية المختلفة التي تركز على مرضى السرطان لاستثارة عواطف الناس تجاه المرضى لمزيد من التعاون مع هؤلاء، ولا أدري لماذا لا يبحثون مع المراكز السرطانية عن تمويلها وتوفير الإمكانات لها.. علماً بأن هناك اليوم جمعية خاصة بمرضى السرطان، ونعلم أيضاً أن تبرعات هائلة قد تم جمعها من فاعلي الخير، وأن هناك نحو عشرة ريالات بعد كل علبة سجائر لصالح مرضى السرطان.. وهذه المصادر كافية لمواجهة احتياجات مرضى السرطان في الداخل والخارج.. فما يُجنى من السجائر يومياً يبلغ عشرات الملايين.. فأين تذهب؟! ولماذا نظل نتباكى على مرضى السرطان؟!