الاهتمام بالفضاء ومعرفة الكون وأسراره من قبل بني آدم قديم ومازال مستمراً من قبل كوكبة من العلماء المتخصّصين الذين يعملون على زيادة سرعة المركبات الفضائية لمحاولة الاقتراب من سرعة الضوء حتى يمكن الوصول إلى الكواكب المستهدفة؛ بل بأقصر وقت ممكن وكذلك التطوير المستمر للمناظير الفلكية. كثير من الناس يحلمون بالذهاب إلى الفضاء ومشاهدة الأرض من الأعلى وعيش تجربة انعدام الوزن، وحقيقة الأمر أن الجاذبية خارج الكرة الأرضية ليست كما يعتقد البعض أنه لا توجد جاذبية، والصحيح أنها تقل فقط عمّا هي عليه في الأرض؛ إذ ان انعدام الجاذبية يعني تطاير الكون؛ بل إن الجاذبية تتفاوت نسبتها، فمثلاً جاذبية الأرض تضعف عند الاقتراب من خط الاستواء بسبب دوران الأرض وما تنتجه من قوة طرد مركزية للحفاظ على الأجسام التي على سطحها بحيث تدور معها. ووفقاً لقوانين نيوتن للحركة التي توضح أنه لو أن الكرة الأرضية توقفت عن الدوران سوف تتطاير كل الكائنات التي على سطحها، وتشير بعض الكتب التاريخية إلى أن العرب قديماً كانوا قد عرفوا بعض الشيء عن الجاذبية وتأثيراتها مثل أن سرعة وصول الأجسام إلى الأرض لا تتعلّق بكتلتها؛ إلا أن الإمكانيات المتاحة لهم حينذاك لم تسعفهم لمزيد من البحث في هذا المجال إلى أن جاء العلم الحديث وتوسّع وتوصّل إلى أن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الذي جاءت هيئته وكتلته وسرعة دورانه حول نفسه بكيفيه لا يشعر سكانه بفوضى، وكذلك بُعده عن الشمس مناسب جداً للحياه. ضف إلى ذلك نسبة الجاذبية واستقرار الوزن، فالشخص الذي يصعد إلى الفضاء نتيجة نقص الجاذبية يفقد كتلة من عظامه بما يعادل 20 % لو أنه عاش سنة كاملة، ويعاني كذلك ضموراً فى العضلات إلى جانب مشاكل صحية. ظهرت في الآونة الأخيرة آراء لبعض العلماء تتمحور حول ضرورة استعمار الفضاء، ومن مبرّراتهم ما قاله العالم الفيزيائى «ستيفين» إنه لا يعتقد أن الجنس البشري سيستمر لآلاف السنين القادمة إلا إذا انتشر في الفضاء؛ لأنه أصبح معرّضاً لمخاطر متمثلة بإمكانية حدوث تصادم مع كوكب آخر أو حرب نووية تؤدّي إلى انقراض جماعي. في حين أن إمكانية العيش خارج الأرض شبه معدومة؛ لأن الجاذبية المتوازنة في الأرض سبب رئيسي للعيش، وتعتبر القوة الإلهية التي تحافظ على بقاء الكون، قال الله تعالى: «إن الله يُمسك السماوات والأرض أن تزولا».