« 1 2 » في بلدي يقتل المساكين المساكين؛ وهم يعتقدون أنهم يدافعون عن المساكين، وعن حق الله والوطن؛ أو هكذا يفهمون وهم يغرسون سكاكينهم في النار وقلوبهم دون أن يفقهوا أنهم ينفّذون رغبات أعداء الله والوطن ومصّاصي دماء وثروات المساكين. يقتل المساكين برصاص المساكين، وتختلف بعدها عناوين القتل، مسكين يقتل مسكيناً ب«اسم الله» وهو هنا لم يفعل شيئاً سوى جلب غضب الله، حيث إن الله لم يوكّل أحداً ليقتل ويدمّر؛ بل ليعمّر ويبني ويرحم. يغضب هذا من أجل الوطن فيذهب لقتل طبيب في مستشفى، أو معلّم يعلّم الأولاد أبجديات حب الوطن، أو شرطي مرور ينظّم السير، أو جندي يسهر على أمن الناس، وإنسان بريء أو بائع متجوّل لا ذنب له إلا أنه مسكين يحب وطنه؛ بينما أعداء المساكين والوطن أقنعوا أخاه المسكين أنه «مخابرات لأعداء الوطن يستحق الموت»..!!. وقد يلتقي المساكين بسيوفهم؛ فيقتل بعضهم بعضاً دون أن يسألوا أنفسهم: لماذا قتلوا إخوانهم؛ ودون كلمة ندم أو دون أن يقولوا بعد قتلهم: «يا وليتاه» أو يبحثون عن شيء يوارون به سوآت إخوانهم؛ فيبكي الوطن دماً ودموعاً وهو يتلقّى طعنة في خاصرته باسم «الدفاع عنه» بينما أعداء الوطن يفركون أيديهم فرحاً في حفل مشترك وعاهر يقيمونه مع أعداء الله. يتوجّه هذا المسكين ليقتل من أجل الانتقام من القتلة والظلمة؛ أو هكذا قالوا له؛ فيقتل ممرضة تداوي مريضاً، أو عاملاً ينظّف الشارع، فلا يصيب سوى المظلومين والمقتولين بمزيد من القهر والظلم والقتل؛ بينما القاتل والظالم يبتسم وهو يشاهد القاتل والمقتول في ثلاجة الموتى، ويرى أن كلهم أغبياء يستحقّون الموت من أجله هو، ويتبعها بصرخة: «كلهم حثالة»..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك