بعد مرور “51” عاماً من قيام الثورة اليمنية.. في أيلول سبتمبر عام 1962م وحتى اليوم هذا الذي تسير فيها يمن الثورة في عامها ال”51” والشعب يعيش في سبات عميق، يأكل شعارات ويكتسي بيافطات وأناشيد ويسرب هتافات ،وينام ويصحو على خطابات وصحف ومجلات وإذاعات و”تلافز” تغشه وتكذب عليه، وتضلله وتمجد وتبجل وتعظم المسئولين وتقلب سيئاتهم حسنات، وفشلهم أناة وروية وحلم وتبرر أخطاءهم وتتحذلق في طرحها، وتناور في شرحها إلى حد أن ارتكابها يتحول إلى حكمة قيادية لولاها لكانت السماء سقطت على الأرض، ووقعنا في كارثة لا تحمد عقباها.. هكذا خدر الشعب ونوم إلا من التصفيق، والهتاف، والمسيرات، دون أن يدري أن هؤلاء.. هم من يطحنونه طحناً، بعد أن استولوا على السلطة والثروة، واختصوا بها أنفسهم، وأبنائهم وأحفادهم.. بينما الشعب الطيب ما زال يرزح تحت وطأة الفقر، وسوء التغذية، وانعدام التطبيب والعلاج، ويعاني من البطالة وعدم تكافؤ الفرص في التعليم، والعمل ويعاني من الظلم، والتمييز والتفرقة ويفتقر إلى الخدمات الصحيحة اللازمة، وتدهور التعليم، وتخلف الإدارة، والفساد في كل مؤسسات الدولة “ تنفيذية ، تشريعية، قضائية”. إن الشعب اليمني الذي “قطرنه الإمام” ما زال على نفس المنوال وبدلاً من “القطرنة الإمامية” ها هم يخدروه “بدمقرطته” هذه الدمقرطة التي لم تغير من حياته إلى الأفضل والأحسن، بقدر ما زادت حياته سوءاً وبؤساً.. فالديمقراطية لم تستفد منها سوى القوى النخبوية على مر الزمن.. فالديمقراطية لم تحل مشكلاتهم في تقاسم السلطة، أو في المحاصصة وعليه يمضون من أزمة إلى أزمة.. وكلما إئتزموا كلما جنى الشعب ويلات وبلاوي ومصائب أزماتهم هو الذي يجوع، وهو الذي يزداد بطالة، وهو الذي يزداد فقراً، وخوفاً وهو الذي يسيل دمه بينما المأزومين لا يدفعون أي ثمن لأزماتهم.. بقدر ما يدفع الشعب، وهم أي النخب المأزومة يزدادون ثراءاً وراحة، ونعيماً .. ورغم أن الشعب يعرف أن هذه النخب والانجرار وراءها لم يحقق له أحلامه في الحياة الحرة الكريمة. إن النخب التي تعاقبت على حكم الشعب عبر خمسة عقود من الزمن أوجعت البلاد، والعباد سواء حكمت بالانفراد، أو بالتقاسم أو بالمحاصصة.. كشفت أنها لا تمثل الشعب ولا تهتم بطموحاته، وأحلامه.. بقدر ما تستغل فترات حكمها لبناء وتنمية نفسها.. وهي معروفة “النخب الحزبية، النخب القبلية ، النخب الأسرية، النخب الدينية، والنخب الطفيلية” وغيرهم ممن يعمل موظفاً معهم في إدارة مفاصل ومؤسسات الحكومة ، كعزبه ناهيك عن النخب المثقفة التي تنظر لهم وتضلل الشعب، وتنومه مغناطيسياً بما يسمى “الديمقراطية الكاذبة” وإلا ماذا يعني أن تسرق هذه النخب السلطة، والثروة وتتوارثها أو تورثها لأولادها وأحفادها كل واحد يسلم الراية لمن بعده والشعب مسكين مخدر يصفق ، ويهتف.. وها هي نفس النخب تذهب للحوار الوطني لتعيد إنتاج النظام بصورة جديدة والشعب ما لوش دعوة يتضور جوعاً وفقراً وينزف دماً، بينما النخب تعود لسرقة السلطة من جديد: فمتى يستقظ الشعب؟! رابط المقال على الفيس بوك