عندما تداهمنا الحقيقة تصبح زلزالاً عنيفاً نشعر بارتجاجه في دواخلنا, لكننا نصر على تجاهلها رغم الكم الهائل من الحقائق المريرة التي نحتار في فتح صفحاتها... الحقيقة أمامنا, لكننا نؤجل الاعتراف بها مع أنه لا خيار لنا إلا هي, فهي الجسر الوحيد الذي لا بد أن نعبره رغم وعورة الطريق وطول المسافة, ومع ذلك نهرب منها ونماطل في ملامستها, ونشعر بأنها جبل ننوء بحمله الآن... قد نشعر بها كل ساعة, بل وتصبح هي مشاعرنا الاعتيادية المؤلمة ومع كل ذلك لا نعترف بها أبداً, مع أن كل من حولنا يحاول أحياناً رسم طريقها لنا, والتي ينبغي أن نضع أقدامنا عليها... يعرضون المشهد أمام أعيننا رغم انضباط أبطاله, لكننا لا نرغب أبداً في مواجهته, ونعتبر كل من يحاول تبصيرنا بالحقيقة متطفلاً يتدخل فيما لا يعنيه رغم العلاقة الإنسانية الوثيقة التي تربطنا بهم... هناك من الأصدقاء من يستخدم المواجهة الحازمة أمام الهارب من الحقيقة...يغلقون كل طرق الوهم, ويسدون عليه كل منافذ الهروب من المواجهة إلا انه يظل متمرداً وهو يحاول الالتفاف على هذه الحقيقة رغم انه لامس الجرح داخله, متهماً الآخر بعدم الفهم وعدم قدرته على اختيار ألفاظه, والتعامل مع حالته بأسلوب أكثر إنسانية ... هو اعتاد على مواجهة نفسه متأخراً, رغم تأكده من اكتمال الإجابات التي ظلت الأسئلة تحوم حولها...يخوض معركته بخطوات مريرة ليصل أخيراً إلى اللحظة التي تحكمه فيها حقيقة المشهد الدرامي... قد يصل للحقيقة متأخراً, وقد يكون خسر معركة كان باستطاعته أن ينتصر فيها, لكن وطالما اعترف بخسارته فإنه يتوجب عليه أن لا يتوقف أمام هذه الخسارة, لأنها ببساطة نهج من مناهج الحياة اليومية التي يجب أن نمر عليها مهما حاولنا تجاوزها... رابط المقال على الفيس بوك