آن للقصيدة أن ترسم قافيتها الخالدة .. آن للوردة أن تدرك عطرها .. آن للضحى أن ينبلج عن فتنة أحلامه وقدسية مسافاته .. وإنّ وطناً لا تسكنهُ البشرى أضغاث متاهة . آن للوعةِ أن تستكين .. والرجفة أن تلين .. والوعد أن ينقضي .. والحلم أن يرفل .. والصبر أن يروب .. والأمان أن يصافح القلوب .. والفتنة أن تخمد .. والجراح أن تتبدد . فيا وطني المعفّر بحبر الهواجس .. من ذا يبارح الحلم المسكون بعاصفة الوعد الاجمل ! من ذا يسكن الغيم وهو يهمي درراً روحية مناطة بكل ما حجبته الأنامل عن مكنون الفؤاد! من ذا يعاقر الليل نديماً .. والصباح ميلاداً يتيماً .. والمدى يستشّف كل لواعج الأمل المبذور في الضلوع! تلك حقيقة الزهو الغائب وهو يستعصي على الذاكرة فيفتت كل مواعيد الانتظار على طاولة الصمت .. وآهٍ كم يرهقني السطر الأخير من القصيدة .. حين تدركني القافية قبل أن تنضج في دمي الحشرجات . وما بين شطري القصيّ والأدنى ثمة جزرٍ ومدٍّ يُشعرني بساعة الخلاص .. فأحبس أنفاسي صُراخاً متكوّماً لا يحمل سوى إسمك . هكذا نحن .. نحب لنفقد .. ونحيا لنموت .. ونغني لنبكي .. كل ذلك يحدث لتغافلنا الحياة بسخريتها الماجنة . ودائماً يا وجعي المرير .. أحدث قلبي عن بارقة الظل .. وغيمة المنفى وهي تسّاقط وعداً فاضلاً لا يُبقي في ذاكرة الصحو إلا ما أورثه حدائك ذات مشيئة . فحين خطونا على الماء .. وحدثتني أنفاسك العجلى ذات صباح .. تماماً بتوقيت حشرجةٍ مشنوقةٍ بأطلالِ الحكايا .. وهي تتصدر جريدة اللهفة .. أدركتُ كم نحن بائسَين في رحم القصيدة .. تلك القصيدة التي لم تكتبني بعد , لكنها تدرك قافيتي جيداً. [email protected]