بعد أن انتهت أيام العيد, وذلك الانغماس في جو العائلة والأهل والأصدقاء, وانتهاء ذلك الصخب والضجيج الجميل, نكتشف أن كل شيء حولنا لم يتغير كما كنا نظن, وظل كما هو رغم أننا رأيناه أيام العيد بصورة مختلفة, فالوجوه هي نفسها والمكان لم يتغير شيء من ملامحه التي تعودنا عليها طوال أيام السنة, ليزداد عندنا الإيمان أننا نحن من جملنا الحياة من حولنا رغم أنها ليست جميلة... استمتعنا بالأيام التي غادرت بطريقة ما, ربما تكون غير كافية ولكن كنا سعداء بمتعة من هم حولنا...سعداء بتمسكهم بلحظة فرح طارئة, كيف لا والعيد ينتظرونه عاما كاملا, يأتي بعد شهر العبادة والروحانية المطلقة... في العيد نتمرد على واقع الأيام المعتادة, فنضطر للخروج والتنزه والزيارة وشراء الملابس الجديدة, ونتزاحم على محلات الحلوى, وكأننا لم نتذوقها منذ سنين... نجتمع بأقارب قد نكون منقطعين عنهم منذ عام , فيحلون ضيوفا علينا, وآخرون منقطعون لم يسألوا رغم كل الظروف التي قد تكون مرت بنا, لكننا في العيد نجتمع بهم وكأن شيئا لم يكن, ولا نبحث عن التفسير بل ننشغل بالحياة التي خلقها العيد من احتفائية بالتغيير, ونتمسك بزمامها بعيدا عن التكرار والسلبية التي طالما كانت المصاحب الأول ليومياتنا... ألا تلاحظون انه يمكننا تجاوز أزماتنا في العيد, فنقترب من الآخرين بإرادة العيد وإرادتنا, ولا نشعر بالإحباط المعتاد, فنشعر بقوة التغيير وصداه داخل أنفسنا؟ أعتقد أننا نستطيع أن نعيش الحياة كما نريد طالما جعلنا هناك متسعاً للتغير في أنفوسنا أولا, قبل أي شيء حولنا... وعيدكم مبارك... [email protected] رابط المقال على الفيس بوك