لا أنكر انبهار طفولتي الساذجة باالكاريزما العاطفية في محاضرات الشيخ عبدالمجيد الزنداني عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم تماماً كبقيّة القطيع المنبهر حالياً بأطروحاته المتطرّفة . بقدر ذلك أسخر الآن كثيراً من مفارقةٍ عجيبة قادها ذات الشيخ مع حشدٍ من رجال الدين في اليمن قبل فترة لتكفير بعض الإعلاميين اليمنيين لمجرّد كتاباتهم الخارجة عن هواه وطريقته الفظّة في الحياة . واليوم وبالأمس ونحن نعيش وضعاً بائساً ومأساوياً وكارثياً من جرائم تنظيم القاعدة اللعين .. ما بين مجازر اقترفوها بحق الابرياء من المواطنين والجنود البواسل .. ماذا قال الشيخ الزنداني ؟ وما هو موقفه الإنساني حيال هذه الكوارث هو ومن معه من طابور توقيعات التكفير ؟ وأما لماذا نلوم الشيخ الزنداني والشيخ عبدالوهاب الديلمي مثلاً ولا نذكر بقية الموقعين على دماء ورقاب الناس .. فلأنهما تصدّرا ويتصدّرا دوماً لتبرير المآسي والمخازي الشيطانية منذ تكفير الوحدة اليمنية العظيمة ومن سلك مسلكها .. ومنذ أصدر الديلمي فتواه الموجعة حتى اللحظة باستباحة نفوس ودماء أبناء الجنوب .. ومنذ سكت الشيخ الزنداني عن جرائم كثيرة حاقت بالبلد ليس أولها بلاء تنظيم القاعدة الذي ينطلق في كثيرٍ من أدبياته من مخرجات جامعة الإيمان ..مروراً بتخديره للشباب في ساحة التغيير ليغادرهم لمعقله القرويّ تاركاً إياهم للقنص وتشظّي دمائهم على الأرصفة ليفوز هو وجماعتة بالتقاسم الحكومي والمناصب الرديئة .أينكم يا علماء اليمن من تدمير الكهرباء وهتك أعراض الكادحين وذبح المواطنين اليمنيين والفتك بآمال هذا الوطن ؟ أليس فيكم رجل رشيد ينبري حراً طليقاً من عفونة المذهب التكفيري ليقول كلمة حق ويعلنها صراحة براءته من أفعال وجرائم تنظيم القاعدة ؟ أين الزنداني والديلمي يصدرا فتوى على أيّ مذهبٍ أرادا .. الأهم أن تكون فتوى خالصةً للإنسانية وحافظةً لدماء الناس بدلاً من الكيل بمكاييل الأجندة الصحراوية الماحقة لكلّ اعتزازٍ يحمله المواطن البائس ؟ متى يقوم ما يُسمّى بعلماء اليمن بدورهم الإنساني قبل دورهم الحزبيّ وتراثهم الموبوء بالأحجيات العجيبة والاهتمامات السطحيّة التي تجعل من أرواح الناس لعبةً في أياديهم المجفّفة بفعل حصانة تُقْيَة « لحوم العلماء مسمومة » ..! ولا أنسى هجوم السكرتير الإعلامي للشيخ الزنداني /محمد مصطفى العمراني ضدّ مقالٍ سابق لي بعنوان « لحوم العلماء مجففّة » واتهمني ككثير بأننا طابور مرتزقة ونكرات .. بينما هو يدرك في عقله الباطن أنّ المرتزقة والنكرات هم من يبررون للقتل والدمار ويسعون لإفساد الحرث والنسل وإحراق آخر الآمال المتيبّسة في قلوب الكادحين . [email protected]