كثيراً ما تتوالى علينا المكتشفات في الكون، أرضاً وسماء، ومياه، فتسبح لله الخالق العظيم، دون أن نفكر في أنفسنا وما تحتويه من معجزات لا يمكن على الأقل اكتشافها، لكن دعونا نفكر في الأشياء المادية المنظورة مثل “الرأس” وما يحتويه من “عيون تبصر، وأنف يشم، وأذنين تسمع، وفم يتذوق، وأطراف تلمس وتتعرف” ثم تأتي إلى قمة الرأس الجمجمة وفيها “الدماغ” أو “المخ” أو “العقل” هذا الذي لا يزيد حجمه عن كف اليد.. وهو المركز الذي يستقبل من كل الحواس المعرفية، ويقوم في أداء دوره في غمضة عين، في طرفة عين أو أقل يحلل، ويقرر، ويصدر الأوامر، والمعلومات، وردود الفعل.. بقية الحواس مشتركة بين الإنسان وكل الحيوانات، والعقل كذلك، لكن العقل عند الحيوان ليس هو العقل البشري لأن الفرق هائل جداً، وإذا قارنا فإن المقارنة هي بين الشيء، واللا شيء، أو بين شيء محدود، وشيء لا محدود أو بين تافه، وعظيم، أو أعظم.. فالعقل البشري لأقرب لكم المسألة هو وراء كل التحولات في العالم.. فانظروا حولكم، وانظروا إلى ما تشاهدون وتسمعون من تطور وتقدم، وإذا سألتم أنفسكم من الذي يقف وراء ذلك سيكون الجواب أنه العقل “البشري” العقل الذي هو هبة الله للإنسان، وقد استغله الإنسان استغلالاً عظيماً، حتى وصل من خلاله ليس لاكتشاف بيئته، ولكن لاكتشاف الكون، والخروج عن كوكب الأرض نحو الكواكب الأخرى، ومع ذلك لم يكتشف الإنسان هذا عقله، ولا روحه، ولا النفس أي أنه مازال عاجزاً عن اكتشاف مكونات إنسانية فوق مستوى قدراته، بل رغم اكتشافه للعين، والأنف وغيرها إلا أنه لم يستطع اكتشاف أسرارها، وأن يصنع مثلها عيناً تبصر وأنفاً يشم، ولساناً تتذوق، و.. و.. الخ، لأن معجزات الله في الإنسان مازالت أعظم، وفوق القدرات البشرية التي وصلت إلى غزو الفضاء في حاضرنا، وعصرنا. ومع ذلك فإن الإنسان لم يتوقف فبعد وصوله الفضاء، هاهو يبحث في كيفية صناعة طائرات، وفنادق، ومدن في الفضاء، وعلى سطح القمر، ورغم تكلفة نفقات ذلك الباهظة.. فإنه يحاول أن تكون الرحلة للراكب أو السائح من الأرض عشرة آلاف دولار، فيا لعظمة هذا المخلوق، وسبحان الله “الخالق”. طبعاً أن أتكلم عن الإنسان الذي استغل واستثمر عقله، وليس الإنسان في بلاد العرب والمسلمين حيث تعتبر هذه “النعمة الإلهية” محدودة غير مستغلة.. لأن الجميع مشغولون بالاقتتال فيما بينهم من أجل السلطة، الجميع يريدون أن يكونوا رؤساء وحكام وملوك وسلاطين وولاة أمر، فلا يفكر من يدعون العلم بالبحث والدراسة والتجربة كل في مجاله، ويتكامل فيما بينهم على الأقل لتحسين حياتنا وإثبات وجودنا على الأرض.. فماذا نقول؟ حول ولا قوة إلا بالله. رابط المقال على الفيس بوك