لم تعد سياسة الحشد الشعبي ،والنزول إلى الشوارع ذات جدوى، ولا تعبّر بصدق عن مطالب شعبية - و إن حمل بعض البسطاء نوايا صادقة - فالكثير لا يفقهون جوهر وحقيقة تواجدهم في الشارع ،ولأجل من؟،ينخدعون بالشعارات والترويج الإعلامي المضلل، في ظل وجود أطراف فاسدة ،خسرت مصالحها ومناصبها ،في كل مناسبة تدفع بتأجيج الشارع ،للمكايدات السياسية، وخلق الفوضى ،وزعزعة وضع البلد أكثر ،وإرباك الوزارات والمؤسسات عن أداء مهامها ،رغم الخلل والقصور والعجز في الأداء، إلا أن إثارة الأزمات يوصلها إلى نقطة الصفر. لقد بيَّن ربيع التغيير أبعاد وتوابع الإسقاط غير المنظم ،والمتروك لبدائل تتسلّق على طموحات ورغبات الشعب، حكمت بسياسة أسقطت البلد ،أو من الطرف الآخر «المعارضة» شاركته وسكتت عن سياسة السقوط، وما يترتب على كل سقوط من أثمانٍ باهظة، خاصة والغالب من الشعب الطموح إلى واقع أفضل، مازال خاضعاً ومأسوراً لثقافة الولاء والتبعية والطاعة العمياء، يخرج على نظام لإسقاطه، ثم يقف خلف أشخاص صفحاتهم غير بيضاء، يجعل منهم نظاماً جديداً بنفس سلفهم، والأدهى والأَمَر أن تلك الشخصيات صاحبة تاريخ أسود، وشركاء فساد. الكثير من أبناء الشعب لا يعي مصلحته، ولا يدرك من يقف لأجله، ومن ضده، يُخدَع بالشعارات والحملات الإعلاميةغير الوطنية، ليكونوا أدوات تصعد وتسقط أفراد أسوأ من بعض. لا نريد إسقاط الحكومة أو النظام، وإنما ارتفاع الشعب ونهضته من السقوط، سقوط التبعية وجهل مصلحته ووطنه، سقوط العشوائية، والجري وراء الشعارات وأبواق المصالح، يرتفع ويقف على قدميه ،حتى يقف الوطن معه ،ويقف مع الوطن، ومن صحوته ومواقفه الوطنية، وخوفه على بلده و ثروته، سوف تسقط كل الوجوه الفاسدة، والمشاريع الخاصة، التي تستغله، وتسلبه حريته وثروته وكرامته وإنسانيته، وتتحقق مطالبه وطموحاته لحياة أفضل. إسقاط الحكومة ليس حلاً؛ ،لا سيما وحالة السقوط مازالت قائمة، ولم يتعافَ البلد منها، فالإسقاط كارثة تخلق أزمات، وخاصة حينما يكون الساقطون هم البديل، فهم كثر يتربصون ويترقبون فرص حدوث فراغ سياسي للانقضاض على السلطة ،ويسارعون إلى العودة مرة أخرى. [email protected]