التذمّر صفة عربية خالصة .. وكذلك عدوى الثرثرة في كل شيء .. و«الخروج من المولد بلا حُمّص » كما يقولون . واللغة العربية تشتكي قرف الخطاب وركاكته منذ فتراتٍ طويلة .. وباتت بمنأى عن خطوط السير الحقيقية نحو الخلاص المجتمعي البعيد عن الركض في الأوجاع المترامية . ولأنّ البؤس نهج عربيّ أيضاً .. كان لزاماً على الواحد منّا أن يستفيق كل يومٍ على كوارث لا تُعدّ ولا تُحصى بتوقيعٍ عربيّ لا لبس فيه ولا غموض .. لأننا كعرب مدمنون على القيل والقال وتبرير كل إخفاقاتنا بذات اللهجة الضاربة في فصاحةٍ مزرية وتقعّرٍ باهت .. بتنا محطّ السخرية وعدم الاكتراث من خلق الله بالمعمورة . ورغم كل ذلك فما زال أملي كبيراً في الصحو من سبات الفواجع على لغةٍ عربيّةٍ فاضلة لا تُعنَى بتنميق العبارات بقدر ما تعمل على إعادة صياغة واقعنا المُمتهن بأسلوبٍ مُبسّط يُعيننا على الخروج الآمن من نفق الأحزان المتوارثة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك