تعز تلك المدينة القابعة عند سفح جبل صبر عانت وتعاني الكثير هذه الأيام من المشاكل, فإلى جانب الحالة الأمنية المزرية التي تسود المحافظة وشبه غياب للخدمات الأساسية المرتبطة بالمواطن وبشكل أساسي المياه,والصحة وهو ما أدى إلى تفشي الأمراض القاتلة نتيجة لتكدس القمامة في الشوارع والأزقة والحارات وطفح المجاري نتيجة لسوء التخطيط وزيادة عدد السكان في المدينة بسبب الهجرة العكسية من الريف للمدن لقلة الأمطار وندرة الخدمات الصحية والمعيشية الأخرى كل هذا شكل صعوبة في الحياة الريفية.. تعز تئن وتتألم لما تعيشه هذه الأيام من جور وتعسف وتدمير وتخريب لبنيتها التحتية وتشويه لوجهها الحضاري الجميل,فخلال سنة تم محو الحياة السلمية الحضارية والثقافية للمدينة واستبدلت بكل ما هو قبيح ومزر فملئت شوارعها بالمسلحين وقاطعي الطرق والقتلة المجرمين وناهبي المال العام والفاسدين من فلول ومرتزقة وعصابات ومليشيات مسلحة جلبت للمدينة الهادئة الحالمة من خارجها ليعيثوا فيها فساداً وقتلاً وتدميراً وانتقاماً من هذه المحافظة, بغية تركيعها وإذلال أبنائها لأنهم الرواد في التغيير الثوري منذ القدم, الذين لا يطيقون الظلم والقهر واستبداد الإنسان لأخيه الإنسان ويحملون مشروع التغيير لكل اليمن الأرض والإنسان .. تعز تصرخ وتنادي ولا مجيب,حتى أبناءها صموا أذانهم عنها ,تركوها لوحدها تصارع الذئاب ومصاصي الدماء وعديمي الضمير والخارجين عن القانون الواقفين حجرة عثرة أمام الغد المشرق الذي طالما حلم به اليمنيون وتطلعون إليه.. تعز لأنها ثورية ملأها الأثوار.. أعيدوا لتعز ابتسامتها الجميلة، أخلوا تعز من مسلحيكم ونظفوها من أوساخكم, أبعدوها عن معارك مصالحكم الوسخة والأنانية وتقاسمكم المقيت, ومخططاتكم التآمرية, أوقفوا انتقامكم الهمجي والغير أخلاقي منها ومن أبنائها فهي لم تسيء لأحد,بل بالعكس كانت الأم الحنون لمن لا أم له, وهي معقل الثوار وقلعتهم الحصينة ومنها انطلقوا لدك الإمامة الكهنوتية وقهر وطرد الاستعمار البغيض وإسقاط نظام التوريث , وقدمت التضحيات تلو التضحيات,وهي منبع رجال السياسة والدين والثقافة والعلم والأدب والاقتصاد.. تعز هي وأبناؤها، قدموا الكثير بكل سخاء ولم يحصلوا مقابل ذلك إلاّ الإقصاء والتهميش والظلم والقهر العسقبلي.. اليوم تعز تعيش هكذا واقع مرير نرى العجب العجاب من قبل بعض أبنائها، المغردين خارج السرب مع الأسف وهم يعدون العدة ويشمرون السواعد لتدشين تعز عاصمة لثقافة الجمهورية اليمنية بعد أن دمرتها ثقافة الفيد والفساد والحقد الأعمى وبدون خجل ينشطون في هذا المنحى وهم أنفسهم يعملون قبل الملايين من أبناء تعز أن ما يفعلونه مجرد دجل ووهم وزيف وخداع معتقدين بذلك ومن ورائهم بأنهم قادرين على إعادة ثقافة التغيير والتجديد إلى الوراء والتي تتناقض جملة وتفصيلاً مع ثقافتهم المقيتة التي تحاول جاهدة إعادة إنتاج الظلم والاستبداد والتهميش والإقصاء من جديد بلون وشكل جديد,غير مستوعبة بأن مجتمع تعز الريف والمدينة بات اليوم أكثر من أي وقت مضى راسخاً ومترسخاً بثقافة الثورة الشبابية الشعبية السلمية وعلى مستوى كل فرد وأسرة وقرية ومنطقة في هذه المحافظة الثورية النضالية التي تريد يمناً جديداً خالياً مما يعتمل اليوم مما كان ومازال من إرث الماضي الذي دفع ثمنه شعبنا غالياً,نقول لمن لا يريد أن يفهم بأن تعز ستظل بشبابها ورجالها ومفكريها ومثقفيها هامة شامخة لن تنحني لأيٍ كان ومهما كان إلاّ لباريها ولإرادة أبناء اليمن من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها في الثورة وبناء اليمن الجديد الخالي من كل أشكال الظلم والقهر الناجم عن القبلية والمناطقية والمذهبية والجهوية والفساد والإرهاب,وفي هذا كله تكمن إرادة التغيير وقلبها النابض تعز. رابط المقال على الفيس بوك