في كثيرا من الأوقات نحتاج الى تمرير كثيراً من المواقف، فقط لأننا تريد ذلك، ودون التعامل مع أسئلة الغير المعتادة التي تجرد الآخر من إنسانيته. نمررها مهما كانت أحياناً مؤذية لمشاعرنا, أو موجعة لدواخلنا، والسبب أننا لا نريد أن نعاتب من لا يستحق العتاب, أو نلفت انتباه من لسنا في حاجة إليه. ونحن نتصفح مثل هذه اللحظات، وما تليها من لحظات عادية خالية من أي توتر، أو صدام مع النفس، أو ضيق، أو غضب، نشعر بأننا قادرون على اجتياز كثير من المواقف، وعدم التوقف أمامها، مهما كانت صعوبتها في ظل أن مثل هؤلاء الأشخاص لا يعنون في المستقبل شيئاً. حتى وإن بدا ذلك غير واضح في الزمن الحاضر. ويظل الأجمل والأروع هو قدرتنا على التخلص من كثير من المظاهر التي تدفعنا إلى الضغط على أعصابنا, والانغماس في مواقف لا نتحملها وقد تسبب لنا الكثير من المتاعب ... وبعيداً عن الانتصار للحياة البسيطة الغير معقدة، فإن مشاغل الحياة نفسها تدفعنا دائماً للتمرير وعدم التوقف لنتمكن من الحضور داخل الحياة نفسها بأحاسيس متيقظة وسليمة، وحيوية، وغير مستنسخة من الآخرين، على اعتبار أن جوهر الحياة إنساني، يتجاوز التراكمات المتعددة، ويكسر إيقاع السجن داخل قوالب من صناعة الآخرين، فكل إنسان متفرد بذاته، وحقيقته وتعامله. مهما حاول الآخرون سحبه إليهم، ومهما حاول هو أحياناً الذوبان داخل من حوله، إلا أن حقيقته تظل هي الأقوى ، وهو القادر على اختيارها دون أن يؤثر عليه الآخرين... رابط المقال على الفيس بوك