كأننا على موعد معه لكي نكون فيه أو لا نكون وكأنه على موعد معنا لكي تكون أيامه فينا غيثاً من الود والمصالحة الوطنية يروي تجاعيد أحلامنا ويغسل عنا غبار معاناة الأزمة وعذاباتها الفارقة في حياة شعبنا طوال أيامها وشهورها الماضية.. إنه العام الثالث عشر من الألفية الثالثة الذي يأتي محفوفاً بالأمل ولكنه الامل المحفوف بالخوف والقلق مما تخبئه لنا قادم الأيام نقول ذلك لأن التفاؤل الذي غمرنا بالمبادرة والتوقيع عليها شابته الكثير من لحظات القلق على مستقبل الوطن إثر التجاوزات والمماحكات والمكايدات التي أعقبت التوقيع وبدأ العمل بمقتضاها ونسأل الله تعالى ألا يشوب فعاليات العام 2013م أي شائبة وتكون النتائج لمصلحة الوطن والمواطنين وإننا على أمل في الله كبير أن تتصدر فعاليات هذا العام “المؤتمر العام للحوار الوطني” المقرر عقده في فبراير القادم بإذن الله تعالى وأن تغمرنا هذه الفعالية التي نتطلع جميعاً من خلالها إلى بناء مستقبل جديد ان تغمرنا بالجلوس النقى الفكر والوجدان على مائدة الحوار الوطني القادم، وأن يخرج المتحاورون علينا بثمرات طيبة ينتظرها الشعب ناضجة مفيدة تؤتي أكلها كل حين. على درب الغد المنتظر .. إنه بالفعل عام استثنائي بكل معاني الكلمة عام بحجم آمال وتطلعات وطن عاش تجربة فارقة في تاريخه المعاصر، وكلما اقترب موعد انعقاد مؤتمر الحوار ارتفعت درجة أهمية هذا العام الذي جاء 2013م لدرجة صار الهاجس الذي يشغل حيزاً كبيراً في تفكير الأمة اليمنية التي عقدت العزم بمختلف فئاتها الاجتماعية على خوض تجربة الحوار بروح وطنية مسئولة وصولاً إلى تحقيق الأهداف المليئة بالخير إن شاء الله، لهذا الوطن والشعب حاضراً ومستقبلاً.. ولأنه العام 2013م كذلك فإن الكثير من المؤشرات التي تلوح في الأفق توحي بالانفراج النهائي لأزمة الوطن الخانقة عبر طاولة الحوار القادم إن شاء الله تعالى الأمر الذي سوف يسطر هذا العام بحروف خالدة في ذاكرة الأجيال اليمانية المتعاقبة لأسباب عدة أهمها أنه عام الحوار الذي يتوقف على نجاحه مستقبل الوطن وهنا لابد أن نسجل وبشفافية متناهية دعوتنا لكل الأطراف المعنية بالحوار القادم ومن يقع على عاتقها كامل المسئولية تجاه هذا العمل الوطني ونقول لها اتقوا الله جميعاً في هذا الشعب والوطن وكونوا كقلب رجل واحد في معركة الحق ضد الباطل والخير ضد الشر والولاء وصدق الانتماء ضد الخيانة والارتزاق والصالح العام ضد المصالح الخاصة والضيقة والإخاء ضد العداوة والمحبة والتسامح ضد الحقد والضغينة والتصالح والاتفاق ضد الاختلاف ليتنفس بكم الوطن صعداء المعاناة ويدخل عبر بوابة العام 2013م آفاق البناء والأمن والاستقرار بإذن الله. ان التاريخ أيها القادمون إلى الحوار بنوايا سيئة أو خبيثة لن يرحمكم كما انه سوف ينصفكم كثيراً ان أتيتم بنوايا حسنة وقلوب صادقة وأرواح وطنية خالصة.. وان كل من سوف يستمر في افتعال المعقوات أمام مسيرة الحوار الوطني الجاد لغرض في نفس يعقوب فإنه مفضوح لا محالة وعندها سوف يكون شاذاً وخارج ذاكرة التاريخ فليكن عام 2013م عام التنكر للذات المريضة والمغرورة وليكن الحوار بسملة جديدة للدخول إلى فضاءات مستقبلنا الأجد.. وإننا على يقين كامل بأن الحكمة اليمنية لن تغيب في مثل هذه الفعالية ولسوف تفرض بها حقيقتها على مجمل النشاط الحواري بين أبناء الأسرة اليمنية الواحدة والوطن اليمني الواحد أرضاً وأمجاداً وتاريخ حياة..وإذا كان الحوار الوطني في معناه ومدلولاته هو الوجه الحضاري لليمن ممتداً عبر القرون فإن ابطال اليوم هم فرسان الحاضر في انتصاره بالحكمة والإيمان والروح الوطنية وصناع المستقبل المنشود بكل آماله وطموحاته ..فقط ان صدقوا بإذن الله تعالي ولابد ان يصدقوا فقد حصحص الحق ولابد مما ليس منه بد. رابط المقال على الفيس بوك