ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ميلاد اليمن الجديد يمن الحرية الذي تخلص من الفقر والمرض والجهل واحتكار السلطة، لأنها فتحت أبواباً واسعة أمام أبناء اليمن ونقلتهم من العزلة المفروضة عليهم إلى الانفتاح على العالم، ومن الجمود إلى الحركة التي مكنت الإنسان من الإبداع. إن الحديث عن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر حديث عن حياة جديدة في يمن جديد تحرر من الاستبعاد والإذلال وشق طريقه نحو الحرية والآدمية والإنسانية، حديث عن تغلب الإنسان على معوقات الحياة الطبيعية والبشرية التي جعلت أبناء اليمن قبل الثورة معزولين عن بعضهم البعض يعانون الفقر والمرض والجهل، ومعزولين عن العالم الخارجي يكابدون القهر ويكتمون الغيض. إن الشرارة الأولى للثورة اليمنية التي انطلقت في 26سبتمبر 1962م بمثابة المصباح الذي بدد ظلام الجهل والاستعباد وحرر الإنسان اليمني من الخرافة والشعوذة وأضاء دربه نحو العلم والمعرفة والتحرر من الاستعمار البريطاني الذي جثم على جزء غال من الوطن عندما انطلقت الشرارة الثانية للثورة من جبال ردفان في 14أكتوبر 1963م لتعلن استعادة السيادة الوطنية المغتصبة ليعم النور الذي انطلق من مشكاة الثورة تراب الوطن اليمني المقدس، ويدرك العالم بعدها قداسة التراب الطاهر الذي تحدث التاريخ عنه ومدى تجذره في أذهان اليمنيين وذاكرة الشعب الذي احتفظ بالقداسة والكرامة والحرية. إن وهج الثورة السبتمبرية والاكتوبرية يزداد وهجاً عندما ينطلق اليمنيون الأحرار صوب تحقيق الأهداف الاستراتيجية للثورة اليمنية، فقد زاد وهج الثورة عندما أجبر اليمنيون المستعمر البريطاني على الرحيل وطهروا قداسة الأرض من دنس المستعمر في 30نوفمبر 1967م، واكتمل الوهج الثوري عندما تمكن اليمنيون من إعادة لحمة الوطن في 22مايو1990م، وكلما تم إنجاز زاد الوهج ألقاً وبهاءً، ونحن اليوم نحتفل بالعيد الذهبي للثورة الخمسين نحتفي بانتصار الثورة على المؤامرات التي حيكت ضد اليمن لإعادته إلى ماقبل 26سبتمبر 1962م نحتفي بقوة الارادة الشعبية التي اعتصمت بحبل الله وحافظت على الشرعية الدستورية والتداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية ونحتفي بتجاوز المؤامرات التدميرية التي خطط لها أعداء الوحدة والديمقراطية والإنسانية ونحتفي بالإنطلاق صوب مرحلة جديدة من الحياة السياسية الأكثر إشراقاً بإذن الله.