تحل علينا الذكرى الخامسة والستون لنكبة فلسطين.. نكبة العرب الكبرى والأولى في 15/ 5/ 1948م حين أعلن عن إنشاء قيام دولة “إسرائيل” عقب انسحاب بريطانيا وإعلانها انتهاء انتدابها على فلسطين.. تحل هذه الذكرى أو لنقل المأساة المتجددة وحال أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج يرثى له للعدو قبل الصديق.. نكبات ونكسات متلاحقة منذ النكبة الكبرى.. منذ أن ضاعت فلسطين أولى قلاع العرب تسقط في براثن الاستعمار.. استغاثت.. صرخت ولكن لا حياة لمن تنادي.. فضاعت فلسطين وضاعت القدس.. فضاع العرب جميعاً.. ضاعوا يوم أن طلب الشهيد عبدالقادر الحسيني من العرب أن يمدوه بالسلاح والعتاد لمواجهة العصابات الصهيونية.. ولكن العرب خذلوه وخيبوا أمله فجمع أصحابه وجنوده ودافع عن القدس فنال شرف الشهادة في معركة “القسطل” ومن يومها شهدت فلسطين أكبر عملية تهجير وتطهير عرقي وطرد جماعي للأسر الفلسطينية فدمرت العصابات الصهيونية القرى.. وجرفت الأراضي الزراعية وشُرد السكان وعاشت دماراً وفساداً وما زال التهجير متواصلاً حتى اليوم.. في ذكرى النكبة ..65 ذكرى مؤلمة محزنة.. قديمة جديدة.. فمنذ 65سنة والقضية الفلسطينية حالياً، بعد أن كانت قضية العرب المركزية سابقاً تمر بأصعب مراحلها.. في ظل الوضع العربي المنقسم والمنكفئ على نفسه وحالة الضعف والهوان الذي تمر به الأمة العربية.. وفي ظل الخلافات والانقسامات في الداخل الفلسطيني نفسه وهو ما انعكس سلباً على النظام العربي.. ولم يستطع أن يقدم حلولاً لقضية فلسطين، سوى تقديم التنازلات تلو التنازلات ومبادرات السلام العربية والتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني.. مقابل السلام والعودة إلى أراضي وحدود 1967م والتي هي نكبة أخرى بحق فلسطين، حيث أحتلت إسرائيل ما تبقى من القدس، والجولان السورية، وسيناء المصرية.. فعادت سيناء باتفاقية “كامب ديفيد” ومن حينها حُيد النظام المصري وأبعد عن قضية العرب فلسطين، وكذلك فعل مع الأردن.. وبقيت الجولان.. والآن في ظل المفاوضات يتحدثون عن إقامة حل الدولتين.. دولة يهودية وفلسطينية على حدود 1967م... أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية ولم تستعد الأرض.. نكبة جديدة بحق فلسطين. في ذكرى النكبة حال العرب يزداد سوءاً وانقساماً وخذلاناً فلا أمل يلوح في الأفق يبشر باستعادة الأرض السليبة، والمقدسات الإسلامية المنتهكة حرمتها يومياً على مرأى ومسمع العرب والمسلمين.. في ذكرى النكبة.. آلامنا لا توصف، ليس على فلسطين وحدها فهناك دول عربية تشاركها النكبة.. فكما أضعنا القدس.. أضعنا العراق وعاصمة الرشيد “بغداد”.. غزاها الغرب وأمريكا بتواطؤ عربي ودمروا أرض الرافدين وحضارة آشور وبابل.. وسلخوه عن محيطه العربي، واليوم أصبح ميدان حرب أهلية مذهبية.. وسوريا أُدخلت في حرب استنزاف داخلي بين النظام السوري والثوار.. بعيداً عن صوابية كل طرف. وحتى عندما جاءت انتفاضات الشعوب العربية ضد الظلم والاستبداد، كان الأمل يحدونا في إبراز نكبتنا الأولى (فلسطين) ودعمها وتحريرها.. لكن الدور العربي تراجع وخاصة دول “الربيع العربي” فكل دولة منشغلة بأوضاعها الداخلية.. وتنشد الأمن والاستقرار.. غاب الدور العربي القومي الجامع لاحتضان العرب جميعاً فحضرت المشاريع الصغيرة والمذهبية، وحضر الخارج و الأقليم، وتدخلوا في شئوننا الداخلية.. ولم نعد عرباً تجمعنا قضيتنا “فلسطين” المركزية، بل غدونا أعراباً.. كل قُطر بمشاكلهم وتفرقتهم يبحثون.. فبين 15مايو 1948و15/مايو 2013م.. 65نكبة ونكسة عربية وفيهما أضعنا فلسطينوالعراق والصومال ولبنان.. وعلى نفس الدرب نضيع سوريا.. أفيقوا يا عرب.. فماذا فعلنا منذ 65سنة.. غير المزيد من الخذلان والضياع للأرض والمقدسات.. رابط المقال على الفيس بوك