لم تتضح معالم الطريق بعد .. ولم نصل إلى نتيجة حقيقية تليق برائحة دماء شباب اليمن .. ولم يقتنع أي طرف بالنجاح شبه الكامل لشروره أو لخيره .. غير أن بعض الأطراف السياسية بدأت فرز النتائج مبكراً وبشكلٍ لا يبشّر بخير. ففي كل يومٍ نسمع عن إقصاءات واستهدافات وتصفية حسابات مع فلان أو علاّن رغم كفاءته, وذنبه الوحيد أنه ليس من تلك الفئة التي استحوذت على مخرجات ثورة الشباب المصفودة .. ونرى محافظات أخرى قصيّة أو كانت مقربة وقد أصبحت في أسفل درجات الاهتمام أو الالتفاف المبالغ فيه .. وكل ذلك يعود لرضا الشلة أو عدم رضاهم. إنّ ما أفرزته الثورة المنقوصة قسراً والمُتكالب عليها من مختلف المخالب المكشّرة عن قُصر فهمها للواقع .. واستجابتها الساذجة للانفعالات والحسابات الشخصيّة .. يجعلنا أمام محكٍّ خطير يدفع بالقلوب الوجلة لارتكاب أبشع الانتقام من الجميع .. ولهم في ذلك كل ما يمنحهم شرعية الاستماتة لأخذ حقوقهم بأيديهم بعد أن شبعت حناجرهم صراخاً .. وتقطعت أحذيتهم فوق سياط الشوارع وغبار السيارات الفارهة وهي تمرق من عيونهم قهراً .. لكنّ سهام أدعيتهم تمرق للسماء وتصل قبل أن يستردّ الظالم ضحكته في مقيل أوهامه ومؤامراته الدنيئة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك